مأساة في ولاية تكساس.. 46 مهاجرًا يموتون اختناقًا داخل شاحنة

أعلنت السلطات الأمريكية العثور على جثث 46 مهاجرًا غير شرعي على الأقلّ، قضوا اختناقًا داخل شاحنة في سان أنطونيو بولاية تكساس.

وأفاد مسؤولون بأنهم عثروا على “أكوام جثث” في السيارة، ليل أمس الاثنين 27 يونيو 2022، قُرب خطوط السكك الحديدية بمنطقة نائية على المشارف الجنوبية لمدينة سان أنطونيو الواقعة على بُعد 240 كيلومترًا من الحدود مع المكسيك.

LO ÚLTIMO:

Encuentran 42 cadáveres, posiblemente de migrantes, en un furgón abandonado en San Antonio, Texas.

Información en desarrollo. pic.twitter.com/aoCJXfqa33

— Víctor Bolaños (@vichoguate) June 28, 2022

مأساة إنسانية مروّعة

وفقًا لقائد فرق الإطفاء في سان أنطونيو، تشارلز هود، نقلت فرق الإسعاف 16 جريحًا، 12 بالغًا و4 أطفال، كانوا جميعًا واعين لدى نقلهم لتلقّي الرعاية الصحية اللازمة. وحسب ما أوردت شبكة فوكس نيوز الأمريكية، قال هود بمؤتمر صحفي إن الناجين كانوا ساخنين جدًا عند لمسهم، وكانوا مصابين بضربة شمس وإنهاك حراري وجفاف. وكانت الحرارة في سان أنطونيو أمس تبلغ 39.4 درجة مئوية مع رطوبة عالية.

وقُرب الموقع الذي عثرت فيه السلطات على مقطورة الشاحنة ذات الـ18 عجلة، وصف رئيس بلدية سان أنطونيو، رون نيرنبرج، الحادثة بأنها “مأساة إنسانية مروّعة”، مُضيفًا: “نأمل مُحاكمة المسؤولين عن وضع هؤلاء الأشخاص في مثل هذه الظروف اللا إنسانية بأقصى حد يسمح به القانون”.

Migrants seeking asylum should always be treated as a humanitarian crisis, but this evening we're facing a horrific human tragedy.

More than 40 hopeful lives were lost. I urge you to think compassionately, pray for the deceased, the ailing, and their families at this moment.

— Mayor Ron Nirenberg (@Ron_Nirenberg) June 28, 2022

تحقيق فيدرالي

قال وليام مكمانوس، رئيس قسم شرطة سان أنطونيو، إن أسباب ومُلابسات الحادث قيد تحقيق فيدرالي، مُشيرًا إلى احتجاز 3 أشخاص على الأقل، دون أن يحدد إذا كانوا مُشتبهًا بهم أم لا. وأضاف أن المقطورة كانت مُبرّدة لكن نظام التبريد كان مُعطلًا ولم تعثر السلطات على مياه صالحة للشرب داخل الشاحنة التي تتسع لـ100 راكب.

ورغم أن الشاحنات وسيلة أساسية لتهريب مهاجرين غير شرعيين من المكسيك إلى الولايات المتحدة، تكون محفوفة بالمخاطر غالبًا، فنادرًا ما تكون هذه العربات مكيّفة، وقوارير المياه التي تكون بحوزة المهاجرين لا تكفيهم في معظم الأحيان لقضاء الرحلة بطولها.

مأساة تكساس واتجار بالبشر مُحتمل

وصف وزير خارجية المكسيك، مارسيلو إبرارد، الحادثة بـ”المأساة”، مقدمًا العزاء لأهالي الضحايا، لكن لم تُعلن السلطات رسميًّا عن جنسيات القتلى. وأوضح إبرارد في تغريدة عبر تويتر أن قنصلية بلاده تتابع القضية، مُضيفًا أن الشاحنة كانت تحمل لوحة تابعة “للاتحاد الأوروبي”، وكانت “تتنقل دون رقابة” على حد قوله.

Reporte de nuestro Cónsul : 46 fallecidos por asfixia, 16 trasladados a hospitales,entre ellos 4 menores de edad. En este último grupo se ha identificado a dos guatemaltecos. El trailer tiene placas de EU, superpuestas,para circular sin revisión.Muy probable autoría de tratantes.

— Marcelo Ebrard C. (@m_ebrard) June 28, 2022

وصرّح مسؤولون عن إنفاذ القانون لشبكة سي بي إس نيوز، بأن وزارة الأمن الداخلي الأمريكي تُحقق مع شرطة سان أنطونيو في ما يُعتقد أنه حادثة اتجار بالبشر. وأعربت الوزارة في بيان عن خوفها الشديد بعد “هذه الخسائر المأساوية في الأرواح قُرب سان أنطونيو”، مُضيفة أنها تنُم عن يأس شديد لدى مُهاجرين يضعون حياتهم في أيدي مهربين قُساه لا يبدون أي اعتبار للحياة البشرية.

حاكم تكساس يُحمّل بايدن المسوولية

سارع حاكم ولاية تكساس الجمهوري، جريج آبوت، إلى تحميل الرئيس الديموقراطي جو بايدن المسؤولية عن هذه المأساة، قائلًا: “هؤلاء الموتى هم مسؤولية بايدن. إنهم نتيجة لسياسته المميتة المتمثلة بفتح الحدود”.

ومنذ وصول بايدن للسلطة في مطلع 2021، زادت أعداد المهاجرين غير الشرعيين الذين يتسلّلون إلى الولايات المتّحدة، رغم مساعي الرئيس الديموقراطي لوقف هذه الظاهرة بتكليفه نائبته، كامالا هاريس، بتولي هذا الملف الشائك. وفي 2017 شهدت حظيرة للسيارات قرب سان أنطونيو مأساة مماثلة، مات فيها 10 مهاجرين داخل مقطورة ركنت تحت أشعة الشمس الحارقة، وحُكم على سائقها في العام التالي بالسجن مدى الحياة لدوره في عملية التهريب.