مسؤول أمريكي لـ«رؤية»: روسيا متورطة في هجوم دوما 2018.. وهدفنا القضاء على الأسلحة الكيماوية

آية سيد
مسؤول أمريكي لـ«رؤية»: روسيا متورطة في الهجوم على دوما.. ونهدف لإنهاء استخدام الأسلحة الكيماوية

شاركت شبكة رؤية الإخبارية في مؤتمر صحفي لوزارة الخارجية الأمريكية، عبر تطبيق زووم، لمناقشة نتائج تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن هجوم دوما الكيماوي في 2018.


تلقت شبكة رؤية الإخبارية دعوة من وزارة الخارجية الأمريكية لحضور مؤتمر صحفي لممثل واشنطن الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، السفير جوزيف مانسو.

وفي المؤتمر، طرحت “رؤية” عددًا من الأسئلة على السفير الأمريكي بخصوص نتائج التقرير الثالث لفريق التحقيق وتحديد الهوية التابع للمنظمة، الذي يثبت وقوف نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، وراء الهجوم الكيماوي على مدينة دوما في 7 إبريل 2018.

تأخر صدور التقرير الثالث

صدر التقرير الثالث في 27 يناير 2023، أي بعد قرابة 5 أعوام من الهجوم، وسألت “رؤية” عن سبب هذا التأخير، فأجاب مانسو بأن فريق التحقيق وتحديد الهوية فريق محترف، لكنه صغير، وأصدر الفريق تقريره الأول في 2020، والثاني في 2021، وتابع المتخصصون في هذا الفريق عملهم، رغم الجائحة العالمية ورفض نظام الأسد التعاون معهم.

وأوضح مانسو أنه رغم كل هذه العقبات، فإنه، الفريق، قد أصدر تقريرًا مفصلًا وشاملًا، وفي التقرير، ذكروا أنهم أُطلعوا على 19 ألف ملف، واستمعوا إلى 66 شاهدًا، وفحصوا 70 عينة كيميائية، ما يجعله تقريرًا “موسعًا، واحترافيًّا، ويستحق الانتظار”.

البصمة الكيميائية للهجوم

طرحت “رؤية” سؤالًا عن دور البصمة الكيميائية في تحديد مصدر الغاز المستخدم في الهجوم، ولفت السفير الأمريكي إلى أن فريق التحقيق أجرى تحليلًا مفصلًا وشاملًا للبصمات الكيميائية، واستعان بخبراء مستقلين، عملوا بصورة منفصلة لفحص البيانات.

وحسب مانسو، جميعهم أثبتوا بنحو قاطع أن الكلور الموجود في موقع الهجوم لم يكن بيئيًّا، وأن التفسير الوحيد للبصمات الكيميائية المحددة هو إطلاق تركيزات عالية من الكلور السام من الأسطوانات.

وقال السفير الأمريكي: “هذا التحليل المفصل يقدم الأساس العلمي لاستبعاد الادعاءات بأن الهجوم كان مفبركًا بطريقة ما أو أنه لم يحدث على الإطلاق”.

تورط روسيا في الهجوم

أوضح مانسو أنه وفق التقرير، كانت القوات الروسية مجتمعة في قاعدة دوما الجوية إلى جانب قوات النمر التابعة للجيش السوري في فترة وقوع الهجوم، وكانت القوات الجوية السورية وقوات الدفاع الجوي الروسي تتحكمان حصرًا في المجال الجوي فوق دوما.

وذكر أنه بعد الهجوم، عملت روسيا جاهدةً لحماية نظام الأسد من المساءلة على استخدامه للأسلحة الكيماوية، لذلك رأى السفير الأمريكي أنه على أقل تقدير تتحمل روسيا المسؤولية عن هذه الأعمال الوحشية لحمايتها نظام الأسد.

وأضاف مانسو أنه بعد وقوع الهجوم، ساعدت الشرطة العسكرية الروسية نظام الأسد في عرقلة وصول مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى الموقع، وحاولت تطهيره. ولذلك دعا مانسو الاتحاد الروسي إلى “التوقف عن حماية نظام الأسد والمساعدة في مساءلة من يستخدمون الأسلحة الكيماوية”.

عدم تورط المعارضة

ردًّا على سؤال لـ”رؤية” بشأن كيفية التأكد من أن هذه الأسلحة لم تكن بأيدي قوات المعارضة، أجاب مانسو بأن فريق التحقيق فكر في مجموعة من السيناريوهات المحتملة، واختبر صلاحيتها بعناية مقارنة بالأدلة التي جُمعت.

وكانت الحقائق واضحة، حسب مانسو، لأن الأسطوانات جرى إسقاطها من مروحية، والقوات الجوية السورية كانت القوات الوحيدة، في ذلك الوقت، التي تستخدم مروحيات في تلك المنطقة.

وأوضح السفير الأمريكي أن نظام الأسد كان الطرف الوحيد الذي يملك دوافع لتنفيذ الهجوم، وكانت القوات الجوية السورية والروسية تسيطران على المجال الجوي فوق دوما، وإضافة إلى هذا، لم يكن هجوم دوما الكيماوي حادثة منفصلة، بل هو جزء من تاريخ طويل لاستخدام سوريا الأسلحة الكيماوية.

الإجراءات المستقبلية

سألت “رؤية” السفير الأمريكي عن الإجراءات التي قد تُتخذ في المستقبل، وأجاب مانسو بأنه يعتقد أن المحافل المختلفة، مثل الشراكة الدولية لمكافحة الإفلات من العقاب على استخدام الأسلحة الكيماوية، ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومؤتمر الدول الأطراف التابع لها، والأمم المتحدة، ستواصل جهودها لاستخدام المعلومات الثمينة التي يقدمها التقرير.

ولفت السفير الأمريكي إلى وجود محاكمات جنائية في بعض الدول، متوقعًا استمرارها. وقال مانسو: “أعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تواصل الضغط من أجل المساءلة”، موضحًا أن هدفهم هو إنهاء استخدام الأسلحة الكيماوية.

وأضاف مانسو: “سوف نعمل مع الدول والمنظمات المسؤولة الأخرى، وسيكون هدفنا النهائي هو أن يدمر نظام الأسد برنامج أسلحته الكيماوية بالكامل ويفي بالتزاماته الدولية”.

نتائج التقرير

في بداية المؤتمر الصحفي، استعرض السفير مانسو أبرز نتائج التقرير الثالث لفريق التحقيق وتحديد الهوية التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، الصادر في 27 يناير 2023.

ووجد فريق التحقيق أسبابًا منطقية للاعتقاد بأن القوات الجوية السورية أسقطت أسطوانتين تحتويان على غاز الكلور السام على مبنيين سكنيين وسط مدينة دوما، في 7 إبريل 2018، ما أسفر عن مقتل 43 شخصًا.

ولفت مانسو إلى أن هذه تُعد خامس حادثة منفصلة لاستخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية، مشددًا على ضرورة تعاون المجتمع الدولي مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة لردع الدول عن استخدام الأسلحة الكيماوية في المستقبل.

ربما يعجبك أيضا