ماسك في ورطة.. أزمة لشركة تسلا في أوروبا

شهدت شركة “تسلا” تراجعًا ملحوظًا في مبيعاتها داخل الاتحاد الأوروبي، في وقت تواجه فيه الشركة الأمريكية المصنعة للسيارات الكهربائية ضغوطًا متزايدة من شركات صينية مثل بي واي دي بالإضافة إلى تداعيات التوترات السياسية المرتبطة بعلاقة إيلون ماسك بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

أظهرت البيانات أن تسلا سجلت انخفاضًا بنسبة 8.4% في مبيعات السيارات داخل الاتحاد الأوروبي خلال أول شهرين من عام 2025 مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي يأتي ذلك في وقت تواصل فيه شركات صينية مثل بي واي دي تعزيز حصتها في السوق الأوروبية من خلال تقديم سيارات كهربائية بأسعار تنافسية وجودة محسنة.

إيلون ماسك وعلاقته السياسية المثيرة للجدل

يشير تقرير نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية، الاثنين 24 مارس 2025، إلى أن ارتباط إيلون ماسك العلني بالرئيس ترامب وسياساته المثيرة للجدل بما في ذلك دعمه المحتمل لفرض تعريفات جمركية جديدة على المنتجات الأوروبية أثار قلق المستهلكين الأوروبيين الذين باتوا يتوجهون إلى البدائل الصينية والأوروبية.

تزايد المخاوف من حرب تجارية محتملة بين الولايات المتحدة وأوروبا بعد تصريحات ترامب بشأن فرض رسوم جمركية جديدة ساهم في تراجع صورة العلامات التجارية الأمريكية لدى المستهلكين الأوروبيين ومن بينها تسلا، حيث يزداد قلق الأسواق من أن تسير واشنطن نحو سياسات أكثر حمائية قد تؤثر على العلاقات التجارية.

المنافسة الصينية تشتد

في المقابل، تواصل الشركات الصينية مثل بي واي دي تعزيز مكانتها في السوق الأوروبية مستفيدة من قدرتها على تقديم نماذج أرخص وأكثر تنوعا مقارنة بتسلا مع تعزيز شبكة التوزيع وخدمات ما بعد البيع داخل أوروبا.

وتواجه تسلا تحديات إضافية تشمل ارتفاع تكاليف الإنتاج العالمية وضغوط التضخم وضعف ثقة المستهلك في بعض الأسواق الأوروبية حيث يعيد المشترون تقييم خياراتهم وسط تزايد البدائل المتاحة في سوق السيارات الكهربائية.

الآفاق المستقبلية

ورغم هذه التحديات ما تزال تسلا لاعبًا رئيسيًا في سوق السيارات الكهربائية إلا أن المراقبين يرون أن الشركة تحتاج إلى إعادة النظر في استراتيجياتها داخل القارة الأوروبية خاصة مع تصاعد التوترات السياسية العالمية والمنافسة الصينية الشديدة.

كما يرى البعض أن إقحام إيلون ماسك نفسه في الأمور السياسية سيضعف موقفه اقتصاديا بشكل كبير ويؤثر على استثماراته.