محادثات مصيرية.. واشنطن وطهران تستعدان للعودة إلى الاتفاق النووي

واشنطن وطهران.. نحو محادثات حاسمة للقضايا النووية والإقليمية

يوسف بنده

"التغييرات التي أجرتها طهران في مواقفها تظهر أن الإيرانيين أدركوا أن استمرار هذا الوضع لا يمكن أن يفيد بلادهم".


كشف تقرير لموقع أكسيوس الأمريكي، الجمعة 17 مايو 2024، عن محادثات غير مباشرة بين واشنطن وطهران باستضافة سلطنة عمان.

وحسب التقرير، فقد شارك في تلك المحادثات كبير مستشاري الرئيس بايدن لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، وأيضًا القائم بأعمال المبعوث الأمريكي لإيران، وأبرام بالي، الثلاثاء 14 مايو.

اقرأ أيضًا: وأد الحرب شمالًا.. لبنان ضمن أولويات الحوار بين واشنطن وطهران

اليابان والاتفاق النووي

اجتماع مسبق للمحادثات النووية بين إيران ومجموعة 5+1

تأكيد إيراني

لم تنف طهران وجود مثل تلك المحادثات غير المعلنة، وذلك في إطار تحسين صورتها الخارجية وإثبات تعاطيها مع المساعي الدولية لحل أزمات إقليم الشرق الأوسط، فقد أكدت بعثة إيران الدائمة في الأمم المتحدة إجراء مفاوضات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة في سلطنة عمان.

وحسب وكالة الأنباء الرسمية (ارنا)، فقد قالت البعثة الإيرانية، أمس السبت 18 مايو، إن “هذه المفاوضات هي عملية مستمرة. مضيفة: “هذه المفاوضات لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة”.

«مرصد مراكز الأبحاث»: هزيمة روسيا.. والتوترات التجارية الأمريكية-الأوروبية.. وخرافة الاتفاق النووي الإيراني

بداية مفاوضات حاسمة

كتبت صحيفة آرمان امروز الإيرانية، اليوم الأحد 19 مايو، أن المفاوضات بين واشنطن وطهران بضيافة سلطنة عمان هي بداية لمفاوضات حاسمة، إذ تركز إدارة الرئيس بايدن خلال هذه الأيام على حل القضايا النووية مع إيران مع تشجيع طهران على المساعدة في حل العديد من القضايا الإقليمية.

ويسعى الرئيس الديموقراطي، جو بايدن، إلى التوصل لاتفاق مع طهران حول القضايا النووية قبل موعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2024، لإحراز تقدم في الدعاية الانتخابية أمام منافسه الجمهوري دونالد ترامب.

الرئيس الأمريكي جو بايدن والاتفاق النووي

الرئيس الأمريكي جو بايدن

بناء الثقة

أوضح تقرير صحيفة آرمان ملي الإيرانية، اليوم الأحد، أن الهدف من تلك المحادثات غير المعلنة هو بناء الثقة بين الطرفين، لأن القضايا والمشاكل بين إيران والولايات المتحدة بالبسيطة التي يمكن حلها عبر مفاوضات مباشرة وأولية.

وأضاف التقرير، أن حل القضايا خارج الموضوع النووي هي السبيل لحل الأزمة النووية مع إيران وإعادة بناء الثقة بين واشنطن وطهران.

وحسب آرمان ملي، فإن إيران وأمريكا تتفاوضان بصيغتين، الأولى فنية وتتم عبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لحل القضايا النووية العالقة، مثل المواقع المشتبه فيها، وتطبيق بروتوكول التفتيش تركيبات كاميرات المراقبة.

والثانية أمنية، تتم بشكل غير معلن لتجنب زيادة التوتر والتصعيد في المنطقة، في إطار الاضطرابات الأمنية في البحر الأحمر ولبنان على خلفية حرب غزة.

بايدن وعودة الاتفاق النووي

بايدن وعودة الاتفاق النووي

نظرة إيرانية جديدة

في حواره مع صحيفة آرمان ملي، اليوم الأحد، قال خبير العلاقات الدولية، الدكتور علي بيكدلي، إن “التغييرات التي أجرتها إيران في بعض مواقفها تظهر أن المسئولين الإيرانيين توصلوا إلى نتيجة مفادها، أن استمرار هذا الوضع لا يمكن أن يفيد البلاد”.

وأضاف بيكدلي، أنه لا الولايات المتحدة ولا أوروبا تسعى لوقوع حرب في الشرق في الأوسط، لأن هذا قد يتسبب في مشاكل كبيرة لأمن الدول الأوروبية، وهو ما يدفع لاستمرار لغة الحوار والتفاوض بين واشنطن وطهران.

اقرأ أيضًاعبر «الطاقة الذرية».. إيران تسعى للحوار مع الولايات المتحدة

وأوضح الخبير الإيراني، أن “قرار الاتفاق النووي ليس بيد الحكومة أو وزير الخارجية، ولكن بيد هيئات صنع القرار في إيران”. موصيًا “إذا لم يتم التوصل لاتفاق مع أمريكا لرفع العقوبات عن إيران، فإن الظروف الاقتصادية ستصبح أكثر تعقيدًا، وإن السياسة الخارجية التي اتبعتها طهران خلال السنوات الماضية لم تحقق نتائجها المرجوة”.

علي باقري في موسكو

تنسيق مع روسيا

تفرض القوى الغربية عقوبات على كل من إيران وروسيا، وتعتمد الأخيرة في جزء من سياستها لتخطي العقوبات الغربية على إيران، ما يدفع موسكو للقلق من أية اتفاق نووي محتمل بين طهران والقوى الغربية، إذا طالت روسيا اتهامات عام 2022 بعرقلة التوصل لمثل هذا الاتفاق طالما لم يضمن لموسكو مصالحها.

وحسب تحليل صحيفة آرمان امروز، اليوم الأحد، فإن زيارة كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، للمشاركة في المنتدى الاقتصادي الدولي الـ 15 “روسيا – العالم الإسلامي” في مدينة قازان عاصمة جمهورية تتارستان الروسية، أمس السبت 18 مايو، تهدف إلى التنسيق والتشاور مع موسكو حول المفاوضات الجارية بين واشنطن وطهران حول المسألة النووية ورفع العقوبات.

ربما يعجبك أيضا