مرصد مراكز الأبحاث| أوروبا تترقب عودة ترامب

محمد النحاس
مرصد مراكز الأبحاث| الهجوم العسكري الإيراني على إسرائيل.. ودعم الناتو لأوكرانيا.. وشرق أوسط جديد

يستعرض مرصد مراكز الأبحاث لهذا الأسبوع، تأثير الحرائق وتغيّر المناخ على الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية، والسبيل الأمثل لأوروبا مع عودة دونالد ترامب للسلطة، والمخاطر الأمنية والاقتصادية لأسطول الظل الروسي.

ويتناول المرصد أيضًا، كيفية تعامل الإدارة السورية الجديدة مع إسرائيل، وقراءة لتداعيات القيود الأمريكية الجديدة على صادرات التكنولوجيا، وأبعاد تصاعد العنف في القارة الإفريقية خلال العام الماضي 2024.

WhatsApp Image 2025 01 14 at 3.32.11 PM

الحرائق وتغيّر المناخ.. خطر يهدد الأمن القومي الأمريكي

تمثل الحرائق التي اجتاحت جنوب كاليفورنيا من باسيفيك باليسيدز إلى باسادينا، مأساة تعكس آثار تغيّر المناخ الناتج عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتتطلب نهجًا واقعيًا يركز على التكيّف مع التغيّرات الحتمية، والعمل بشكل براجماتي للحد من المخاطر.

وتتوقع الدراسات ارتفاع درجات الحرارة العالمية بأكثر من 3 درجات مئوية بحلول نهاية القرن، ما يزيد من شدة الكوارث ومنها حرائق كاليفورنيا التي قد تصبح أكثر كثافة بنسبة 7% بحلول منتصف القرن، مع استمرار ظروف الجفاف والحرارة، وفق تقرير مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي.

ولمواجهة المخاطر يجب تعزيز معايير البناء في المناطق المعرضة للكوارث وإصلاح أنظمة التأمين لتشجيع التنمية في مناطق أكثر أمانًا وتسريع إزالة الوقود، وتشكل آثار تغيّر المناخ تهديدًا أكبر للأمن الأمريكي من العديد من القضايا الجيوسياسية، إذ ستؤثر التكاليف المُتزايدة للتكيّف مع الكوارث على قدرة الولايات المتحدة على حماية بنيتها التحتية وتعزيز مرونتها.

ورغم محدودية تأثيرها المباشر في خفض الانبعاثات العالمية تستطيع الولايات المتحدة قيادة الجهود لتطوير تقنيات خفض الكربون، ودفع الدول الأخرى للتعاون، وفي حال فشل ذلك قد تلجأ إلى تقنيات الهندسة المناخية للحد من الكوارث.

WhatsApp Image 2025 01 14 at 3.32.11 PM 2

أوروبا تترقب عودة ترامب.. تحديات وفرص

تواجه أوروبا مخاوف من تراجع الالتزامات الأمريكية تجاهها مع تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب الرئاسة، ولتعزيز علاقتها بواشنطن، يجب على أوروبا إبراز أهمية أمنها كعامل أساسي لاستقرار الاقتصاد الأمريكي، حيث تمثل أوروبا أكبر شريك تجاري ومستثمر لأمريكا.

وفي ظل تركيز ترامب على الصفقات والمصالح المباشرة، تحتاج أوروبا إلى زيادة إنفاقها الدفاعي لمعالجة الانتقادات الأمريكية وتقوية الشراكة الأمنية، كما أن مواجهة التحالف الروسي-الصيني تتطلب تعاونًا أوثق، حيث يمثل إضعاف روسيا تقليصًا لتهديدات مشتركة، وفق تقرير المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.

ويمكن تعزيز التعاون عبر سياسات ذكية، مثل استخدام الأصول الروسية المجمدة لدعم أوكرانيا واستبدال مصادر الطاقة الروسية بأخرى أمريكية، وعلى أوروبا التحرك سريعًا لإقناع واشنطن بأن تحالفًا قويًا يخدم مصالح الطرفين، فالبديل سيكون محفوفًا بالمخاطر.

WhatsApp Image 2025 01 14 at 3.32.11 PM 1

أسطول الظل الروسي.. تهديد اقتصادي وأمني

أصبح “أسطول الظل” الروسي أداة حيوية لتجاوز العقوبات الغربية، حيث ينقل 70% من صادرات النفط الروسية باستخدام أعلام مزيفة وناقلات قديمة، ما وفر لموسكو عائدات ضخمة لدعم اقتصادها الحربي، وفق تقرير لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.

ويمثل الأسطول تهديدًا أمنيًا أيضًا، إذ يُستخدم في أعمال تخريبية مثل قطع الكابلات البحرية، كما حدث أواخر 2024 في بحر البلطيق، ضمن تكتيكات “المناطق الرمادية” لزعزعة استقرار دول حلف شمال الأطلسي (الناتو).

ولمواجهة التهديد، يجب على الإدارة الأمريكية تعزيز العقوبات، واحتجاز السفن المشتبه بها، واستخدام وسائل عسكرية وسرية لتقويض عمليات الأسطول، ويرى التقرير ختامًا أن هذه الإجراءات يجب أن تُنسق مع جهود دبلوماسية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ومنح واشنطن نفوذًا أكبر ضد موسكو.

WhatsApp Image 2025 01 14 at 3.32.12 PM

سوريا ساحة للتنافس الدولي.. ماذا عن إسرائيل؟

يمثل سقوط بشار الأسد تحولًا جيوسياسيًا دراماتيكيًا، التحول جاء نتيجة لمجموعة من العوامل المُعقدة، أبرزها التراجع الحاد في دعم روسيا للأسد بسبب انشغالها في الحرب الأوكرانية، وهو ما أثر بشكل كبير على قدرة النظام على الحفاظ على السلطة، وفق تقرير معهد الأمن القومي الإسرائيلي.

كما أن الدعم الإيراني الذي لطالما كان عماد بقاء الأسد بدأ هو الآخر في التراجع، ما سهل على هيئة تحرير الشام، التي كانت تحظى بدعم محدود في السابق من السيطرة على معظم الأراضي السورية، وأصبح أبو محمد الجولاني، أو أحمد الشرع، الذي انفصل عن تنظيم القاعدة، في الوقت الحالي القائد العسكري والسياسي الأكثر نفوذًا في سوريا.

وتمكن الجولاني من تبني سياسات براجماتية مكنته من التفاوض مع قوى دولية وإقليمية مختلفة، ورغم ماضي الهيئة، إلا أنها أصبحت لاعبًا رئيسًا في أي تسوية سياسية مستقبلية، أما إسرائيل، والتي كانت تراقب التطورات عن كثب، قد تجد نفسها أمام واقع جديد مع الجولاني، إذ أن الأخير أعلن مرارًا عن التزامه باتفاقات فك الاشتباك مع إسرائيل.

ويعكس هذا الموقف الاستعداد لتبني سياسة التهدئة، هذه الديناميكية قد تفتح أبوابًا جديدة للسلام في المنطقة، لكن التحديات الكبيرة لا تزال قائمة، وبالنظر إلى الوضع الإقليمي والدولي، فإن التوترات بين القوى الكبرى في سوريا تتزايد، خصوصًا مع تصاعد النزاع بين الأكراد من جهة وتركيا من جهة أخرى، كما أن النفوذ الإيراني في العراق وسوريا قد يضيف مزيدًا من التعقيد على المشهد.

WhatsApp Image 2025 01 14 at 3.32.12 PM 2

«الجميع خاسر».. قيود أمريكية تقنية جديدة على الصين

في آخر أيامها أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن حزمة جديدة من القيود على تصدير الرقائق الإلكترونية المتقدمة، التي يمكن استخدامها في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، لتشمل الصين ودول أخرى يُعتقد أنها قد تعيد تصدير هذه الرقائق، وفق تقرير معهد كوينسي للحكم الرشيد.

القيود ستقسم الدول إلى 3 فئات: الأولى تشمل الحلفاء الرئيسيين الذين سيستمرون في الحصول على الرقائق الأمريكية بشرط الالتزام ببروتوكولات محددة بشأن استخدامها في تقنيات الذكاء الاصطناعي، والفئة الثانية تشمل الدول التي ستخضع لقيود على وصولها إلى الرقائق، أما الفئة الثالثة فتضم الدول المُعادية مثل الصين وروسيا وإيران، التي ستواجه أشد القيود.

هذه الإجراءات أثارت ردود فعل لافتة، من شركات تكنولوجيا كبرى مثل “إنفيديا”، التي وصفت هذه القيود بأنها تحول سياسي كبير قد يضر بالنمو الاقتصادي ويهدد القيادة الأمريكية في صناعة التكنولوجيا، كما وجهت مؤسسة تكنولوجيا المعلومات والابتكار، انتقادات شديدة للقرار، معتبرة أنه يفتقر إلى المعرفة التقنية، ويمثل تهديدًا للريادة الأمريكية في قطاع التكنولوجيا.

وعلى المستوى السياسي، يرى التقرير أن هذه القيود قد تؤدي إلى توترات مع العديد من الدول في “الجنوب العالمي”، مثل الهند وسنغافورة وغيرها، كما أن القيود قد تعزز مواقف الصين في أسواق معينة، وقد تدفع دولًا مثل الهند إلى إعادة تقييم علاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة، علاوة على ذلك، هذه القيود قد تجعل من الصعب على أمريكا تقليص اعتمادها على الصين، ما يعيق محاولات بناء سلاسل إمداد أكثر مرونة جيوسياسيًا.

WhatsApp Image 2025 01 14 at 3.32.12 PM 1

لماذا ارتفعت مستويات العنف في إفريقيا خلال 2024؟

شهدت إفريقيا تصاعدًا في مستويات العنف خلال 2024 بسبب عوامل عدة، أبرزها الفقر المدقع الذي تفاقم بفعل تداعيات جائحة كوفيد-19، كما شهدت مناطق رئيسة في القارة تفككًا سياسيًا، بالإضافة إلى تمردات في إثيوبيا، وصراعات مستمرة في جنوب السودان والصومال، كما تسببت الانقلابات العسكرية بمنطقة الساحل في تفاقم الاضطرابات، بينما أدى تنفيذ إصلاحات اقتصادية قاسية في كينيا ونيجيريا إلى اندلاع احتجاجات وأعمال شغب.

وفي العديد من الدول، فشلت الانتخابات الديمقراطية في تحقيق تحسن ملموس في الظروف المعيشية، ما دفع الناس إلى اللجوء بشكل متزايد إلى العنف، ورغم بعض العمليات الديمقراطية، لم تحقق معظم الدول الإفريقية النمو الاقتصادي أو الأمن، ما دفع بعضها إلى العودة للحكم العسكري، وفق معهد دراسات الأمن الإفريقي.

وكان لتداعيات كورونا التأثير البالغ على إفريقيا، حيث من المتوقع أن يعود دخل القارة إلى مستويات ما قبل الجائحة في 2027، بينما استعاد باقي العالم عافيته نهاية 2022، كما ساهمت الجائحة في زيادة الفقر المدقع، ومن المتوقع أن تصبح إفريقيا القارة التي تضم أكبر عدد من الجوعى بحلول 2030.

وتعاني القارة من بطء النمو الاقتصادي بسبب الزيادة السكانية السريعة وعبء الديون الذي يلتهم أكثر من 60% من الناتج المحلي الإجمالي، كما أن التوترات الجيوسياسية، وتدفق الأسلحة إلى مناطق الصراع في إفريقيا ساهمت في تفاقم الاضطرابات.

ربما يعجبك أيضا