يستعرض مرصد مراكز الأبحاث دلالات زيارة رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد إلى الولايات المتحدة، وطبيعة الدور الخليجي في السودان على مدار عقود، ويجيب عمّا إذا كانت ضربات إسرائيل على حزب الله نجاحًا تكتيكيًّا أم نصرًا استراتيجيًّا.
وفي المرصد أيضًا، تفاصيل “المأزق” الحرج لحزب الله، ومآرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من “تطهير” وزارة الدفاع، ومساعي الاتحاد الأوروبي لرفع كلفة التهرب من العقوبات المفروضة على روسيا.
الإمارات وأمريكا.. زيارة تاريخية وشراكة استراتيجية
توجه رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى واشنطن، في زيارة تاريخية تبرز كـ”حدث محوري” في العلاقات الثنائية الوثيقة بين الإمارات والولايات المتحدة كما تعكس الدور العالمي الذي تلعبه الإمارات، وفق ما أورد تقرير لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى.
وتغطي أجندة الاجتماعات مجالات رئيسية مثل الطاقة، والصحة، والذكاء الاصطناعي، والفضاء، والدفاع، مع التركيز على التحول نحو تكامل اقتصادي وتكنولوجي بين البلدين، ومن المتوقع أن تشمل المناقشات الشراكة النووية المستقبلية بين البلدين.
وتعزز الزيارة مكانة الإمارات كشريك استراتيجي للولايات المتحدة في مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية، حسب المعهد الأمريكي.
وعلى الصعيد الاقتصادي، تعد الإمارات أكبر مستورد للبضائع الأمريكية في الشرق الأوسط، حيث بلغت قيمة وارداتها 24.8 مليار دولار في عام 2023، مع توقعات بمزيد من النمو، حسب المعهد الأمريكي.
طوق نجاة.. الخليج شريان اقتصادي للسودان
على مدى عقود، قدمت دول الخليج دعمًا ماليًّا حيويًّا للسودان، مدفوعةً بمصالح اقتصادية وجيوسياسية متنوعة، هذا الاهتمام يعود إلى عوامل متعددة، منها القدرات المالية التي تملكها دول الخليج، ما جعلها “المصدر الرئيس” للاستثمار الأجنبي والشريك التجاري الأول للسودان في السنوات الأخيرة.
كما مكّن عدم اهتمام دول الخليج بالعقوبات الدولية من مساعدة السودان في تجاوز عقوبات استمرت لعقدين، وفي الوقت الذي تجاهل فيه المجتمع الدولي الصراعات في السودان، أظهرت دول الخليج استعدادًا للوساطة في مختلف النزاعات السودانية، وفق تقرير للمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (IFRI).
وأدى النزاع الحالي إلى تعطيل العديد من المشاريع الخليجية في السودان، ومع ذلك من المتوقع استمرار التعاون الاقتصادي، خاصةً أنه ومع بقاء السودان لاعبًا محوريًّا في قضايا الأمن الغذائي والبحر الأحمر، كما عززت دول خليجية من دعمها للسودان في ظل الحرب الحالية خاصةً دولة الإمارات.
ضربات إسرائيل.. نجاح تكتيكي وليست نصرًا استراتيجيًّا
يرى تحليل لمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي أن الهجوم على ضاحية بيروت الذي أدى إلى مقتل قادة، ومسؤولين بارزين في حزب الله جرى تنفيذه بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة، وكشف عن قدرات عملياتية جديدة لدى إسرائيل.
ويرى التحليل أن هذه “النجاحات التكتيكية”، تمثل بداية لحملة كبيرة ومستمرة تهدف إلى تقويض قدرات الحزب العسكرية دون الوصول إلى حد الحرب الإقليمية الشاملة، مع ذلك قد تدفع الضربات الحزب للانتقام بما يؤدي لاندلاع تصعيد شامل.
وفي حين ستؤثر الضربات على القدرة العملياتية للحزب على المدى القصير، يقر التحليل أن حزب الله قادر على استبدال قياداته، لكن ذلك يتطلب وقتًا.
وختامًا، يحذر التحليل من أن النجاح التكتيكي لا يعني بالضرورة تحقيق نصر استراتيجي، ويؤكد على ضرورة أن تُدار هذه المرحلة بحذر لتجنب التصعيد الذي قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
هجمات إسرائيل تضع حزب الله في «مأزق حرج»
الهجمات التي استهدفت أجهزة “البيجر” والاتصال اللاسلكي التابعة لحزب الله وضعته في “مأزق حرج”، خاصة أنها جاءت بعد فترة وجيزة من إعلان “الشاباك” عن إحباط مؤامرة لاغتيال مسؤول دفاعي إسرائيلي سابق، وفق تقرير لمؤسسة راند الأمريكية.
الأهداف الإسرائيلية من هذه العمليات تتمثل في تقويض قدرة حزب الله على الرد، أو حتى لاستفزازه للقيام برد فعل يقود إلى حرب شاملة كما يرى التقرير.
وفي المقابل، فإن حزب الله يسعى للرد بعملية نوعية تحفظ ماء وجهه، وفي ذات التوقيت يحاول الموازنة بين رغبته في تجنب حرب كبرى، والحفاظ على صورته كـ”قوة لديها قدرة الردع” أمام قاعدته الشعبية ويزيد من صعوبة موقف الحزب الوضع الداخلي اللبناني المأزوم سياسيًّا واقتصاديًّا.
ماذا وراء سعي بوتين لـ«تطهير» وزارة الدفاع الروسية
ذكر تقرير لمعهد “تشاتام هاوس” البريطاني أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعمل على تطهير وزارة الدفاع الروسية، ما يشير إلى أنه يخطط لـ “حرب طويلة الأمد”.
ويذكر أن السلطات الروسية كانت قد اعتقلت عدد من المسؤولين العسكريين البارزين بتهم الفساد، وكان أبرزهم نائب وزير الدفاع السابق بافيل بوبوف، كما يهدف هذا التحرك إلى إقصاء الشخصيات التي كانت قريبة من وزير الدفاع السابق سيرجي شويجو.
يرى المعهد البريطاني أن التطهير الذي تشهده وزارة الدفاع الروسية ليس فقط عقابًا على الفشل في إدارة الحرب مع أوكرانيا، بل هو أيضًا وسيلة للسيطرة على الأموال الضخمة التي تُخصص للجهود العسكرية، إلى جانب إظهار الحكومة بأنها تتخذ إجراءات ضد الفساد، علاوةً على إخماد الغضب الشعبي والعسكري الناجم عن الانتكاسات في أوكرانيا، وفق التقرير.
بالإضافة إلى ذلك، يهدف بوتين إلى تقوية نفوذه الشخصي والتأكد من أن كبار المسؤولين يعملون وفقًا لمصالحه، وليس لمصالحهم الشخصية، وختامًا يرى التقرير أنه طالما استمرت الحرب في أوكرانيا،من المرجح أن تستمر هذه الحملة.
بروكسل تسعى لزيادة تكلفة التهرب من العقوبات المفروضة على روسيا
حقق الاتحاد الأوروبي نجاحًا كبيرًا في تقليص صادراته إلى روسيا لمستويات قياسية من خلال العقوبات، بما في ذلك وقف تام لبعض المكونات الصناعية الهامة، وفق تقرير لمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي.
ومع ذلك، تستمر روسيا في الحصول على السلع الأوروبية عبر دول وسيطة مثل تركيا، وأرمينيا، كما تشير العديد من التقارير إلى أن روسيا ما زالت تحصل على مكونات غربية في معداتها العسكرية، وهو ما دفع صناع القرار في الغرب إلى تغيير استراتيجيتهم.
وتشير بيانات “يوروستات” (المكتب الإحصائي التابع للاتحاد) إلى انخفاض كبير في الصادرات الأوروبية إلى روسيا، ولكن هناك زيادة ملحوظة في الصادرات إلى الدول “الوسطية” ما يشير إلى أنها قد تكون قنوات غير مباشرة لإمداد روسيا بالسلع الأوروبية.
وبدلاً من محاولة إيقاف جميع الصادرات إلى روسيا، تركز بروكسل على جعل التهرب من العقوبات أكثر تكلفة وأشد تعقيدًا، ومؤخرًا أصدرت بروكسل حزمة العقوبات الرابعة عشرة التي تتطلب من الشركات الأوروبية التأكد من عدم إعادة تصدير سلعها إلى روسيا، من خلال تدابير دقيقة للتحقق من هوية المستهلكين النهائيين للسلع.
ورغم هذه الجهود، يعترف المسؤولون الأوروبيون بأن الإجراءات قد لا تكون كافية بالكامل. ومن المتوقع أن يتواصل وصول بعض السلع إلى روسيا عبر طرق معقدة.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1990387