مستقبل حزب الله.. أستاذ علوم سياسية يتحدث لـ«رؤية»

صراع الأجيال في حزب الله.. قيادات جديدة في مواجهة التحديات

شروق صبري
حسن نصر الله وهاشم صفي الدين

بعد مقتل هاشم صفي الدين، يتساءل الكثيرون عن مستقبل حزب الله وصراع الأجيال داخله، وتأثير ذلك على قيادته.


يعيش حزب الله خلال الأيام الأخيرة حالة من التخبط والارتباك، بعد مقتل العديد من قيادات الصف الأول للحزب، وكان آخرها إعلان الجيش الإسرائيلي القضاء على هاشم صفي الدين، الذي كان يُعتبر خليفة محتمل لزعيم حزب الله حسن نصر الله.

ووفق ما نشرت مجلة نيوزويك الأمريكية، أمس الأربعاء، 23 أكتوبر 2024 فقد قُتل العديد من قادة الحزب البارزين في الأشهر الأخيرة، بجانب تدمير البنية التحتية في الضاحية الجنوبية بشكل كبير، ما يجعل ذراع إيران الكبيرة بالمنطقة في موقف حرج للغاية.

ماذا ينتظر الحزب؟

وفق ما نشر معهد “لوفير” الأمريكي، يُعدّ اغتيال نصرالله نقطة تحوّل رئيسية في تاريخ حزب الله، نظرًا لتوليه القيادة لأكثر من 30 عامًا؛ فهو صاحب تأثير عميق على تشكيل هوية الحزب وتحديد استراتيجياته. لذا، فإن عملية اختيار خليفته ستكون حاسمة في تحديد مستقبل الحزب.

تجري التكهنات حول من سيخلف نصرالله، مع ترجيح أسماء مثل نعيم قاسم، نائب الأمين العام، وأبو علي رضا، قائد وحدة بدر؛ في ظل تلك التحولات هل يمكن القول إن عصر المؤسسين قد انتهى بمقتل صفي الدين؟

في تلك الزاوية يقول الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الجيل المؤسس لحزب الله لم يتم تصفيته بالكامل، إذ لا تزال القيادات السياسية موجودة، بينما تم استهداف القيادات العسكرية.

تأثير ضعيف

يُضيف الدكتور طارق فهمي، خلال حديثه لـ”شبكة رؤية الإخبارية“، أن صفي الدين كان المرشح الأقرب لخلافة نصرالله، ولكن نعيم قاسم، نائب الأمين العام، لا يزال موجودًا؛ أما قيادات الصف الأول من التيار السياسي، فهي قائمة ولكن تأثيرها ضعيف، ولا تمثل خطرًا على إسرائيل في هذه السياق.

تصريحات طارق فهمي 1

ووفق أستاذ العلوم السياسية، فإن الجيل الثاني، وهو جيل الوسط، يحتاج إلى مراجعة لأنه غير معروف لإسرائيل، ما يجعل الوضع صعبًا بالنسبة لقيادات الحركية الميدانية أو القيادات العسكرية.

ويتابع الدكتور فهمي: “أما بالنسبة للسياسيين (الجيل الأوسط) معروف ومتواجد في الساحة السياسية والإعلامية بطريقة أو بأخرى، لا يحمل الأمران شيئًا جديدًا”.

ثمن باهظ

يرى الدكتور طارق فهمي، أن هناك قيادة جماعية تتولى إدارة حزب الله، كما هو الحال مع القيادة الجماعية الخماسية في حماس؛ لذا، لا يوجد قائد واحد سواء عسكري أو سياسي، خوفًا من استئناف سياسة الاغتيالات، التي يمكن أن تتكرر بشكل كبير في الفترة المقبلة.

ويُشير أستاذ العلوم السياسية، إلى جيل الوسط في حماس والجهاد وحزب الله، معتبرًا أن هذه العناصر ستغير معادلة الصراع القادمة مع إسرائيل؛ لكن حزب الله دفع ثمنًا باهظًا جراء فقدان عناصر الصف الأول.

تحديات أمام القيادة الجديدة

وفق ما نشر معهد “لوفير” الأمريكي، تعتبر عملية الانتقال القيادي في أي جماعة مسلحة نقطة حرجة، حيث يمكن أن تؤدي إلى انقسامات أو توترات داخل الحزب. تتضمن التحديات التي تواجه القائد الجديد أن يتعامل مع الخسائر الكبيرة التي تعرض لها الحزب في الآونة الأخيرة بسبب العمليات الإسرائيلية.

لقد أظهرت الأبحاث أن القادة الجدد يمكن أن يتخذوا عدة مسارات؛ فقد يكون “المحافظ” الذي يحافظ على نفس الاتجاه، أو “المبتكر” الذي يسعى إلى تغييرات جذرية، أو “المنظم” الذي يقوم بتغييرات محددة مع الحفاظ على بعض القيم التقليدية؛ ومع ذلك، فإن القائد الذي يخلف نصرالله سيواجه ضغوطًا هائلة لتجديد رؤية الحزب وإعادة بناء قدراته.

ربما يعجبك أيضا