من المتوقع أن يصبح طريق أبيدجان–لاجوس السريع، والذي سيربط مدن 5 دول رئيسة في غرب إفريقيا، بحلول عام 2030، مركزًا اقتصاديًا وصناعيًا قويًا بفضل مبادرة التنمية المكانية التي يروج لها البنك الإفريقي للتنمية.
ويحقق مشروع بناء هذا الطريق السريع الساحلي العابر للحدود الوطنية بطول 1028 كيلومتر، الذي سيربط كوت ديفوار بنيجيريا، بينما يعبر غانا وتوجو وبينين، خطوات كبيرة نحو التكامل الاقتصادي بين دول غرب إفريقيا.
الاكتفاء الذاتي
أوضح موقع مودرن دبلوماسي، في تقرير نشره الخميس 29 نوفمبر 2024، أن المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (الإيكواس)، والتي تأسست في 28 مايو 1975 كاتحاد سياسي واقتصادي إقليمي يجمع 15 دولة، وهي إحدى الكتل الإقليمية الرئيسة في الجماعة الاقتصادية الإفريقية، ولها هدفها المشترك الأساسي المتمثل في العمل بشكل متواصل نحو تحقيق “الاكتفاء الذاتي الجماعي” لدولها الأعضاء.
وأضاف أن الإيكواس، ناقشت واستعرضت مشروع تطوير طريق أبيدجان–لاجوس السريع، وهو أحد مشاريع البنية الأساسية الإقليمية الوحيدة خلال السنوات القليلة الماضية، ولكن المجموعة فشلت فشلًا ذريعًا في طلب المساعدة من الشركاء الخارجيين للاستثمار في تطوير البنية الأساسية مثل مشروع تطوير طريق أبيدجان–لاجوس السريع.
أهمية الطريق
أطلق المشروع المقترح بنجاح في عام 2017، ومنذ ذلك الحين شهد سلسلة من الاجتماعات والمؤتمرات رفيعة المستوى، وأُجريت دراسات فنية، وأعدت موازنة التمويل ودراسة جدواه وتفعيله عمليًا، وتقدر تكلفة طريق أبيدجان–لاجوس السريع، وهو طريق سريع مزدوج المسار بـ6 حارات، بنحو 15.1 مليار دولار.
وأشار الموقع إلى أن الإيكواس اعتمدت إطارًا تنظيميًّا جديدًا للشراكة بين القطاعين العام والخاص، ما يمثل حافزًا لدخول القطاع الخاص في استثمارات كبيرة مثل طبيعة هذا المشروع، وقدم بنك التنمية الإفريقي نيابة عن شركاء التنمية تأكيداته على التزامه الثابت بإنجاز الطريق السريع.
وسلط رئيس البنك الإفريقي للتنمية، أكينوونمي أديسينا، الضوء على أهمية الطريق باعتباره مشروع بنية أساسية في غرب إفريقيا من شأنه أن يسهل حرية حركة الأشخاص والسلع والخدمات، ويعزز في النهاية التجارة عبر الحدود داخل المنطقة، وجدواها الاقتصادية وإمكاناتها الهائلة خاصة بعد أن يتطلع الاتحاد الإفريقي إلى تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية.
قفزة جريئة
ذكر الموقع أن النقطة المحورية حول آلية التمويل والإدارة الحديثة لهذا المشروع الضخم الجديد من التخطيط إلى البناء العملي إلى التشغيل النهائي، جاهزًا للاستخدام المتطور لصناعة النقل، ما يشير إلى قفزة جريئة في البنية التحتية للنقل في غرب إفريقيا، بهدف تحسين وتسهيل حركة الخدمات والسلع والأشخاص عبر المنطقة.
وبحسب أحدث وثيقة صادرة عن مجموعة الإيكواس بعد اجتماعها الخاص الذي استمر يومين والذي عقد في 11 نوفمبر الماضي في أبيدجان بكوت ديفوار، وأشاد الخبراء بنتائج الدراسة التي كشفت عن استثمار محتمل بقيمة 6.8 مليار دولار جاهز للتنفيذ لإطلاق العنان للنمو الاقتصادي وتعزيز جدوى الطريق السريع المقترح.
ويتمثل الهدف العام في تحديد وإطلاق العنان للإمكانات الاقتصادية الكامنة، قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل، والجدوى التجارية لمشاريع سلسلة القيمة الاقتصادية والصناعية، وستؤدي هذه المشاريع الاقتصادية، بمجرد تنفيذها، إلى توليد أحجام تجارية وحركة مرور لتعزيز جدوى الطريق السريع.
فرص واعدة
أعطى المنتدى الإفريقي للاستثمار، وهو أكبر منصة استثمارية في إفريقيا يدعمها البنك الإفريقي للاستثمار و8 شركاء آخرين، زخمًا كبيرًا للمشروع، فخلال اجتماعاته في عام 2021، تعهدت جهات فاعلة خاصة ومؤسسية مختلفة باستثمار محتمل بقيمة 15.6 مليار دولار لهذا المشروع الرمزي، وهو أحد الأولويات الرئيسية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.
ومن المتوقع أن يوفر بناء الطريق ما يصل إلى 70 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، وسيتم تنفيذ معظم الأشغال في شكل شراكات بين القطاعين العام والخاص، مثل المعابر الحدودية الأربعة، التي من المرجح أن تقوم شركات خاصة ببنائها وإدارتها.
وأشار تقرير مودرن دبلوماسي إلى أن الطريق سيربط المدن الأكثر ديناميكية اقتصاديًا والمناطق الحضرية الأكثر كثافة سكانية في غرب إفريقيا، وهي أبيدجان، وتاكورادي، وأكرا، ولومي، وكوتونو، وبورتو نوفو ولاجوس، لافتًا إلى أن المنطقة في طريقها لتصبح واحدة من أكبر التجمعات الحضرية الإقليمية في العالم.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2063278