في ظل التوترات المستمرة بين إسرائيل وحزب الله، فإن احتمال نشوب صراع عسكري واسع النطاق بين الطرفين يبقى أحد أكبر المخاوف الأمنية في منطقة الشرق الأوسط.
كلا الطرفين يمتلك قدرات عسكرية متطورة ومرتبطة بتوازنات قوى إقليمية معقدة، ما يجعل تصور هجوم إسرائيلي واسع النطاق على حزب الله موضوعًا حيويًا للنقاش في الأوساط الأمنية والسياسية.
خلفية التوترات
بحسب تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” في تقرير، اليوم الخميس 19 سبتمبر 2024، فمنذ حرب لبنان عام 2006، شهدت الحدود الإسرائيلية-اللبنانية حالة من الهدوء النسبي، إلا أن ذلك لم يمنع تصاعد التوترات عبر السنوات، خاصة في ظل تعزيز حزب الله لترسانته العسكرية وتوسيع نفوذه في لبنان وسوريا.
وتُقدر تقارير عديدة أن حزب الله يمتلك عشرات الآلاف من الصواريخ، بعضها قادر على الوصول إلى عمق الأراضي الإسرائيلية، بما في ذلك تل أبيب، بالنسبة لإسرائيل، هذا التهديد يشكل خطرًا وجوديًا، ما يدفعها للتحضير لاحتمالية شن هجوم عسكري شامل في حال تصاعد الأمور.
سيناريوهات الهجوم الإسرائيلي
إذا قررت إسرائيل شن هجوم واسع النطاق على حزب الله، فإن العملية ستكون على الأرجح متعددة الأبعاد، تشمل غارات جوية مكثفة وضربات صاروخية، بالإضافة إلى عمليات برية محدودة تستهدف مراكز القيادة والبنية التحتية العسكرية لحزب الله في جنوب لبنان. سيكون الهدف الأساسي لإسرائيل تدمير مخازن الصواريخ والمنصات المتحركة التي يستخدمها حزب الله، بالإضافة إلى استهداف شبكة الأنفاق والتحصينات التي بناها الحزب خلال السنوات الماضية.
وفي المرحلة الأولى، من المتوقع أن تركز إسرائيل على توجيه ضربات جوية استباقية، تستهدف مواقع الرادارات، وقواعد الصواريخ، ومراكز القيادة والتحكم، الاعتماد على الاستخبارات المتقدمة وتكنولوجيا الطائرات بدون طيار سيكون حاسمًا في هذه المرحلة، حيث تسعى إسرائيل لتجنب أي هجوم مضاد كبير من حزب الله.
التحديات التي تواجه إسرائيل
على الرغم من القوة العسكرية الكبيرة لإسرائيل، فإن حزب الله يتمتع بقدرات دفاعية لا يستهان بها، الحزب تعلم من حرب 2006 وعمل على تحسين استراتيجياته، بما في ذلك تطوير ترسانة صواريخه والاعتماد على أسلوب “الحرب غير المتناظرة”، حيث يستخدم عناصره أساليب حرب العصابات والكمائن لشل تحركات الجيش الإسرائيلي، فضلًا عن ذلك، يمتلك حزب الله خبرة كبيرة اكتسبها من خلال مشاركته في الحرب السورية، حيث تعاون مع الجيش السوري وحلفاء إقليميين مثل إيران.
إضافة إلى ذلك، حزب الله يعتمد على شبكة دعم محلية ودولية قوية، يمكنها أن تقدم له دعمًا لوجستيًا وماديًا في حال نشوب نزاع، هذا يعقد من قدرة إسرائيل على تحقيق نصر سريع وحاسم.
التداعيات الإقليمية
أي هجوم إسرائيلي على حزب الله لن يكون حدثًا محليًا فحسب، بل سيتجاوز الحدود اللبنانية ليشمل الساحة الإقليمية والدولية. إيران، الداعم الأكبر لحزب الله، قد تتدخل بشكل مباشر أو غير مباشر لدعم الحزب، سواء عبر تقديم إمدادات عسكرية أو فتح جبهات جديدة في مناطق مثل سوريا أو العراق، هذا يعني أن التصعيد قد يؤدي إلى مواجهة إقليمية أوسع تشمل دولًا أخرى.
على الرغم من تفوق إسرائيل العسكري، فإن المواجهة مع حزب الله ستكون مزيجًا من حرب العصابات والهجمات الصاروخية المتبادلة. النجاح الإسرائيلي يعتمد إلى حد كبير على القدرة على تدمير القدرات الصاروخية للحزب وتقليص تهديده الأمني، لكن النتائج غير مضمونة، خاصة في ظل التحديات الجغرافية واللوجستية والدعم الإقليمي الذي يحظى به حزب الله.
ومن المرجح أن يسعى الطرفان إلى تجنب صراع شامل، حيث تدرك كل من إسرائيل وحزب الله أن مثل هذه المواجهة قد تكون كارثية للطرفين. لكن مع ذلك، تبقى احتمالية التصعيد قائمة، ما يجعل الشرق الأوسط في حالة ترقب دائم.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1985392