مرشح منشق قد يلقي بطوق نجاة لأردوغان في انتخابات الرئاسة

حسام أحمد
محرم إنجه

يقول محللون واستطلاعات رأي إن مرشحاً يخوض السباق الرئاسي في تركيا للمرة الثانية قد يدفع الانتخابات الرئاسية التي تشهدها بلاده في مايو المقبل إلى جولة إعادة، مما قد يعزز احتمالات فوز الرئيس رجب طيب أردوغان.

وانضم محرم إنجه، الذي خسر السباق أمام أردوغان في انتخابات عام 2018، وهو عضو سابق في حزب الشعب الجمهوري المعارض، إلى الانتخابات الشهر الماضي وحصل على مكان في ورقة الاقتراع مطلع الأسبوع، مما أثار مخاوف معارضي أردوغان بشأن حدوث انقسام في تصويت المعارضة، وفقاً لما نشرته وكالة أنباء رويترز، اليوم الثلاثاء 4 إبريل 2023.

وتشير بعض استطلاعات الرأي إلى أن التأييد الذي يتمتع به إنجه يزيد عن خمسة بالمئة، وخلصت دراسة أجراها مركز بانوراماتر البحثي إلى أنه حظي الشهر الماضي بتأييد عشرة بالمئة من الناخبين.

استطلاعات الرأي

ويقول قائمون باستطلاعات الرأي ومحللون إن مؤيديه سيصوتون في الغالب لزعيم حزب الشعب الجمهوري كمال قليجدار أوغلو، وهو مرشح المعارضة الرئيسي الذي يعتبر أكبر تحد انتخابي لأردوغان خلال السنوات العشرين التي قضاها في السلطة.

وقال عثمان سيرت، مدير أبحاث بانوراماتر، لرويترز “النتيجة الجوهرية المترتبة على ترشيح إنجه هي دفع الانتخابات إلى جولة ثانية”.

وأضاف أن دعم إنجه قد ينخفض عن عشرة بالمئة، وهي النسبة التي احتفظ بها غالبا خلال الشهر الماضي، مع اقتراب التصويت. وقال سيرت “لكن حتى لو حدث مثل هذا الانهيار فلن يمنع الانتخابات من الذهاب إلى جولة ثانية”.

ويقول بعض المحللين إن إنجه قد يتفق على صفقة مع قليجدار أوغلو وينسحب قبل التصويت لتعزيز المعارضة التي تشير استطلاعات الرأي إلى احتفاظها بتفوق على الرئيس الحالي أردوغان.

لكن إنجه قال إنه لن يرضخ لمثل هذا الضغط.

وقال لتلفزيون خبر ترك أمس الاثنين “لا يوجد موقف يتطلب منا الانسحاب وهذا غير ممكن من الناحية الفنية”، مشيراً إلى أن القرعة الرسمية التي تمت يوم السبت الماضي أضفت طابعاً رسمياً على مكانه في الانتخابات.

واستقال إنجه من حزب الشعب الجمهوري قبل عامين وشكل حزب الوطن بعد فشله مرتين في أن يصبح زعيم حزب الشعب الجمهوري. ولفتت خطبه الحادة ورقصاته التلقائية اهتمام مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال إنجه في مقابلته مع تلفزيون خبر ترك في إشارة إلى منتقدي المعارضة “إنهم يقولون إن محرم إنجه سينسحب… حسنا، همهم الوحيد هو ّ’سنخسر الانتخابات، فلنعلن عن المذنب الآن’”.

وقال مسؤول كبير في حزب معارض رفض نشر اسمه، نظراً لحساسية الموضوع، إن ترشيح إنجه سيُصّعب هزيمة أردوغان في الجولة الأولى، لكن يمكن التغلب على هذا إذا انخفض، كما يتوقع تحالف المعارضة، الدعم والتأييد له وللمرشح الرابع سنان أوغان إلى قرب خمسة بالمئة بحلول يوم الانتخابات.

وقال مسؤول كبير من حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان، إن استطلاعاته الداخلية تشير إلى أن تأييد إنجه يتراوح بين ثمانية وتسعة بالمئة لكنه لم يقدم بيانات.

استقرار سياسي

إذا لم يحصل أي مرشح رئاسي على أكثر من 50 بالمئة في انتخابات 14 مايو المقبل، سيتنافس المرشحان الأولان في جولة ثانية بعد أسبوعين. كما سيختار الناخبون نواب البرلمان.

ويقول محللون إن أي تحالف، سواء من الحزب الحاكم أو المعارضة، يسيطر على البرلمان سيكون في وضع جيد ليفوز مرشحه بجولة رئاسية ثانية بالنظر إلى قدرته على تحقيق الاستقرار. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب العدالة والتنمية سيظل أكبر حزب في البرلمان.

وقال أوزر سينكار رئيس مؤسسة ميتروبول لاستطلاعات الرأي التي يجري مراقبتها عن كثب إن البيانات أظهرت أن إنجه والناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد سيحسمون نتيجة الانتخابات الرئاسية.

وفي استطلاع رأي أُجري في مارس، قال 44.6 بالمئة ممن جرى استطلاع آرائهم إنهم سيصوتون لصالح قليجدار أوغلو وقال 42 بالمئة أنهم سيصوتون لأردوغان، إذا كان عليهم الاختيار بين الاثنين، لكن نحو ستة بالمئة يعتزمون القيام بتصويت “احتجاجي”.

وكان أردوغان متقدما 2.9 نقطة في استطلاع مماثل أجرته مؤسسة ميتروبول في يناير.

وانخفض التأييد لأردوغان في فبراير بعد الزلزال المدمر وذيوع تصورات بخصوص بطء استجابة الحكومة في بداية الأمر. وتسبب الزلزال في مقتل أكثر من 50 ألفا وتشريد الملايين.

ومن بين الناخبين المعارضين لأردوغان، هناك البعض مستاء من تحالف المعارضة الرئيسي المتنوع، وهذا يرجع في جانب منه إلى أنه يضم أحزابا يقودها حلفاء سابقون لأردوغان وحزب إسلامي.

وقال طالب يدعى سيجين يتكين (28 عاماً) “يضايقني احتمال أن يصبح هؤلاء وزراء ويتقلدون مناصب رفيعة”. وأضاف أنه سيصوت لصالح إنجه مثلما فعل عام 2018.

وحصل إنجه على 30.6 في المئة في مرتبة تالية لأردوغان الذي حصل على 52.6 بالمئة من أصوات الناخبين في تلك الانتخابات.

ربما يعجبك أيضا