يستعرض مرصد مراكز الأبحاث أهم القضايا المتوقع مناقشتها في COP28، وتداعيات حرب غزة على الأمن النووي في الشرق الأوسط، والفرصة التي يقدمها اتفاق الهدنة في غزة، وصعوبة تخلي الغرب عن دعم أوكرانيا.
يعقد مؤتمر المناخ COP28 في دبي، بدولة الإمارات العربية المتحدة، في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023.
وفي مرصد مراكز الأبحاث، نستعرض أهم القضايا المتوقع مناقشتها في المؤتمر، وتداعيات حرب غزة على الأمن النووي في الشرق الأوسط، والفرصة التي يقدمها اتفاق الهدنة في غزة، وصعوبة تخلي الغرب عن دعم أوكرانيا.
ماذا نتوقع من COP28؟
يتوقع أن يشهد COP28 حضور أكثر من 70 ألف مشارك من جميع أنحاء العالم، من المسؤولين الحكوميين إلى قادة المال والأعمال والنشطاء الشباب وممثلي شركات الوقود الأحفوري.
وستضم الأجندة 4 ركائز رئيسة، وهي التحول في مجال الطاقة، والتمويل المناخي، والتكيف مع تغير المناخ ومواجهة آثاره، والشمول.
وحسب التحليل الذي نشره مجلس العلاقات الخارجية، أشارت الباحثة، كلارا فونج، إلى أن قمة العام الحالي ستشهد اختتام التقييم العالمي الأول، وهو تقييم امتد لعامين لقياس التقدم في تحقيق التزامات اتفاقية باريس للمناخ 2015.
وحسب الباحثة، يتوقع الخبراء أن تشهد مفاوضات مؤتمر هذا العام دفعة باتجاه تحديد التزامات لـ”التخلص التدريجي” من انبعاثات الوقود الأحفوري، مع قيادة الاتحاد الأوروبي لاتفاق محتمل في هذا الصدد.
حرب غزة والأمن النووي في المنطقة
نشر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية تحليلًا للزميلة ببرنامج القضايا النووية، دورين هورشيج، رأت فيه أن الصراع في غزة يزيد من اختبار الضغط لحرب الظلال بين إسرائيل وإيران، ويعرقل الدبلوماسية النووية الهادئة بين الولايات المتحدة وإيران، وقد يؤثر في موقف السعودية بشأن الحصول على رادع نووي مستقل.
وحذرت الباحثة من أن تجدد الصراع بين حماس وإسرائيل قد يفاقم التوترات النووية الحالية بعدة طرق، منها تعزيز عزم إسرائيل على منع إيران من تطوير سلاح نووي، أو تحفيز إيران على تسريع برنامجها النووي أثناء انشغال إسرائيل بحماس.
ورغم أن واشنطن وطهران عقدتا محادثات غير رسمية بشأن البرنامج النووي الإيراني، رجحت هورشيج أن صراع حماس وإسرائيل سيعلّق آمال إجراء محادثات مستقبلية، ما يسمح لإيران بالشروع في تطوير برنامجها النووي دون قيود.
وأشارت الباحثة إلى وجود عدة عوامل ستحدد مسار المحادثات النووية، موضحةً أنها ستعتمد على خطوات إيران التالية في برنامجها النووي، وستعتمد على مستوى دعم إيران لحماس في الصراع الحالي، كما ستعتمد العلاقة على السياسة الداخلية الأمريكية، حيث قد يتسبب التغيير في القيادة في تفاقم التوترات بين البلدين.
كيف تتصدى أوروبا لتهديد الصواريخ الروسية؟
نوه الباحثان بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، رافاييل لوس، وأنجيلا مهرير، إلى أن أوروبا تحتاج إلى تكملة منظوماتها الدفاعية الصاروخية بمنظومات هجومية من أجل التصدي لتهديد الصواريخ الروسية وردع الصراع الأوسع، موضحين أن المنظومات الهجومية ستحرم روسيا من أفضليتها وتؤثر في حساباتها للمخاطر عبر تهديد المعدات العسكرية مرتفعة القيمة.
وتوفر أمريكا الجزء الأكبر من المعدات الضاربة بعيدة المدى للأعضاء الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهي نفس نوع القدرات التي ستحتاج واشنطن إلى نشرها في الهندوباسيفيك في حالة الصراع مع الصين. ومن دونها، ستتفوق صواريخ موسكو في العدد والنطاق، ما يشكك في قدرة الأوروبيين على ردع العدوان الروسي ضد الناتو.
وأشار الباحثان إلى أن القادة الأوروبيين بدأوا إدراك هذه المشكلة لكنهم لا يزالوا بعيدين عن اتخاذ إجراءات منسقة لمعالجتها. وستحتاج دول الناتو الأوروبية إلى الاستثمار في قدرات الضربة العميقة التي تُطلق من الأرض، لحماية الجناح الشرقي للناتو.
ويحتاج حلفاء الناتو أيضًا إلى تطوير مفاهيم تشغيلية مترابطة، واستراتيجيات للسيطرة على التصعيد. وسيحتاجون إلى اكتساب قدرات “الاستشعار العميق” للمراقبة، والاستهداف، والقيادة والسيطرة المرتبطة بالأسلحة محلية الصنع، وفق الباحثين.
هدنة غزة قد تمهد الطريق للسلام
قالت الزميلة ببرنامج الأمن الدولي بمؤسسة تشاتام هاوس، نومي بار يعقوب، إن اتفاق تبادل الأسرى، الذي جرى التوصل له بعد أسابيع من المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل، بقيادة مصر وقطر والولايات المتحدة، يُعد مثالًا قويًا على أهمية مواصلة هذه الجهات الفاعلة العمل معًا من أجل التوصل لحل طويل الأمد للصراع.
ولذلك، يجب أن يواصل الوسطاء العمل باتجاه تحقيق أهداف رئيسة، وهي ضمان تحرير كل الأسرى، ووضع خطط لسكان غزة النازحين ولإعادة بناء المؤسسات الحاكمة والبنية التحتية لغزة.
وحسب الباحثة، سيتطلب اتفاقيات واضحة بين السلطة الفلسطينية وكل الجهات الفاعلة الدولية الرئيسة، لضمان الانتقال السلس بعد الحرب إلى وضع يوفر الاستقرار والأمن لفلسطين وإسرائيل، والسلام في نهاية المطاف.
ورأت يعقوب أن السبيل الوحيد للمضي قدمًا هو توفير ضمانات أمنية لفلسطين وإسرائيل، إلى جانب تطبيق مبادرة السلام العربية، التي طرحتها السعودية عام 2002 وتدعو لإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967.
ماذا تفعل القوات الأمريكية في العراق وسوريا؟
في تحليل نشره موقع ريسبونسيبل ستيتكرافت، قال أستاذ الحكومة بجامعة تكساس، جيسون براون لي، إن الانعكاسات الإقليمية لحرب غزة تُظهر لماذا ينبغي للبيت الأبيض إلغاء وجود القوات الأمريكية الاستفزازي في العراق وسوريا، وإعادة نشرها إلى مناطق أكثر أمانًا، وترك السوريين والعراقيين يتولون مهمة منع داعش من النهوض مجددًا.
وأضاف الباحث الأمريكي أن الانسحاب من سوريا والعراق سيحرم الميليشيات المحلية، ورعاتها في طهران، من فرصة استخدام الثكنات غير الضرورية للتأثير في الاستراتيجية القومية الأمريكية، لافتًا إلى أن الانتشار العسكري المطول قد يفاقم إمكانية المواجهة الأمريكية الإيرانية.
واستشهد براون لي بتجربة الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، حيث انخفض العنف السياسي بنسبة 80% في العام الأول بعد الانسحاب، على عكس توقعات المحللين وصناع السياسة، مشيرا إلى أن قوات أمن طالبان استطاعت كبح تهديد هجمات الفرع المحلي لداعش، محققةً ما كان البنتاجون والسي آي إيه يحاولون تحقيقه منذ 2015.
مخاطر التخلي عن أوكرانيا
لفت الأستاذ المساعد بجامعة جريفيث الأسترالية، ماثيو ساسكس، في تحليل نشره موقع ذا استراتيجيست، إلى أن الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط، والمنافسة مع الصين، يتنافسون على الانتباه والموارد الأمريكية، ما يضع قدرة واشنطن على القيادة العالمية أمام اختبار.
وأضاف ساسكس أن هذا فتح المجال لظهور حديث عن الحاجة إلى الضغط على أوكرانيا لقبول عقد اتفاق سلام مع روسيا. لكن تخلي الغرب عن أوكرانيا سيكون خطأ تاريخيًا، لأن الانقسامات بين داعمي أوكرانيا الغربيين هي بالضبط ما يعوّل عليه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
وكذلك إذا أسفرت انتخابات الرئاسة الأمريكية في 2024 عن تولي دونالد ترامب ولاية ثانية، سيلعب ذلك لصالح الحكام الديكتاتوريين أمثال بوتين. وحتى دون فوز ترامب، فإن التساهل مع ما يحدث في أوكرانيا يبعث رسالة بأن قيم الغرب واحترامه للقواعد لا تتجاوز كونها مجرد كلام.
وإضافة إلى هذا، أشار الباحث إلى أن الاستسلام الأمريكي بشأن أوكرانيا سيمثل سابقة من شأنها تشويه مصداقية واشنطن في اليابان، وأستراليا، وتايوان، وغيرهم من شركاء الولايات المتحدة في منطقة آسيا-الباسيفيك.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1686132