اهتمت مراكز الأبحاث الدولية باغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله وتداعياته على الصراع بين إسرائيل والحزب، وهو ما نستعرضه في مرصد مراكز الأبحاث.
ويتناول المرصد مخاطر تكرار إسرائيل ضرباتها على سوريا واحتمال انزلاق الأخيرة للصراع، بالإضافة إلى تداعيات التصعيد على كلٍ من إسرائيل وإيران، كما نستعرض أيضًا المخاطر التي تهدد الهيمنة الأمريكية، وتأثير فوز ترامب على الاقتصاد الأمريكي، وأسباب دعم الولايات المتحدة السخي لأوكرانيا.
اغتيال نصر الله.. زلزال يهز الشرق الأوسط
رأى معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي أن اغتيال زعيم حزب الله، حسن نصر الله، يُعتبر زلزالًا هَزّ الشرق الأوسط، وله تداعيات استراتيجية كبيرة على كامل المحور الإيراني.
ولم يكن نصر الله مجرد قائد عسكري، بل كان رمزًا وقائدًا كاريزميًا وسياسيًّا ماهرًا، وكان له دور كبير في انتصارات تاريخية ضد إسرائيل، بدءًا من انسحابها من لبنان في عام 2000 وكذلك في 2006، وفق المعهد.
أما بالنسبة للوضع الراهن للحزب، فقد تعرّض لضربة قاسية، ما أدى إلى غياب منظومة القيادة والسيطرة، ورغم الخسائر الكبيرة، لا زال الحزب يمتلك قدرات عسكرية متقدمة، بما في ذلك صواريخ دقيقة، وتشير التقديرات إلى أن قدراته تضررت بنحو 50%، لكنها لا تزال تشكل تهديدًا لإسرائيل.
هل تكون سوريا جبهة إسرائيل التالية؟
في 24 سبتمبر تصدت الدفاعات الجوية السورية لهجوم جوي إسرائيلي استهدف مواقع في محيط مدينة طرطوس، هذه الهجمات الإسرائيلية لم تكن الأولى من نوعها، إذ سبق أن استهدفت إسرائيل مرارًا مواقع عسكرية داخل سوريا بحجة أنها تُستخدم من قبل حزب الله أو المجموعات الإيرانية، وفق تحليل لـCentrasia، وهو مركز بحثي روسي.
وتعد مدينة طرطوس موقعًا مهمًا في الإمدادات الروسية للقوات بالمنطقة، كما أنها نقطة محورية في التوازنات العسكرية دوليًّا، وجاء هذا الهجوم في ظل استمرار هجمات إسرائيل على لبنان، فيما تبدي تل أبيب إصرارًا على نهج التصعيد بالمنطقة، وفق التحليل.
ويحذر التحليل من أن الهجمات الإسرائيلية المتكررة على سوريا قد تدفع سوريا لمواجهة مباشرة مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن هذا السيناريو يخدم المصالح الأمريكية والغربية، والتي لا تزال تسعى لإضعاف الحكومة السورية بعد فشل محاولات سابقة للإطاحة بها.
رغم نجاحات إسرائيل.. الجميع خاسر في الحرب
من الواضح أن الصراع بين إسرائيل والجماعات المسلحة في الشرق الأوسط قد تحوّل إلى حرب غير مباشرة بين تل أبيب وطهران، وفق معهد “تشاتام هاوس”.
الهدف الإيراني، هو فرض واقع استراتيجي جديد على إسرائيل، عبر خلق رابط عسكري بين جبهات متعددة تشمل غزة، والعراق، وسوريا، ولبنان، وتمتد حتى اليمن، هذا التحالف العسكري المتشابك يهدف إلى تشتيت الجهود الإسرائيلية واستنزافها على عدة جبهات في وقت واحد.
وترد إسرائيل على ذلك من خلال استخدام القوة العسكرية الشاملة في محاولة لتقويض أذرع إيران، ولكن النتيجة حتى الآن هي فشل استراتيجي للطرفين.
ويرى التحليل أن إيران لم تنجح في تحقيق رؤيتها بالكامل، أما إسرائيل فرغم النجاحات العسكرية التكتيكية، لم تحقق أهدافها الاستراتيجية، مع ذلك، لا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض وقف إطلاق النار، ما يعزز سيناريو الحرب الشاملة.
هيمنتها على المحك.. تحديات تهدد مكانة أمريكا
رأى تحليل للمجلس الأطلسي أن الولايات المتحدة تواجه تحديات داخلية غير مسبوقة، وانقسامًا متزايدًا، هذا التعقيد الداخلي يهدد الريادة الأمريكية على الصعيد العالمي، لكن المشكلات لا تقف عند هذا الحد؛ هناك تحديات خارجية خطيرة أيضًا، تتمثل في التحالف بين الصين وروسيا.
حسب التحليل، فإن التعاون بين الصين وروسيا يُعزز القدرات العسكرية لموسكو في حربها ضد أوكرانيا، حيث تقدم بكين مكونات تقنية وصناعية تدعم الصناعة الدفاعية الروسية.
ورغم العقوبات الأمريكية المفروضة على مئات الشركات الصينية، إلا أن الدعم الصيني لروسيا لم يتوقف.
ومن جهةٍ أخرى، تدعم الصين وروسيا أيضًا دولًا تشكل تهديدًا للاستقرار العالمي، مثل إيران وكوريا الشمالية، هذا الدعم يجعل الشرق الأوسط وآسيا “أكثر خطورة” وفق المجلس الأطلسي، والذي يرى ختامًا أن الحل يمكن في تعزيز التحالف الغربي، على الأصعدة كافة، ومواجهة التحالف الصيني الروسي بحزم.
كيف تؤثر سياسات ترامب على الاقتصاد الأمريكي؟
يسعى الرئيس الأمريكي السابق، والمرشح الجمهوري، دونالد ترامب لإعادة انتخابه من خلال وعود بتحسين حياة الأمريكيين، مؤكدًا أن الدخل سيرتفع، والتضخم سيختفي، والوظائف ستزدهر، لكن السياسات التي يتبناها ترامب قد تؤدي إلى نتائج عكسية، وفق تحليل لمعهد بيترسون للاقتصاد الدولي.
تشمل سياسات ترامب المقترحة، ترحيل عدد كبير من المهاجرين غير الشرعيين، وزيادة التعريفات الجمركية، وتقليص استقلال بنك الاحتياطي الفيدرالي، وفق التحليل، هذه السياسات ستؤدي إلى انخفاض الدخل القومي الأمريكي، وتراجع الوظائف، وزيادة التضخم.
ومن المتوقع أن يشهد الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي نموًا سنويًّا قدره 1.9% من 2025 إلى 2040، لكن تطبيق سياسات ترامب سيؤدي إلى تقليص هذا الرقم بشكل كبير، كما ستُحدث زيادة كبيرة في التضخم وانخفاض حاد في الوظائف، خصوصًا في قطاعات التصنيع والزراعة.
وبعد تطبيق سياسات ترامب، من المتوقع، وفق التحليل، أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بنسبة تتراوح بين 2.8% و9.7% بحلول 2028، أما زيادة التعريفات الجمركية فسوف تضر الاقتصاد الأمريكي، وسيقود تقليص استقلال بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى هروب رؤس أموال خارج أمريكا، بالإضافة لزيادة التضخم.
لماذا أوكرانيا المستفيد الأكبر من مساعدات أمريكا؟
يُعتبر الدعم الأمريكي لأوكرانيا جزءًا أساسيًا من الاستراتيجية الأمريكية لضمان الأمن الأوروبي ومواجهة التهديدات الروسية، ومنذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، في فبراير 2022، أصبحت أوكرانيا أكبر مستفيد من المساعدات الأمريكية، ويعد ذلك المرة الأولى التي تحتل فيها دولة أوروبية هذا المركز منذ خطة مارشال بعد الحرب العالمية الثانية، وفق تقرير مجلس العلاقات الخارجية، وهو مركز بحثي أمريكي.
وأقر الكونجرس الأمريكي 5 قوانين ضمنت تقديم لأوكرانيا مساعدات مستمرة، ليصل مجموع هذه المساعدات إلى 175 مليار دولار، من هذا المبلغ، جرى تخصيص 106 مليارات دولار مباشرة للحكومة الأوكرانية، بينما ذهب الباقي لتمويل أنشطة أمريكية مرتبطة بالحرب ودعم دول أخرى تخشى “التهديد الروسي”.
وتُستخدم معظم المساعدات الأمريكية في توفير أنظمة الأسلحة والتدريب والمعلومات الاستخبارية للقادة الأوكرانيين، ما ساهم بشكل حيوي في الدفاع الأوكراني ضد القوات الروسية.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1998476