ينتظر اقتصاد طهران المتدهور بفعل العقوبات الغربية، النتائج الإيجابية للمصالحة السياسية مع الرياض، بما ينعكس على هذا الاقتصاد ويدعم الاستثمارات داخل إيران.
منذ إعلان اتفاق استئناف العلاقات بين إيران والسعودية، مطلع مارس الماضي، طغى التساؤل عن مدى جدية المصالحة بين البلدين.
ونص بيان الاتفاق على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ما يعني انفتاح الحوار الإيراني على دول أخرى في إقليم الشرق الأوسط، خصوصًا مع تفسير بعض المحللين للخطوة التصالحية الإيرانية، على أنها تأتي في إطار الاستجابة إلى ضغوط أمريكية.
زيارات دبلوماسية متبادلة
تزامنًا مع وصول وفد فني سعودي لمعاينة السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد، أعادت السفارة الإيرانية في السعودية، 12 إبريل، فتح أبوابها للمرة الأولى منذ سبع سنوات.
وحسب وكالة تسنيم، أمس السبت 15 إبريل 2023، فقد وصل الوفد الفني السعودي إلى مدينة مشهد لزيارة القنصلية العامة واختيار أحد الفنادق مقرًّا مؤقتًا للبعثة السعودية، برئاسة ناصر بن عوض الغنوم.
اقرأ أيضًا: دعوة الرئيس الإيراني لزيارة السعودية.. تحضيرات لتوسيع اتفاق المصالحة
دعوة الرئيس الإيراني
وجّه العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، 19 مارس الماضي، دعوة إلى الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، لزيارة الرياض، ودعا إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والإقليمي.
وحسب وكالة إيسنا، 15 إبريل، فقد أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني، رضا عنايتي، أن دولة الإمارات وجهت دعوة أخرى إلى الرئيس الإيراني للمشاركة في قمة المناخ العالمية التي ستعقد في هذا البلد هذا العام.
ولم يحدد عنايتي الذي يطرح اسمه في الأوساط كمرشح رئيس للسفارة الإيرانية في السعودية، موعدًا للزيارة المزمعة للرئيس الإيراني للرياض، ولكن تشير وسائل إعلام إيرانية، إلى أن هذه الزيارة قد تجري خلال موسم الحج المقبل على أقصى تقدير.
اقرأ أيضًا: هل تراهن إيران على اتفاق المصالحة مع السعودية لإنقاذ اقتصادها؟
خطوات اقتصادية
أعلنت طهران تأسيس غرفة تجارة مشتركة بين إيران والسعودية في إطار تحقيق المكاسب الاقتصادية من اتفاق المصالحة بين البلدين. وحسب وكالة فاروس، فقد أعلن وزير الاقتصاد والمالية الايراني، إحسان خاندوزي، 11 إبريل، اعتزامه زيارة مدينة جدة السعودية قريبًا.
وتأتي زيارة العمل لإحسان، في منتصف مايو المقبل، حيث تستهدف الإفادة من الإمكانات التمويلية للبنك الإسلامي للتنمية. وكشف أن خارطة الطريق للتعاون المزمعة تستهدف تبادلًا اقتصاديًّا بين إيران والسعودية بمستوى مليار دولار.
المستوى التجاري بين البلدين
أشار الوزير الإيراني إلى أن التبادل التجاري السعودي الإيراني كان قد بلغ مستوى 900 مليون دولار في السابق، إلى أن انخفض إلى مستوى 15 مليون دولار في السنة المالية الماضية (انتهت 20 مارس 2023).
وحسب وكالة إيسنا، 14 إبريل، فقد أوضح المتحدث باسم لجنة تنمية التجارة في بيت الصناعة الإيراني، روح الله لطيفي، أنه منذ الأشهر الثلاثة الماضية، جرى تصدير أكثر من 14 مليون دولار من الصلب إلى السعودية.
وأشار إلى أن التجارة المتعلقة بالصلب عادة ما تتطلب أسواقًا ثابتة، وهذا يدل على أن العلاقات التجارية بين البلدين مهيأة لقضايا مثل الصلب التي تحتاج إلى استمرارية.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1489846