تحولت مباراة فرنسا وإسرائيل، في إطار دوري كأس أمم أوروبا، إلى حدث سياسي بامتياز، حمل في طياته كافة تعقيدات المشهد السياسي في الشرق الأوسط من حرب غزة إلى لبنان إلى كافة التفاصيل التي تطغى على المنطقة.
وأصبحت المباراة مادة للسجال السياسي والاجتماعي الداخلي الفرنسي، والأوروبي في أحيان، خاصة في أعقاب الأحداث التي شهدتها العاصمة الهولندية بعد مباراة نادي “مكابي” الإسرائيلي وأياكس أمستردام، والتي انتهت باشتباكات حادة في شوارهع المدينة الهولندية بين أنصار النادي الإسرائيليين وهولنديين مؤيدين للفلسطينيين.
تاهب أمني كبير
وبحسب صحيفة “مونت كارلو” في تقرير لها نشر اليوم الخميس 14 نوفمبر 2024، فتشهد العاصمة الفرنسية باريس حالة من التأهب الأمني الخميس، قبيل انطلاق مباراة تجمع منتخبي فرنسا وإسرائيل في إطار في كأس الأمم الأوروبية.
وأعلنت شرطة باريس عن حشد آلاف العناصر الشرطية لتأمين المباراة، وقلصت الحضور الجماهيري من 80 ألفا في “ستاد دو فرانس” إلى 13 ألفا فقط ومنعت رفع أي أعلام باستثناء الفرنسية والإسرائيلية.
كما أعلنت السلطات الفرنسية أن قوة من نخبة الشرطة ستتولى حماية المنتخب الإسرائيلي خلال رحلته من الملعب وإليه.
أعلام إسرائيلية وفرنسية
نتيجة التجاذب السياسي الشديد الذي فرضته الحرب في الشرق الأوسط، وخوفا من تكرار أحداث أمستردام في باريس، دعت تل أبيب رعاياها إلى عدم حضور المباراة. إلا أن أوريلين بيرنهايم، أحد مؤسسي حركة “يهود فرنسا”، وهي مجموعة شبابية صهيونية يمينية، قال إن نحو 30 فردًا من أعضاء منظمته سيحضرون المباراة.
وقال رئيس شرطة باريس لوران نونيز لقناة “فرانس إنفو” المحلية، إنه سيتم نشر حوالي 4 آلاف من رجال الشرطة والأمن في الملعب وفي المناطق المحيطة به، كما سيتم تأمين وسائل النقل العام في العاصمة.
وأكد قائد شرطة العاصمة الفرنسية أنه لن يسمح برفع إلا الأعلام الفرنسية والإسرائيلية داخل الملعب، وهو ما يعني فعليا منع وجود الأعلام الفلسطينية في المباراة.
ماكرون وهولاند وساركوزي سيحصرون المباراة
تحولت المباراة إلى مادة للسجال السياسي والاجتماعي، حيث عارض نواب في الجمعية الوطنية (إحدى غرف البرلمان الفرنسي) إقامتها في هذه الظروف، حيث اعترض النائب عن حزب “فرنسا الأبية” اليساري دافيد غيرو على تمسك الحكومة “المثير للجدل” بتنظيم المباراة، وقال في جلسة عامة “من غير الطبيعي أو الأخلاقي.. الترحيب بإسرائيل بأذرع مفتوحة في ظل الإبادة الجماعية الجارية في غزة”.
كما خرجت مسيرة مساء الأربعاء في باريس معرضة للاحتفال الذي أقامته جمعية “إسرائيل للأبد” على شرف الوزير الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، ورفضا لإقامة المباراة، وعلى الرغم من كل الجدل، أصرت السلطات الفرنسية على إقامة المباراة في موعدها.
وقرر الرئيس إيمانويل ماكرون حضور المباراة، وقال إن قراره يأتي لـ”توجيه رسالة صداقة وتضامن بعد الأعمال المناهضة للسامية غير المقبولة التي تلت المباراة في أمستردام”. كما سيحضرها الرئيسان السابقان، نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند، بالإضافة إلى رئيس الوزراء ميشيل بارنييه.
أحداث أمستردام
في الثامن من الشهر الجاري، وبعد مباراة جمعت ناديي “أياكس” الهولندي و”مكابي تل أبيب” الإسرائيلي، اندلعت مواجهات عنيفة في شوارع أمستردام بين مشجعي النادي الإسرائيلي ومؤيدين للفلسطينيين.
وأظهرت مقاطع فيديو وشهادات لمواطنين من العاصمة الهولندية، مشجعين إسرائيليين يهتفون بعبارات عنصرية معادية للعرب وللفلسطينيين، ويشجعون الحرب على غزة بهتافات من قبيل “لا مدارس في غزة لأنه لم يتبق أطفال”.
وقالت إدارة شرطة أمستردام إن مشجعي “مكابي” هاجموا سيارة أجرة وأحرقوا علم فلسطين، لتندلع بعدها المواجهات بينهم وبين بعض الهولنديين من المناصرين للفلسطينيين.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2046239