مخاطر وتوصيات.. هكذا ستبدو الحرب المقبلة بين إسرائيل وحزب الله

يستمر 3 أسابيع.. خبراء إسرائيليون يتوقعون «السيناريو المرعب» للحرب المقبلة مع حزب الله

عبدالمقصود علي
الحرب بين إسرائيل وحزب الله

سيناريو مرعب كشفت عنه دراسة بشأن شكل الحرب المقبلة المتوقعة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، والتي أصبحت قاب قوسين أو أدنى بعد هجوم السابع من أكتوبر الذي شنته حركة حماس.


حرب ضخمة ودمار هائل لم تشهد إسرائيل مثله من قبل، سيكون سببه 2500 إلى 3000 عملية إطلاق نار يومي تصل إلى كل مكان تقريبًا، تشمل صواريخ دقيقة بعيدة المدى، وطائرات مسيرة، واستهداف للبنى التحتية وتعطيل الاقتصاد، وستستمر لنحو 3 أسابيع.

هذا السيناريو المرعب نتيجة دراسة بدأت قبل نحو 3 سنوات في معهد “سياسات مكافحة الإهاب” بجامعة “رايخمان” العبرية، حول شكل الحرب المقبلة المتوقعة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، والتي أصبحت قاب قوسين أو أدنى بعد هجوم السابع من أكتوبر الذي شنته حركة المقاومة الفلسطينية حماس.

100 خبير في الإرهاب

في نهاية الدراسة، التي نشرتها صحيفة “كالكاليست” العبرية، الخميس 8 فبراير 2024، جرى إعداد تقرير تحت عنوان “التعامل مع تحديات الجبهة القتالية وكسب الحملة”، مكون من 130 صفحة أشرفت عليه ستة مراكز بحثية، تتألف من حوالي 100 خبير في الإرهاب، ومسؤولين أمنيين سابقين، وأكاديميين ومسؤولين حكوميين.

وعلى رأس هؤلاء الباحثين البروفيسور بوعز جانور، الرائد العالمي في دراسة الإرهاب في الأوساط الأكاديمية، والذي أسس معهد سياسة مكافحة الإرهاب قبل نحو 30 عامًا، وعين في سبتمبر الماضي رئيسًا رابعًا لجامعة رايخمان.

دمار هائل

وفقًا للتقرير فإنه في المراحل الأولى من الحرب، ستنضم إلى حزب الله  الميليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق، وكذلك حركتي حماس والجهاد الإسلامي في غزة، وأيضًا الحوثيون في اليمن.

وتوقع القائمون على الدراسة أن يكون الدمار هائل لم تعرف إسرائيل مثله من قبل، مع احتمال سقوط آلاف  الضحايا في الجبهة وبين المدنيين، مما سيسبب الذعر العام، وهو أحد الأهداف الرئيسة لحزب الله .

كما أكدوا أن العدد الكبير من الصواريخ، التي ستأتي من كل مكان، سيتسبب في انهيار أنظمة الدفاع الجوي للجيش الإسرائيلي، حيث ستحاول الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز إلحاق ضرر جسدي ببطاريات القبة الحديدية وتدميرها.

معدل إطلاق النار سيعرض التكنولوجيا الإسرائيلية لتحديات لم تواجهها بعد، حيث يحذر الخبراء، من أن مخزون صواريخ القبة الحديدية ومقالع داود الاعتراضية سينفذ على الأكثر خلال أيام قليلة من بداية القتال، وستكون إسرائيل معرضة لآلاف الصواريخ والقذائف طوال ساعات اليوم دون دفاع فعال.

51315 p 2000سلاح الجو

في الوقت نفسه، سيحاول حزب الله تعطيل أنشطة سلاح الجو الإسرائيلي، والحد من قدرته على العمل من قواعده، وذلك من خلال توجيه الصواريخ الثقيلة والدقيقة إلى المدارج على فترات تمنع أو تجعل من الصعب استعادتها، كما سيتم توجيه نيران كثيفة نحو حظائر طائرات F16و F35وF15، التي تشكل قاعدة الجزء الأكبر من القوة الجوية القتالية الإسرائيلية.

تقرير الخبراء بين أيضًأ أن حزب الله  لن يكتفي بذلك بل سيوجه الصواريخ الدقيقة ذات الرؤوس الحربية التي تزن مئات الكيلوجرامات، بما في ذلك صواريخ كروز، إلى البنية التحتية الحيوية كمحطات توليد الكهرباء والبنى التحتية لقطاع الكهرباء ومرافق تحلية المياه ونقلها.

كما ستتسبب الحرب في إغلاق الموانئ البحرية في حيفا وأشدود، وستطير أسراب من عشرات الطائرات بدون طيار، الإيرانية الصنع، على ارتفاع منخفض للغاية نحو أهداف عالية الجودة في عمق إسرائيل، في محاولة لضرب مصانع الأسلحة ومستودعات الطوارئ التابعة للجيش والمستشفيات التي ستكون مكتظة بالجرحى بأعداد هائلة.

وبحسب ما جاء في التقرير ستتعرض البنى التحتية الحيوية للنقل ووسائل الHتصال والمواقع الإلكترونية للوزارات الحكومية لهجمات سيبرانية واسعة النطاق، إلى حد خطر تعطيل عمل الاقتصاد بشكل خطير، لدرجة أن حركة المرور والسلطات المحلية ستكون هدفاً.

مقاتلو الرضوان

أما على الأرض فيتوقع التقرير أن تشتد الفوضى عندما يرسل حزب الله  المئات من مقاتلي الرضوان، قوة الكوماندوز التابعة له، إلى داخل إسرائيل في محاولة للسيطرة على المستوطنات على طول الحدود مع لبنان ومواقع الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.

وطوال الحملة، ستبذل الجماعة اللبنانية قصارى جهدها لإشعال النار في كل ساحة ممكنة، من خلال التحريض وتشجيع قيام انتفاضة في الضفة الغربية وبين المواطنين العرب في إسرائيل، من أجل إشراك أكبر عدد من الجيش والشرطة الإسرائيلية.

3 أسابيع

بعد نحو 3 أسابيع من إطلاق النار، سيؤدي حجم الأضرار غير المسبوقة في لبنان وإسرائيل إلى انتهاء الحرب بشعور محبط “التعادل”، تحت ضغط المجتمع الدولي.

لكن حتى في الساعات الأخيرة من الحرب، سيواصل حزب الله  إطلاق الصواريخ والقذائف على الجبهة الداخلية وفق خطة إطلاق ممنهجة، مع تفعيل منظومات إطلاق الصواريخ من عمق الأراضي اللبنانية من منصات أعدها مسبقًا.

مخاطر وتهديدات

مراكز الأبحاث الستة التي أعدت التقرير قامت أيضًا بدراسة التهديدات المختلفة والاستعداد لها، وأيضًا تقديم عملية لتحسين جاهزية الجيش الإسرائيلي والجبهة الداخلية للحرب.

ووفق توقعات الخبراء سيكون هناك “انهيار كامل للسلطة الفلسطينية”، الأمر الذي سيؤدي إلى اندلاع أعمال عنف واسعة النطاق في الضفة الغربية، بسبب التحريض والاضطرابات من جانب حزب الله.

نقاط الضعف في المجتمع الإسرائيلي،

كما أن التحريض والاضطرابات من جانب الحزب، من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم هذه التهديدات من خلال تشجيع “المتطرفين من بين عرب إسرائيل” على إغلاق الطرق وجعل من الصعب على القوات الوصول إلى الجبهة، وأعمال شغب في المدن المعنية، وصعوبة التوسط في تحديات الحرب أمام الجمهور وخفض توقعاتهم من جيش الجيش الإسرائيلي.

التقرير يشير كذلك إلى نقاط الضعف في المجتمع الإسرائيلي، ويتضمن توصيات عملية فورية، تم الانتهاء منها قبل بضعة أشهر من هجوم حماس، وأحد استنتاجاتها المؤلمة يتعلق بالجمهور الإسرائيلي، الذي لا يدرك ببساطة أنه سيتعين عليه أن يواجه وحده تقريبًا في الساعات والأيام الأولى النيران الكثيفة التي ستطلق ضده.

توصيات

الباحثون لم يكتفوا بطرح المخاطر، بل أضافوا اقتراحات عملية لتحسين جاهزية الجيش الإسرائيلي والجبهة الداخلية للحرب، وبحسبهم، فإن المطلوب ثورة حقيقية في تشكيل القوات البرية للجيش، والحاجة إلى التعامل مع التغيرات في ساحة المعركة، وخاصة التركيز على القتال في المناطق المبنية والتشكيلات السرية، التي واجهها الجيش بشكل جيد في الحرب في غزة.

ويشير التقرير إلى أبعد من ذلك، حيث ستكون هناك حاجة إلى ترتيب أكبر بكثير من القوات مقارنة بأي شيء عرفناه من قبل، والمزيد من الجنود والدبابات وناقلات الجنود المدرعة، وتطوير مزيج من القدرات التي من شأنها أن تسمح للمقاتلات بالعمل في كل من المواقع الفريدة من نوعها.

وتدعو توصيات مراكز الأبحاث إلى إنشاء سلاح صاروخي يستخدم نظام قيادة وتحكم متطور من شأنه أن يقلل الوقت بين اكتشاف التهديدات الناشئة في الميدان وتدميرها، إلى جانب بناء مجموعة صاروخية فعالة، تتعلق إحدى التوصيات الرئيسية بنظام الدفاع بالليزر، ونشر مجموعة من المدافع المضادة للطائرات التي يتم التحكم فيها بالرادار.

وبحسب الخبراء، لن يكون هناك مفر من التحسين الهائل للبنية التحتية الدفاعية على الجبهة الداخلية من خلال عودة واجب المأوى وسد الفجوات في المنطقة في المباني السكنية والمكاتب والصناعية، مع تجهيز مواقف سيارات كبيرة تحت الأرض وأنفاق مواصلات.

ربما يعجبك أيضا