مرصد مراكز الأبحاث| الممر الاقتصادي.. واحتجاجات إيران.. وعلاقات واشنطن وبكين

آية سيد
مرصد مراكز الأبحاث

يستعرض مرصد مراكز الأبحاث أهمية الممر الاقتصادي الجديد وتجدد الاحتجاجات في إيران، وانعكاسات قمة زعيمي كوريا الشمالية وروسيا.


على هامش قمة مجموعة الـ20، جرى إعلان مشروع ضخم لإنشاء ممر اقتصادي يربط الهند والشرق الأوسط وأوروبا.

وفي مرصد مراكز الأبحاث، هذا الأسبوع، نستعرض أهمية الممر الاقتصادي كبديل لمبادرة الحزام والطريق الصينية، واحتجاجات إيران، وانعكاسات قمة زعيمي كوريا الشمالية وروسيا.

الممر الاقتصادي في مواجهة الحزام والطريق

مرصد مراكز الأبحاث| الممر الاقتصادي.. واحتجاجات إيران.. وعلاقات واشنطن وبكين

ناريندرا مودي وجو بايدن

قال الزميل بمجلس العلاقات الخارجية، ديفيد ساكس، إن الممر الاقتصادي الجديد سيقدم بديلًا لمبادرة الحزام والطريق الصينية. ومن المقرر أن يربط الممر الهند، والخليج العربي، وأوروبا، عبر خطوط سكك حديدية وخطوط نقل بحري. ويضع الممر كذلك تصورات لبنية تحتية كهربائية ورقمية، وخط أنابيب لتصدير الهيدروجين النظيف.

وفي إفريقيا، ممر لوبيتو سيربط دولة أنجولا بجمهورية الكونجو الديمقراطية وزامبيا، وصولًا إلى المحيط الهندي. وقال ساكس إن هذين الممرين لهما القدرة على زيادة أمن ومرونة سلاسل الإمداد، وتحقيق النمو الاقتصادي، وتعزيز التجارة بين شركاء الولايات المتحدة.

وإذا استطاع ممر لوبيتو زيادة إنتاج وتجارة المعادن الحرجة، سيقلل الاعتماد على الصين في سلسلة إمداد السيارات الكهربائية، وفق المحلل الأمريكي، في حين يقلل الممر الاقتصادي ميل دول المنطقة نحو الصين، ويعزز بديلًا لإمدادات الطاقة الروسية.

لكن لأن هذه المشروعات الكبرى تستغرق سنوات لتؤتي ثمارها، رأى ساكس أن الطريقة الأسهل لمنافسة الحزام والطريق هي إعادة توجيه البنك الدولي للتركيز أكثر على الاتصال الرقمي، والبنية التحتية، والوصول إلى الطاقة، مع توسيع قدرته على الإقراض.

اقرأ أيضًا| قمة العشرين 2023.. اتفاقيات طموحة وممر اقتصادي عملاق

الممر الاقتصادي.. تحويل الطموح إلى واقع

مرصد مراكز الأبحاث| الممر الاقتصادي.. واحتجاجات إيران.. وعلاقات واشنطن وبكين

ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، والرئيس الأمريكي، جو بايدن، ورئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي

قدم الزميل الزائر بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، ألبيرتو ريزي، توصيات ينبغي على أعضاء الممر الاقتصادي وضعها في الاعتبار، عند إعداد خارطة الطريق. واقترح الباحث أن تكون الممرات اللوجيستية فاعلة من حيث التكلفة، وعملية حتى تجذب التجارة بعيدًا عن الطرق الحالية.

ولفت إلى أن السكك الحديدية الطريقة الأكثر استدامة وكفاءة للشحن البري، لكن بناءها باهظ التكلفة ومعقد، ويتطلب قابلية التشغيل البيني مع مرافق الموانئ. لذلك، يجب أن يستفيد الممر الاقتصادي من نموذج شبكة النقل العابرة لأوروبا لتحديد البنية التحتية الأفضل.

وفي حين التزمت السعودية باستثمار 20 مليار دولار في الممر الاقتصادي، فإن الموارد المالية العامة الأوروبية والأمريكية في موقف أضعف من أن تبدأ مشروعات كبرى في الخارج.

ولهذا، رأى ريزي أن تمويل الخطة سيعتمد بشدة على رأس المال الخاص. ويمكن للاتحاد الأوروبي توجيه بنك الاستثمار الأوروبي والبنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية بتقديم ضمانات، وإصدار أداة سندات مخصصة لجمع الموارد.

اقرأ أيضًا| الانعكاسات الجيوسياسية لـ«الممر الاقتصادي».. كيف يراها المجلس الأوروبي؟

احتجاجات إيران

مرصد مراكز الأبحاث| الممر الاقتصادي.. واحتجاجات إيران.. وعلاقات واشنطن وبكين

ذكرى وفاة مهسا أميني

شهدت إيران موجة من الاحتجاجات الحاشدة عقب وفاة الشابة، مهسا أميني، في أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق، في 16 سبتمبر 2022. وفي تحليل نشره معهد الشرق الأوسط، لفت أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج تاون، كورش رحيمخاني، إلى أن الاحتجاجات في إيران، منذ 2017، تتسم بالعشوائية وغياب القيادة.

وطرح رحيمخاني 4 نتائج محتملة لموجة الاحتجاجات إذا استمرت بنفس النحو. السيناريو الأول ينطوي على زيادة نفوذ الحرس الثوري داخل النظام السياسي من أجل قمع الانتفاضة في إيران. والسيناريو الثاني هو تغيير النظام، الذي يشمل انشقاق شخصيات مؤثرة لدعم الاحتجاجات.

والسيناريو الثالث هو استمرار الاحتجاجات دون النجاح في الإطاحة بالنظام، ما يؤدي إلى انهيار وظائف الدولة وخلق فراغ سلطة، قد يسمح بظهور اضطراب إقليمي أو جهات فاعلة من غير الدول. أما السيناريو الأخير فهو التحول الديمقراطي، لكنه يظل غير مؤكد بسبب قمع النظام الإيراني لمنظمات المجتمع المدني.

اقرأ أيضًا| في ذكرى أيقونة ثورة شباب إيران.. عقوبات الغرب تلاحق نظام طهران

انعكاسات قمة كيم وبوتين

مرصد مراكز الأبحاث| الممر الاقتصادي.. واحتجاجات إيران.. وعلاقات واشنطن وبكين

الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وزعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون

بعد زيارة زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، إلى روسيا، واجتماعه بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، توقع المحللان بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، فيكتور تشا، وإيلين كيم، أن ترد واشنطن وسيول وطوكيو بتعزيز العلاقات الثلاثية وتطبيق التزامات قمة كامب ديفيد، وبناء توافق أوسع عبر العمل في كيانات، مثل مجموعة الـ7 وحلف شمال الأطلسي (الناتو).

وحسب المحللين، فإن المحور المتجدد بين بوتين وكيم يضع الصين في مأزق، لأن الإدانة الدولية لتصرفات كيم تضغط على الصين، كي تستخدم نفوذها على كوريا الشمالية لكبح سلوكها وتجنب تصعيد الحرب في أوروبا.

وكذلك فإن التحسن في علاقات بيونج يانج وموسكو يُرغم بكين على التعاون بنحو أوثق مع كوريا الشمالية لتجنب الاستبعاد. وأخيرًا، ينظر البعض في القيادة الصينية بإيجابية إلى هذا التعاون، الذي يُعقّد المشهد الأمني للرئيس الأمريكي، جو بايدن، في أوروبا وآسيا، ويصرف الانتباه عن الضغط الأمريكي بشأن تايوان.

اقرأ أيضًا| رغم التحذيرات الأمريكية.. كيم جونج أون يصل إلى روسيا

شراكة كوريا الشمالية وروسيا والصين

مرصد مراكز الأبحاث| الممر الاقتصادي.. واحتجاجات إيران.. وعلاقات واشنطن وبكين

فلاديمير بوتين وكيم جونج أون

حذر الباحث بمؤسسة راند، بروس بينيت، من 4 مخاطر لما وصفها بـ«الشراكة الإمبريالية الثلاثية» الناشئة بين روسيا والصين وكوريا الشمالية. أولًا، المساعدات لروسيا قد تطيل أمد الحرب في أوكرانيا وترفع تكاليفها. وثانيًا، قد ترسل بكين وبيونج يانج جنودًا وخبراء فنيين إلى أوكرانيا، ما يحولها إلى مختبر لتجربة الأسلحة والتكتيكات المختلفة.

وثالثًا، قد يقرر أعضاء هذه الشراكة الإمبريالية الثلاثية بدء حروب بالتزامن، ما يضغط بشدة على القوات العسكرية لخصومهم. ورابعًا، قد تنطوي أي حرب يشنوها على استخدام النووي، ما قد يؤدي إلى كارثة عالمية.

ولمواجهة هذه الشراكة، اقترح بينيت أن تعمل واشنطن وحلفاؤها لفهم مستقبل الحروب وتحديد المتطلبات العسكرية. وتحتاج الولايات المتحدة إلى مواصلة تطوير قدرات عسكرية جديدة تتيح لها التعامل مع الدول الـ3 بتكلفة تستطيع تحملها.

ويمكن لواشنطن وحلفائها تطوير عمليات اقتصادية ومعلوماتية لمواجهة الإمدادات الكورية الشمالية والصينية المرسلة لأوكرانيا. وتستطيع واشنطن وسيول استغلال وجود جنود كوريين شماليين في أوكرانيا، لإرسال رسائل إلى نخبة بيونج يانج. ويمكن استغلال الثغرات في العلاقات بين روسيا والصين وكوريا الشمالية، حسب الباحث.

اقرأ أيضًا| كيف تصل المعدات العسكرية الصينية إلى روسيا؟

كيف تدير واشنطن علاقاتها مع بكين؟

مرصد مراكز الأبحاث| الممر الاقتصادي.. واحتجاجات إيران.. وعلاقات واشنطن وبكين

جو بايدن وشي جين بينج

في تحليل نشره المجلس الأطلسي، قال رئيس المجلس، فريدريك كيمبي، إن العالم مقبل على عصر جديد يشهد تقلصًا استراتيجيًا للولايات المتحدة، وزيادة في نفوذ الصين في عدة مناطق، وصعودًا للقوى الوسطى.

وأشار إلى أن أفضل طريقة للولايات المتحدة كي تدير علاقاتها مع الصين هي التركيز على الأمور التي تستطيع التحكم بها، مقسمًا إياها إلى 4 فئات. الفئة الأولى هي الفوز في أوكرانيا، الذي سيكون له تداعيات هائلة على الفترة المقبلة، وقد يخدم في ردع الصين عن غزو تايوان.

والفئة الثانية هي تنشيط التحالفات، التي تُعد من نقاط القوة الأمريكية التي لا يمكن للصين مضاهاتها، وطمأنة الحلفاء. ولفت كيمبي إلى أن الصين ضرت نفسها بعدم المشاركة في قمة الـ20، وستواصل إيذاء نفسها إذا لم تحضر الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع.

والفئة الثالثة هي العمل التعاوني والعالمي لوضع القواعد والمعايير الهادفة إلى تسخير التكنولوجيا من أجل الخير. أما الفئة الرابعة فهي معالجة نقاط الضعف الداخلية والتهديدات على الديمقراطية في الولايات المتحدة.

اقرأ أيضًا| وصايا كيسنجر لوقف الصراع بين الولايات المتحدة والصين

ربما يعجبك أيضا