ليس بسبب الجنائية الدولية.. نتنياهو في ورطة والأزمات تحاصر حكومته

شيرين صبحي
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

وجد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه في مواجهة طلب من المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرة اعتقال بحقه فيما يتعلق بحرب غزة، كما واجه توبيخات علنية من شركائه في الحكومة وتهديدًا من أحد الوزراء بالاستقالة.

ووفق وكالة رويترز، اليوم الثلاثاء 21 مايو 2024، لا يرجح أن يلحق قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ضررًا كبيرًا بنتنياهو بين الناخبين، إذ يحتشد كثير من الإسرائيليين خلفه حتى الآن.

تأهب للقتال

المشكلات تتراكم أمامه على جبهات متعددة، وهناك اعتقاد على نطاق واسع بأن الآفاق السياسية لحكومته الائتلافية تنحسر على المدى الطويل.

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأطول بقاء في السلطة وزعيم حزب الليكود اليميني يتأهب للقتال.

جرائم حرب

قال نتنياهو لشبكة سي إن بي سي، الأربعاء‭‭ ‬‬الماضي: “لست قلقًا على مستقبلي، أنا قلق على مستقبل إسرائيل.. سأفعل ما يتعين فعله لإنهاء هذه الحرب”.

ورفض نتنياهو قول المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، أمس الاثنين، إنه يتحمل بصفته رئيس وزراء إسرائيل المسؤولية عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة، وهو ما وصفه نتنياهو بأنه “تشويه كامل للواقع”.

تجاهل الانتقادات

تجاهل نتنياهو انتقادات وزير الدفاع يوآف جالانت الذي حثه الأسبوع الماضي على نبذ فكرة العودة للاحتلال العسكري لغزة، كما تجاهل مكتبه تهديد الوزير بحكومة الحرب بيني جانتس بالاستقالة إذا لم يلتزم نتنياهو برؤية متفق عليها لغزة بعد الصراع.

وأدى إعلان خان إلى احتشاد الإسرائيليين مؤقتا للدفاع عن رئيس الوزراء ضد ما وصفه الرئيس إسحق هرتسوج بأنه “تحرك من جانب واحد” اتُخذ بسوء نية.

مساعي لإسقاط نتنياهو

لكن التضامن قد لا يمتد كثيرًا. صحيح أن رئيس المعارضة يائير لابيد أدان بيان المحكمة الجنائية الدولية، لكنه أوضح أيضًا أنه سيواصل العمل لإسقاط حكومة نتنياهو.

ودافع جانتس أيضًا عن نتنياهو أمام إعلان خان، وقال اثنان من مساعدي جانتس إن تهديد الجنرال المتقاعد بالانسحاب من الحكومة إذا لم يلتزم نتنياهو بخطة من 6 نقاط تتعلق بغزة وإسرائيل بحلول 8 يونيو ما زال قائما.

تهديد للائتلاف

إذا استقال جانتس، يخسر نتنياهو دعم أقوى منافسيه السياسيين وكتلته الوسطية التي ساعدت في توسيع الدعم للحكومة في إسرائيل والخارج.

وسيظل رئيس الوزراء يحظى بأغلبية في البرلمان بدعم من الأحزاب القومية المتطرفة التي أغضبت واشنطن حتى قبل الحرب وتدعو إلى العودة إلى الاحتلال الإسرائيلي الكامل لغزة.

الضغوط على نتنياهو

تتفاقم الضغوط على نتنياهو، وتتفاقم التوترات الواضحة بالفعل في العلاقات مع الولايات المتحدة، وستثار على الأرجح أسئلة جديدة حول المدة التي قد تظل فيها مثل هذه الحكومة قائمة.

وقال المحلل السياسي أموتز آسا إيل: “فيما يتعلق بالبرلمان، قد يستمر لبعض الوقت، وسيستمر. لكنه لن يدوم.. الحروب في أي مكان في الديمقراطيات تتطلب توافق آراء، وتتطلب حكومة يتبعها التيار الاجتماعي الرئيسي، وأغلبية واضحة في النظام السياسي”.

وأضاف آسا إيل: “لن يحقق ذلك حكومة ضيقة، مثل تلك التي ستبقى لإسرائيل بعد رحيل جانتس”.

وتواجه الحكومة أيضا صعوبات في خلافها في مشروع قانون جديد للتجنيد في الجيش.

ربما يعجبك أيضا