ماذا وراء زيارة وزير الخارجية الأمريكي لأوكرانيا؟

هل خسرت الولايات المتحدة الحرب في أوكرانيا أمام روسيا؟

بسام عباس
بلينكن في أوكرانيا

في زيارة مفاجئة إلى كييف، أبلغ وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أمس الثلاثاء 14 مايو 2024، أن المساعدات العسكرية الأمريكية في الطريق.

وأوضحت وكالة AFP أن الزيارة تهدف إلى طمأنة أوكرانيا بأن المساعدات العسكرية التي وافق عليها الكونجرس قبل 3 أسابيع ستحدث “فرقًا حقيقيًا” في ساحة المعركة، وتأتي الزيارة بالتزامن مع هجوم روسي شمالي شرق أوكرانيا يتقدم منذ عدة أيام.

تطور مفاجئ

قالت مجلة وورلد بوليتكس ريفيو، أمس الثلاثاء، إن التقدم الذي أحرزته روسيا منذ يوم الجمعة يعد بمثابة تطور مفاجئ لأوكرانيا، ففي أقل من 3 أسابيع، تحولت كييف من الحصول على 60.8 مليار دولار من المساعدات العسكرية، إلى رؤية القوات الروسية تتقدم عبر الحدود الشمالية الشرقية.

وأضافت أن روسيا تتقدم لتستولي على نحو 50 ميلًا مربعًا بالقرب من خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، في غضون بضعة أيام فقط، وهذا الهجوم يوضح مدى قدرة روسيا على إعادة تجميع صفوفها وتعزيز موقفها واستعادة زمام المبادرة منذ فشلها في المراحل الأولى من الحرب.

وذكرت أن روسيا اعتمدت على تفوقها في الكتلة عندما يتعلق الأمر بالذخائر والأفراد، مشيرةً إلى أن الجيش الروسي أجرى أيضًا تعديلات تكتيكية فعّالة في ساحة المعركة، حتى مع تجهيز موسكو للاقتصاد الروسي ليتماشى مع متطلبات الحرب تطوراتها.

Daily Review: Could This Be a Breaking Point for Ukraine?

جندي أوكراني يرفع علم بلاده على منطقة محررة

أكثر عرضةً للخطر

أوضحت المجلة الأمريكية أن التقدم الروسي السريع يسلط الضوء أيضًا على تضاؤل ​​إمدادات أوكرانيا من الذخائر والقوات على طول الخطوط الأمامية الشرقية، ما جعل كييف عرضةً للخطر كما حذر أنصارها كثيرًا خلال الأشهر الـ6 الماضية من أن الجمهوريين في الكونجرس قد أخروا حزمة المساعدات الأمريكية.

وأضافت أن الهجمات الروسية في الشمال الشرقي تبدو وكأنها مصممة لاستغلال نقطة الضعف هذه من خلال توسيع احتياطيات أوكرانيا على طول المزيد من الأراضي، ما يسمح بتحقيق اختراقات محتملة في أماكن أخرى على الجبهة الطويلة.

تحول في الزخم

ذكرت المجلة أن هذا الهجوم الروسي يمكن أن يشير في النهاية إلى 1 من 3 أمور، أحدها: “تحول مؤقت في الزخم”، ومن غير الواضح ما إذا كانت روسيا ستكون قادرة على الحفاظ على التقدم الذي حققته، إذ كان الدفاع عن جزء كبير من الأراضي التي سيطرت عليها ضعيفًا، فيما تقول أوكرانيا إنها ستستطيع تعزيز خط المواجهة في الشمال الشرقي.

وأضافت أن ثاني هذه الأمور هو “بداية تحول تدريجي في الزخم” فمع قيام كييف بتحويل قواتها إلى الشمال الشرقي، قد تصبح أوكرانيا قريبًا أكثر عرضة للخطر في مناطق أخرى، ما يسمح لروسيا بشن هجمات جديدة لم تكن أوكرانيا مستعدة لها.

وأما الأمر الثالث فهو “نقطة الانهيار”، ويقول المحللون إن روسيا لم ترسل عددًا كبيرًا من الجنود لهذه الهجمات، وإذا تبين أن هذا يمثل بداية هجوم روسي آخر أكبر، فقد يكون ذلك بمثابة اللحظة التي ينهار فيها الجيش الأوكراني.

تهديد وجودي لأوروبا

قالت المجلة إن الهجوم يسلط الضوء على مدى إرهاق المؤسسة العسكرية الأوكرانية ونقص تجهيزاتها، ما يجعل من هذه اللحظة لحظة اتخاذ القرار بالنسبة لحلفاء كييف، وخاصة الأوروبين، فمنذ اندلاع الحرب، أعلن العديد منهم أن النصر الروسي في هذه الحرب سيمثل تهديدًا وجوديًا لأوروبا كلها، ومع ذلك فرضوا حدودًا على حجم الدعم الذي يقدموه لكييف.

وأضافت أن الزخم الذي تتمتع به روسيا في ساحة المعركة يزيد من مخاطر تلك التصريحات، إذ إن انتصار موسكو سيكون له آثار خطيرة على الأمن الأوروبي، والأحداث التي ستشهدها الأسابيع المقبلة قد تجعل الزعماء الأوروبيين أقرب إلى مواجهة تلك العواقب.

ربما يعجبك أيضا