محاكاة «غزو تايوان» تنتصر للولايات المتحدة.. لكن من يريد الحرب؟

علاء بريك

في ظل تصاعد التوترات في منطقة الهندوباسيفيك، فإن الحديث عن حرب وشيكة بات رائجًا، فمن سينتصر وقبل هذا من يريد الحرب أصلًا؟


أجرى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، على مدار أيام، محاكاة لعدة سيناريوهات لحرب بين الصين والولايات المتحدة لمعرفة نقاط القوة والضعف وفرص كل منهما في الانتصار.

وتجري الحكومات والمنظمات غير الحكومية الدولية عادةً هذا النوع من المحاكاة، لكن نتائجها لا تخرج إلى الرأي العام في الغالب، وأظهرت نتائج المركز انتصار الولايات المتحدة في جميع السيناريوهات، لكن بعد تكبد خسائر فادحة لكلا الجانبين، فما احتمالات الحرب؟

ماذا قالت المحاكاة؟

أنهى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، بعد أيام من العمل المتواصل، محاكاة حرب أمريكية صينية على تايوان، وفق عدة سيناريوهات بحسب تقدير الموقف. وانتهت المحاكاة التي شارك فيها عدد من الضباط وخبراء من المركز والأكاديميين إلى أن الولايات المتحدة وتايوان بوسعهما دحر أي محاولة صينية لشن حرب.

ولكن بحسب ما كتب موقع “ميليتاري تايمز”، لن يكتب مثل هذا النصر من دون خسائر فادحة في الجانبين على أساس تنويعات مختلفة من السيناريوهات، وذكر الموقع أن الولايات المتحدة في سيناريو حرب ممتد إلى 3 أسابيع، خسرت 700 طائرة، لكنها استطاعت الانتصار في كل سيناريو من سيناريوهات المواجهة.

ماذا تفيد هذه المحاكاة؟

في مادة نشرها موقع “وار أون ذَ روك“، أشار نائب وزير الدفاع الأمريكي السابق، روبرت وورك، ونائب رئيس الأركان السابق، بول سيلفا، إلى أن هذه التقنية ساعدت الولايات المتحدة وحلفاءها في السابق على التجهيز للنزاعات الكبرى، كالحرب العالمية الثانية والحرب الباردة. وبالمثل تطبق البحرية الأمريكية هذه التقنية لتساعدها في اتخاذ القرارات وتطوير قدراتها.

من جانب آخر، يمكن هذا النوع من المحاكاة من تحصيل فكرة أفضل عن نقاط القوة والضعف في جيش ما بطريقة لا يمكن تحصيلها من قراءة مقال صحفي أو تقرير عن المعارك، بحسب الأستاذة الزائرة في معهد الدراسات الاستراتيجية، نورا بن سهل. طذلط يرى الباحث في المعهد، مارك كانشان، أن نتائج هذه المحاكاة ستساعد الولايات المتحدة على تطوير استراتيجيتها لردع الصين.

لا حرب في الأفق

في 10 أغسطس 2022، كتب القائد الأعلى السابق لقوات الحلفاء في حلف الناتو، جيمس ستافريديس، مقالًا نشرته شبكة “بلومبرج“، ذكر فيه أن الحرب بعيدة الاحتمال بناءً على خبرته العملياتية والدبلوماسية بشؤون منطقة الهندوباسيفيك، وأورد عدة أسباب تمنع الصين من شن حرب وشيكة على تايوان.

ومن بين الأسباب التي أوردها ستافريديس، أن الحرب الروسية الأوكرانية جعلت الصين تفكر أكثر في تلك المغامرة، فضلًا عن أن الرد التايواني سيطرح صعوبات كبيرة على الاستراتيجية الصينية، إلى جانب وجود الدعم الغربي والصعوبات الداخلية في الصين، والأهم أن قادة الجيش الصيني يرون أن البلاد ليست مستعدة كما يجب لخوض حرب شاملة مع الولايات المتحدة.

الأفضل من الحرب

بحسب المستشار في المعهد الأطلسي، هارلان أولمان، تتمثل القضية الملحة في احتمال مضي الصين في إجراءات أقل من الحرب، مع الإبقاء على تهديدها باستخدام القوة، وفرض حصار على الجزيرة أو عقوبات أو غيرها من الإجراءات الأخرى، مثل دعم انقلاب سياسي داخل تايوان.

ويبدو أن هذا ما تتبعه بكين اليوم في علاقاتها مع تايبيه، وأعرب مسؤول المتحدث باسم شؤون تايوان في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني عن أمله في أن يتحد الشعب في تايوان مع المواطنين في البر الرئيس لإعادة توحيد الوطن الأم، وفي الآن نفسه، فرضت بكين عقوبات على 7 سياسيين من تايوان، بسبب دعمهم للنزعات الانفصالية ودعم استقلال الجزيرة.

ربما يعجبك أيضا