ليست مثل المُسيرات.. ما الذي يعنيه إمداد إيران روسيا بصواريخ باليستية؟

ما الذي يعنيه إمداد إيران روسيا بصواريخ باليستية؟

محمد النحاس

الصواريخ الباليستية الإيرانية، تفوق سرعتها سرعة الصوت، ويمكن أن تحمل رؤوسًا حربية يصل وزنها إلى 500 كجم، علاوة على ذلك، فإن اعتراض الصواريخ ليس مكلفًا فحسب، بل هناك نقص عالمي في الأنظمة المضادة لهذا النوع من الصواريخ.  


يُزعم أن إيران زودت روسيا بمئات الصواريخ الباليستية، وفي حين قلل المسؤولون الإيرانيون والأوكرانيون من أهمية هذه التقارير، إلا أن نقل الصواريخ الإيرانية إلى موسكو سيكون بمثابة تحول كبير.

وفي حديثٍ عن أهمية وتداعيات مثل هذه الخطوة، تحدثت صحيفة “أمواج” مع الزميل البارز في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فابيان هاينز، والذي يرى صعوبة تقييم الأسباب المحتملة  التي تقف وراء عملية نقل الصواريخ الإيرانية، حال تأكيد حدوث ذلك. 

انتهاء قيود على أنظمة الصواريخ الإيرانية الباليستية

بحسب هاينز، فإن أحد التفسيرات لعمليات نقل الصواريخ الإيرانية إلى روسيا، هو انتهاء القيود المفروضة على برنامج الصواريخ الإيرانية الباليستية، بموجب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231 في أكتوبر من العام الماضي.

وحتى الآن، لم يقر الإيرانيون رسميًا بأنهم يقومون بتسليم مسيرات شاهد إلى روسيا، رغم الإقرار بأنهم نقلوا عددًا صغيرًا من المسيرات إلى روسيا قبل الحرب الروسية الأوكرانية. وحسب وكالة أنباء رويترز، التي نقلت 6 مصادر، في 21 فبراير 2024، فإن طهران زودت موسكو، بعدد كبير من الصواريخ أرض-أرض الباليستية.

وأكدت 3 مصادر إيرانية لرويترز أن طهران وفرت حوالي 400 صاروخ تشمل العديد من الصواريخ الباليستية القصيرة المدى من عائلة فاتح 110، مثل الصاروخ “ذو الفقار”، وبإمكان هذا الصاروخ إصابة أهداف على مسافات تتراوح بين 300 و700 كيلومتر.

ما الفارق بين المسيرات والصواريخ الباليستية؟

 حسب هاينز، من الممكن أن يكون لعمليات نقل صواريخ إيرانية تأثير كبير في  ساحة المعركة في أوكرانيا، في حين أن مسيرات شاهد، محدودة التأثير على الصعيد الحركي، وتحمل رؤوسًا حربية تزن حوالي 50 كجم، وتؤثر بقوة منخفضة نسبيًا مقارنة بالصواريخ الباليستية الإيرانية.

أما الصواريخ الباليستية الإيرانية، فإنها تفوق سرعتها سرعة الصوت، ويمكن أن تحمل رؤوسًا حربية يصل وزنها إلى 500 كجم، علاوة على ذلك، فإن اعتراض الصواريخ ليس مكلفًا فحسب، بل هناك نقص عالمي في الأنظمة المضادة لهذا النوع من الصواريخ.  

ما الذي يعينه دخول الصواريخ الإيرانية الباليستية الحرب؟

يرى هاينز أن استخدام الصواريخ الباليستية في الحرب سيتيح معرفة الكثير عن أدائها، بما في ذلك عند مواجهة قيود ومشاكل غير متوقعة، و قد استخدمت إيران بالفعل مسيرات شاهد والصواريخ الباليستية من قبل، لكن الأمر يختلف في الساحة الأوكرانية. 

ويوضح خبير الشؤون الاستراتيجية، أن استخدام الصواريخ الباليستية في صراع حاد، كما هو الحال في الحرب الروسية الأوكرانية، سيكون أمرًا مختلفًا، خاصة أنه يمكن اختبارها ضد الأنظمة الدفاعية الغربية.

كيف تستفيد طهران؟ 

لا يقف الأمر عند هذا الحد، أن يصل الأمر في التعاون بين موسكو وطهران إلى نوع من المقايضة، حيث يمد الروس الإيرانيين بأنظمة أسلحة أو معدات وآليات، لا تستطيع طهران أن تصنعها بنفسها.

ويشمل ذلك طائرات الهليكوبتر والطائرات المقاتلة، ويمكن أن يتمثل في تمكين إيران من الوصول إلى التكنولوجيا الروسية والخبرة البشرية في مجالات بناء السفن والمركبات المدرعة وصواريخ أرض جو والدفاعات الجوية، وفق هاينز.

أما بالنسبة للجهة الأخرى، فيمكن أن يغير الأمر -حال حدوثه- تردد إسرائيل في توفير أسلحة متقدمة لأوكرانيا، كان هذا التردد مدفوعًا بعدد من الأسباب إلا أن سيناريو إمداد إيران لروسيا بصواريخ بالستية يمكن أن يسهم في تغير هذه الحسابات قليلاً، بالنسبة للأوروبيين والأمريكيين يرى هاينز عدم وجود عدة خيارات متاحة أمامهم. 

ربما يعجبك أيضا