مسؤول أمريكي يحذر دول الشرق الأوسط من مخاطر التعاون مع روسيا والصين

آية سيد
مسؤول أمريكي يحذر دول الشرق الأوسط من مخاطر التعاون مع روسيا والصين

حذر المسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية، كولن كال، من أن قرار روسيا شراء الطائرات المسيّرة والصواريخ من إيران لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا سيأتي بنتيجة عكسية على منطقة الشرق الأوسط.


حذر وكيل وزارة الدفاع الأمريكية للسياسات، كولن كال، من مخاطر التعاون الأمني لدول الشرق الأوسط مع كل من روسيا والصين.

وفي خطابه أمام مؤتمر “حوار المنامة” الـ18، قمة الأمن الإقليمي في البحرين، يوم الجمعة الماضي 18 نوفمبر 2022، جدد كال الالتزام الأمريكي تجاه المنطقة، منوهًا بـ”التهديدات الخطيرة”، التي تفرضها روسيا والصين على النظام الدولي.

تعاون روسيا وإيران

في حوار المنامة السنوي، الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أخبر كال الحضور بأن قرار روسيا شراء الطائرات المسيّرة والصواريخ من إيران، لاستخدامها في الحرب بأوكرانيا، سيأتي بنتيجة عكسية على منطقة الشرق الأوسط، لأن “أفعال بوتين في أوكرانيا، من شأنها تشجيع المعتدين المحتملين في المسارح الأخرى”.

وأشار مسؤول البنتاجون إلى أن المسيرات الإيرانية، التي تستهدف المدنيين الأوكرانيين حاليًا، سبق استخدامها لضرب أهداف في السعودية والإمارات، واستهداف القوات الأمريكية والإسرائيلية، ومهاجمة الشحن الدولي.

عزل موسكو

قال كال إن البعض في الشرق الأوسط يعتقد أن التعاون مع بوتين يمكن أن يُحدث وقيعة بين موسكو وطهران، محذرًا من أن هذا النهج لم يؤت ثماره في سوريا، عندما ضاعفت روسيا وإيران دعمهما “للديكتاتورية الوحشية”، ومستبعدًا أن ينجح ذلك النهج، الآن، بسبب اعتماد روسيا على الأسلحة الإيرانية في الحرب.

وأضاف أن تراجع روسيا وعزلتها لا يعملان في صالح معسكر إيران وحسب، بل من المرجح جدًا أن يجد قضية مشتركة مع الصين وكوريا الشمالية، في السعي وراء السياسات، التي تتحدى الأعراف والقواعد الدولية، على حد وصفه.

التهديد الصيني

يرى المسؤول العسكري الأمريكي أن الصين هي الدولة الوحيدة التي تمتلك الرغبة والقدرات الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية والتكنولوجية، لإعادة تشكيل النظام الدولي، في إشارة إلى ما جاء في استراتيجية الأمن القومي الأمريكية، التي أعلنها البيت الأبيض قبل أشهر.

ولفت كال إلى أن حملة الضغط، التي قال إن الصين تنتهجها ضد تايوان، تهدد السلام والاستقرار في المضيق الضروري للأمن والازدهار العالمي، وأن أنشطتها العسكرية في بحر الصين الجنوبي تعكس ما قال إنه رغبة في “تهديد وقسر” الدول الأصغر.

السعي وراء المصالح

قال مسؤول البنتاجون إنه ينبغي على الجميع في الشرق الأوسط “الانتباه إلى قواعد اللعب”، التي تتبعها الصين، لافتًا إلى أن بكين لا تهتم بالتحالفات “ذات المنفعة المتبادلة”، بل تسعى وراء العلاقات القائمة فقط على مصالحها التجارية والجيوسياسية الضيقة، على حد قوله.

وأوضح كال أنه في حين أن رواية الصين عن “التعاون المحايد” تسمح لها باللعب على الطرفين، تتبع الولايات المتحدة نهجًا مختلفًا. ونقل عن استراتيجية الأمن القومي، الصادرة حديثًا: “الولايات المتحدة ستعزز الاندماج الإقليمي بالشرق الأوسط، عبر بناء الروابط السياسية والاقتصادية والأمنية بين الشركاء، مع احترام سيادة كل دولة وخياراتها المستقلة”.

وشدد المسؤول الأمريكي على أن العالم دخل عصر منافسة التحالفات، وليس الدول، مشددًا على أن الولايات المتحدة تظل ملتزمة باستخدام كل أدوات القوة الوطنية لتعزيز السلام، وتشجيع الاقتصادات المستقرة، وردع العدوان في منطقة الشرق الأوسط الحيوية وجميع أنحاء العالم، مع مواصلة التكاتف مع الحلفاء والشركاء للفوز في منافسة التحالفات.

غياب الأفعال

تعقيبًا على خطاب كولن كال في “حوار المنامة”، قال الخبير الإقليمي بمركز “الأمن الأمريكي الجديد”، جوناثان لورد، إن “غياب الأفعال لن يقنع الشركاء العرب”، حسب ما جاء في تقرير لصحيفة “بريكينج ديفينس“، وأوضح أن دول الخليج تتودد إلى موسكو وبكين لأنها “تتصور أن هذا في مصلحتها”.

وأضاف لورد، الذي تقلد عددًا من الوظائف الإقليمية في البنتاجون، وتولى حقيبة الشرق الأوسط في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي: “حتى تلبي إدارة بايدن والكونجرس احتياجات أبوظبي والرياض، عبر صنع السياسات، لا ينبغي أن نتوقع الكثير من التغيير”.

محاولات كسب الود

في ما يتعلق بمحاولات كسب الود في الشرق الأوسط، عن طريق الادعاء بأن علاقات روسيا وإيران تضر دول المنطقة، أعرب لورد عن تشككه، وقال: “الأمر مختزل بشدة. إن دول أوبك دول ريعية يجب أن تستفيد من سعر برميل النفط”، مضيفًا أن أي ثروة تجنيها إيران نتيجة لظروف السوق تُعد “هامشية، وعامل ثانوي في حسابات هذه الدول”.

وحسب ما ذكره “بريكينج ديفينس”، تبدو تصريحات كال موجهة إلى القادة الإقليميين، الذين ساعدوا في دعم موسكو بوجه العقوبات، التي فرضتها الدول الغربية في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية، ولفت إلى أن قرار بعض دول المنطقة البقاء على الحياد في الهيئات الدولية، يمثل مشكلة للغرب، الذي يحتاج إلى الضغط الاقتصادي والسياسي على روسيا.

ربما يعجبك أيضا