قال مستشار مفتي مصر، والأمين العام لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، الدكتور إبراهيم نجم، إن المؤسسات الدينية في مصر وعلى رأسها وفي قمة هرمها الأزهر الشريف مؤسسات دينية وطنية عريقة ومحترمة، تعمل على خدمة علوم الشريعة الإسلامية والدعوة والقضايا الإنسانية والوطنية.
وأضاف أنها تعمل وفق منهج علمي أزهري وسطى دقيق، ووفق رؤية مؤسسية متطورة ومرنة وفقًا لتغير الواقع المتلاحق، وهذه الرؤية المؤسسية تعنى في المقام الأول التخصصية والاستقلالية، لافتًا إلى أن هذه المؤسسات العريقة لها اختصاصاتها المختلفة التي تتلاقى بل وتتناغم وتتوافق لتحقيق هدف واحد هو خدمة الدين والإنسانية والوطن.
منهج سديد
أوضح نجم، في بيان نشره اليوم الأحد 18 أغسطس 2024، أن هذا المنهج السديد هو الذي جعل هذه المؤسسات على اختلاف تخصصاتها كالرافد الممد لجميع دول العالم في مجال تعليم علوم الشريعة الإسلامية والصناعة الإفتائية والدعوة إلى الله تعالى في العالم كله، وجعلتها قدوة لجميع المؤسسات الدينية في الشرق والغرب.
وانتقد محاولات بعض المغرضين تلبيس الأمور وتزييف الواقع بزعم أنها مؤسسات متنازعة متنافرة، وهذا الأمر غير صحيح البتة، فجميع المفتين الذين تولوا سدة الإفتاء هم من كبار علماء الأزهر الشريف عبر التاريخ، ولم يتخذوا مرجعية مخالفة لمرجعية الأزهر الشريف، ولم تخرج دار الإفتاء أبدًا عن مرجعية الأزهر الشريف ومنهجيته.
تطورات قانونية ودستورية
قال مستشار مفتي مصر إن جميع التطورات والأشكال القانونية والدستورية التي شكلت كيان دار الإفتاء المصرية منذ أن كانت تابعة إلى وزارة الحقانية ثم إلى وزارة العدل ثم إلى مؤسسة مستقلة إلى أن وصلت إلى صورتها الحالية، هي تطورات ساعدت مؤسسة دار الإفتاء بهذه المنهجية الأزهريّة على النهوض والتقدم.
وأشار إلى أنها تساعد في أداء دورها الإفتائى على أكمل وجه وفق ما يمليه الواقع وتغيرات الأحداث والوقائع، لافتًا إلى أن دار الإفتاء المصرية قد حققت وفق هذه الرؤية وهذه المرونة أهدافًا تخطت المجال المحلي إلى المجال العالمي، ولاقت قبولًا كبيرًا لدى المؤسسات العالمية كالأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأضاف أن جميع العاملين في دار الإفتاء المصرية علماء أجلاء وشيوخ فضلاء تعلموا على أيدي كبار علماء الأزهر الشريف في جميع التخصصات وتدرب على أيديهم آلاف الباحثين من جميع دول العالم فأسانيدهم بأكابر وأعاظم علماء الأزهر الشريف متصلة ومسلسلة يحملها عدول الخلف عن أخيار السلف.
مخطط خبيث
أكد الدكتور إبراهيم نجم أنه رغم اتساع العمل الإفتائي داخل مؤسسة دار الإفتاء المصرية بفروعها وتخصصاتها المختلفة، إلا أنه لا يوجد ثمة اختلاف يذكر في منهجية الإفتاء بين الأزهر ودار الإفتاء، فكل ما يقال ويروج بشأن وجود صراع وخلاف هو من أوهام اللجان الالكترونية التابعة للجماعات المتطرفة.
ولفت إلى أن هدفها هو تفتيت وحدة المؤسسات الدينية والعمل على إضعافها بإيقاع أسباب الفتن والاختلاف بينها، وهذا المخطط الفاشل لا يخفى على قيادات الأزهر الشريف ولا على قيادات دار الإفتاء المصرية، وهذا ضمن مخطط كبير لفض الالتفاف الشعبي والوطني حول هذه المؤسسات.
وأضاف أنه مخطط خبيث قديم مكشوف، فهو يعمل على رفع الثقة من علماء المؤسسات الدينية الوسطية ليعود الناس مرة أخرى إلى حاضنات الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وهذه الشبهة تناظر شبهة أن الأزهر الشريف من الممكن أن ينتمي إليه المتشددون والمتطرفون بحكم حمل الشهادة الأزهرية.
معركة مستمرة
قال نجم إن مفتي الديار المصرية، الدكتور نظير عياد، بدَّد أوهام هؤلاء الحاقدين بتصريحه أنه سوف يسير على خطى أسلافه من مفتِي الديار المصرية الأزاهرة الأعلام الأكابر، وعلى منهجية دار الإفتاء، التي هي في حقيقتها ولبها منهجية الأزهر الشريف لا خلاف بينهما البتة.
وأضاف أن هذا يؤكد الحقيقة الثابتة بأن معركة المؤسسات الدينية مع التطرف والإرهاب مازالت مستمرة ولن تتوقف، وأن وحدتها برئاسة الإمام الأكبر شيخ الأزهر التي لم تنفك ولن تنفك أبدًا هي أكبر عقبة في وجه تنفيذ مخططات تلك الجماعات البغيضة.
وأكد أن هذه الوحدة واقع لن يرتفع بإذن الله، فليحذر من يردد الشائعات المغرضة بغفلة مع حسن نية، وليكف الصيادون المغرضون، فوهمهم وحلمهم المريض لن يتحقق أبدًا، والمؤسسات الدينية جميعها صف واحد، كالبنيان المرصوص، في مواجهة الإرهاب، وهي جميعًا من أهم دروع هذا الوطن العزيز.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1949606