ليس تدمير الفصائل فقط.. أهداف أخرى وراء عدوان إسرائيل على غزة

نكبة جديدة.. ما أهداف «التطهير العرقي» ضد الفلسطينيين في غزة؟

محمد النحاس

بعد مرور ما يقرب من شهرين على الهجوم الإسرائيلي، تشير الأدلة إلى أن إسرائيل متورطة في أمر لا يقل عن وصف "التطهير العرقي" للفلسطينيين الذين يعيشون في القطاع.


رغم عدوانه على غزة، يدعي الاحتلال الإسرائيلي أنه لا يرمي إلى تهجير الفلسطينيين وخلق نكبة جديدة، إلا أن الواقع يدحض مزاعمه.

وفي  تحليل نشرته مجلة “ريسبنسبول ستيت كرافت” التابعة لمعهد كوينسي، يرى المقال التحليلي المنشور الجمعة 8 ديسمبر 2023، أنه بات من العسير إنكار أن السياسية الإسرائيلية تهدف إلى تهجير الفلسطينيين في ظل العدوان المروع على قطاع غزة والضفة الغربية.

ما هدف الاحتلال؟

بدايةً يرى كاتب المقال، بول آر بيلار، أنه من غير الممكن القضاء على الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بالقصف أو حتى بالغزو البري، وحتى لو أمكن بشكل أو بآخر، فإنه يلفت إلى أن العمليات تقود إلى تهديد أمن الإسرائيليين.

وبحسب بيلار، الباحث البارز في الدراسات الأمنية،  فإن النشاط الوحشي المتزايد للجيش الإسرائيلي، والخطاب الإسرائيلي الرسمي، والعنف الذي يقوده المستوطنون، يزيد من صعوبة إنكار حقيقة أنه هذه السياسات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين.

وبحسب كاتب المقال، وهو أيضًا، زميل أول غير مقيم في مركز الدراسات الأمنية بجامعة جورج تاون وزميل غير مقيم في معهد كوينسي، فإن ما تعلنه إسرائيل رسميًا لا يجب أن يؤخذ على محمل الجد، وكان الاحتلال قد ردد مرارًا وتكرارًا منذ بدء عدوانه على غزة أن الهدف يتركز في القضاء على حماس وتحرير الرهائن.

ما الدليل على التطهير العرقي ضد الفلسطينيين؟

بحسب المقال، فبعد مرور ما يقرب من شهرين على الهجوم الإسرائيلي، تشير الأدلة إلى أن إسرائيل متورطة في أمر لا يقل عن وصف “التطهير العرقي” للفلسطينيين الذين يعيشون في القطاع.

يبرهن بول آر بيلار على طرحه، الذي يتعلق بالتهجير، بمقدار الهائل للدمار، والطبيعة العشوائية للهجمات العسكرية الإسرائيلية، لافتًا في هذا الصدد إلى تسوية أحياء بأكملها بالأرض وإيقاع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين، حيث يفوق ذلك أي طبيعة استهداف عسكري. 

هل يستطيع الاحتلال تحقيق أهدافه؟

دونًا عن عدم وجود أدلة تذكر على أي نتيجة عسكرية فعلية تم تحقيقها، غير مزاعم الاستيلاء على بعض الأنفاق الفارغة وعرض بعض المشاهد للأنفاق، وهو أمر بالتأكيد أبعد ما يكون عن هدف تدمير حماس، حسب المقال.

ويزعم الاحتلال، وفق المقال، أنه قضى على 5 آلاف مقاتل من حماس، وفي حين يقر مسؤولون إسرائيليون بأن هذه التقديرات مبالغ فيها، فضلًا عن عدم وجود إمكانية  للتأكد من الأرقام المدعاة هنا، وفي حين تقدر إسرائيل مقاتلي حماس بـ30 ألف يعني ذلك أنه لا يزال هناك 25 ألف مقاتل، وتشير أحدث التقديرات للعدد المتزايد بسرعة لإجمالي الضحايا الفلسطينيين جراء الحرب حتى الآن إلى 16 ألف قتيل، من بينهم أكثر من 5 آلاف طفل.

وبالوتيرة الحالية وبالأساليب الإسرائيلية المتبعة، فإن إتمام المهمة المفترضة المتمثلة في تدمير الجناح العسكري لحماس سوف يترتب عليه مقتل ما يقرب من 100 ألف فلسطيني، وفقًا للمقال، كل ذلك يرجح  إلى أنه بالإضافة إلى القضاء على حماس، فإن قتل المدنيين ودفع أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين إلى الخروج من غزة هو هدف إسرائيلي.

الموقف الأمريكي

بالنسبة للضفة الغربية، تواتر الأدلة مع مرور الوقت أن الاحتلال على مدار الشهرين الماضيين عمد لسياسة لاستخدام المستوطنين لطرد الفلسطينيين من أراضيهم وقراهم عبر العنف والترهيب، ناهيك عن الاعتقالات اليومية للفلسطينيين وعمليات الاغتيال واستهداف المخيمات بينما تتجه الأنظار لغزة.

 ويرى المقال، ختامًا أن الولايات المتحدة لم تفعل ما يكفي للانفصال بشكل كامل عن السياسات الإسرائيلية “البغيضة”، لافتًا إلى ضرورته لتجنيب الولايات المتحدة المزيد من الازدراء الدولي الذي تعرضت له بالفعل من خلال ارتباطها بالسلوك الإسرائيلي.

ربما يعجبك أيضا