يتجه يهود أمريكا نحو دعم الجمهوريين مع تزايد المخاوف بشأن السياسة الخارجية، مما يهدد ولاءهم التقليدي للحزب الديمقراطي.
أظهر استطلاع جديد من معهد مانهاتن للبحوث السياسية أن كمالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، قد تحقق أقل عدد من الأصوات بين الناخبين اليهود مقارنة بأي مرشح ديمقراطي سابق.
وأُجري الاستطلاع في أوائل أكتوبر 2024، وشمل 658 ناخبًا يهوديًا من مختلف أنحاء الولايات المتحدة، مما يشير إلى تحول كبير في مجتمع تقليدي كان يدعم الحزب الديمقراطي.
مخاوف من زيادة معاداة السامية
تشير صحيفة معاريف الإسرائيلية، في تقريرها اليوم 21 أكتوبر 2024، إلى أن الأسباب الرئيسية وراء تراجع الدعم تشمل المخاوف من زيادة معاداة السامية ونقص الدعم الكافي لإسرائيل بين الديمقراطيين.
ويجد الاستطلاع أن هاريس تواجه صعوبة في معالجة قضايا الأمن وإسرائيل ومعاداة السامية، مقارنةً بالرئيس السابق دونالد ترامب، الذي عبر عن دعمه العلني لإسرائيل.
قضايا سياسية تخالف توقعات الناخبين
على الرغم من أن الناخبين اليهود لا يزالون يميلون نحو الديمقراطيين في قضايا مثل الإجهاض، إلا أن آرائهم حول قضايا الهجرة والاقتصاد لا تتماشى مع أي من الحزبين.
و يدعم هؤلاء الناخبون زيادة الضرائب على أصحاب الدخل المرتفع، لكنهم قلقون بشأن الإنفاق الحكومي. وفيما يتعلق بالهجرة، يؤيدون استقدام العمال المهرة، ولكن مع ضرورة إجراء فحص أكثر دقة للمهاجرين.
توجه نحو دعم الجمهوريين
تظهر النتائج أن العديد من الناخبين اليهود يتعاطفون مع الجمهوريين، ويعتقدون أن النظام القضائي الحالي يتساهل كثيرًا. كما يؤيدون القوانين التي تحظر ارتداء الأقنعة خلال الاحتجاجات، خاصة في ظل الاحتجاجات الأخيرة المؤيدة للفلسطينيين.
ويعتبر الكثير من الناخبين اليهود أن وسائل الإعلام تعرض إسرائيل بشكل غير عادل، وأن الولايات المتحدة لا تولي اهتمامًا كافيًا للمنظمات اليهودية مثل رابطة مكافحة التشهير واللجنة اليهودية الأمريكية.
دعم متزايد للجمهوريين
نتيجة لذلك، يُظهر المزيد من الناخبين اليهود استعدادًا أكبر لدعم الحزب الجمهوري، حيث أفاد ثلثهم فقط أنهم سيواصلون دعم الديمقراطيين.
وفقًا للاستطلاع، تشير هذه النتائج إلى تحول كبير في المشهد السياسي الأمريكي، مما قد يؤثر على الانتخابات المقبلة.
كمالا هاريس ودونالد ترامب
الأثر المتزايد للصراع
يعتقد العديد من الناخبين اليهود أن انتخابات 2024 ستكون مختلفة عن أي انتخابات سابقة، خاصة في ظل الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل عام 2024.
ورغم أن الجالية اليهودية تمثل جزءًا صغيرًا من الناخبين في بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن، إلا أنها تمثل كتلة انتخابية كبيرة بما يكفي للتأثير على نتائج الانتخابات إذا كانت المنافسة قريبة.
التوازن بين الآراء المتباينة
تواجه هاريس تحديًا في تحقيق التوازن بين دعم إسرائيل ومشاعر الاحتجاج ضد الوفيات بين الإسرائيليين والفلسطينيين. كما تتعرض إدارة بايدن للضغط لوقف الهجمات الإسرائيلية، خاصة بعد مقتل قائد حماس يحيى سنوار.
يسعى ترامب إلى استغلال هذه الديناميكية من خلال تأكيد أنه سيكون “أفضل صديق” للناخبين اليهود في البيت الأبيض، بينما يوجه انتقادات لهاريس، مدعيًا أنها “لا تحب” اليهود.
من الجدير بالذكر أن ترامب صرح في مارس 2024 بأن أي شخص يهودي يصوت للديمقراطيين “يكره دينه” ويكره “كل ما يتعلق بإسرائيل”، وذلك بعد انتقادات من إدارة بايدن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
العلاقة المتغيرة مع إسرائيل
رغم أن استطلاعات الرأي تُظهر أن الناخبين اليهود لا يزالون يدعمون الحزب الديمقراطي، إلا أن تصاعد أعمال معاداة السامية في الولايات المتحدة واحتجاجات ضد إسرائيل في المدن الكبرى تجعل الكثير من اليهود يشعرون بعدم الأمان.
تظل أحداث الهجوم على كنيس شجرة الحياة في بيتسبرغ عام 2018 حاضرة في أذهان الكثيرين، وتعتبر الهجوم الأكثر دموية على اليهود في تاريخ الولايات المتحدة. وفق ما نشرت شبكة ” يو إس نيوز” الأمريكية اليوم 21 أكتوبر 2024.
كامالا هاريس
محاولات الجمهوريين لكسب الدعم
يسعى الجمهوريون لجذب الناخبين اليهود من خلال التركيز على الانقسام داخل الحزب الديمقراطي بين الدعم التقليدي لإسرائيل والمطالب المتزايدة بوقف الهجمات على غزة.
يتباين الناخبون في آرائهم حول كيفية دعم بايدن لإسرائيل، حيث يرى بعضهم أن الدعم الذي يقدمه مشروط، بينما يعتبر آخرون أن بايدن يؤكد دعم بلاده لإسرائيل.
المخاوف من ترامب
يتحدث بعض الناخبين عن مخاوف من أن ترامب يمثل تهديدًا للديمقراطية، مشيرين إلى أن الأقليات، بما في ذلك اليهود، قد تتعرض للخطر في حال تم تهميشهم تحت حكم استبدادي.
وتشير الحاخامة بيث جانوس إلى أن دعم ترامب لإسرائيل هو دعم يتوقف على احتياجاته، بينما تُبرز هاريس كخيار أكثر أمانًا للناخبين اليهود.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2019522