مطاردة غير المحجبات بتكنولوجيا صينية.. هل تعود الاحتجاجات إلى شوارع إيران؟

يوسف بنده

يأتي قانون تجريم النساء المخالفات للحجاب في إيران، بتأييد المحافظين المتشددين داخل البرلمان، وسط تحذيرات إصلاحية من عودة الاضطرابات إلى الشارع الإيراني.


ما زال النظام الإيراني عاجزًا عن إعادة الهدوء للشارع، منذ اندلاع احتجاجات سبتمبر 2022.

ويسعى النظام من خلال تشريع في البرلمان، لمحاصرة المخالفات للحجاب الإجباري في إيران، ما ينذر بعودة الغضب مرة أخرى إلى الشارع، وسط تحذيرات السياسيين من خطورة عدم الاكتراث لأصوات المعارضة على مستقبل وأمن إيران الاجتماعي والسياسي.

مطاردة مخالفات الحجاب

تعتزم السلطات الإيرانية تجريم المخالفات للحجاب من خلال مراقبتهن عن طريق الكاميرات. فحسب تقرير لصحيفة آرمان ملي، قال رئيس اللجنة القضائية في البرلمان، موسى غضنفر آبادي، إن مشروع المراقبة الفاعلة لغير المحجبات في السيارات مدرج على جدول الأعمال، موضحًا أن مشروع القانون سيغرم ويعاقب المخالفات بعد رسائل تحذيرية.

وحسب تقرير الصحيفة، ستكون مراقبة المخالفات من خلال التقنيات الحديثة، وتحذير النساء في البداية عبر رسالة نصية في حالة حدوث مخالفات، وفي حالة تكرار المخالفة ستجري معاقبتهن بفرض غرامة، ثم في حالة الإصرار على المخالفة، يحرمهن القانون من الخدمات الاجتماعية للدولة.

اختفاء شرطة الآداب

منذ أشهر، اختفت شرطة الآداب سيئة السمعة، التي اعتادت تطبيق قانون الحجاب عن طريق الدوريات، على نحو تام تقريبًا من الشوارع. ولم تعد العديد من النساء في المدن الكبرى الإيرانية يرتدين الحجاب. ويشكو النقاد في إيران من عدم وجود دعم اجتماعي للتشديد الجديد.

ومنذ أكثر من 4 أشهر، يتظاهر الإيرانيون ضد السياسات القمعية التي أدت إلى موجة احتجاجات اندلعت بسبب وفاة الفتاة الكردية الإيرانية، مهسا أميني، في حجز الشرطة منتصف سبتمبر الماضي، بعد أن اعتقلتها شرطة الآداب بزعم انتهاكها قانون الحجاب.

الصين ومنظومة رصد

كشف غضنفر آبادي عن أن القانون الجديدة سيعتمد “منظومة رصد” الذكية، التي ستراقب النساء مثلما تراقب السيارات المخالفة للسرعة وعوامل الأمان. ودافع آبادي عن إصرار النواب على فرض هذا القانون. وذلك رغم تحذيرات من عودة اشتعال غضب الشارع الإيراني، رفضًا لسياسة النظام الحاكم ضد النساء.

وحسب تقرير لموقع وايرد، يلجأ النظام الإيراني إلى التكنولوجيا الصينية لمحاصرة النساء والتضييق عليهن من خلال مراقبة مدى التزامهن بقواعد اللباس المفروض في البلاد. وتعتقل أجهزة الأمن الإيرانية النساء حتى بعد عدة أيام من مخالفتهن لقواعد اللباس، ويجري تتبعهن ورصدهن باستخدام تكنولوجيا التعرف على الوجه الصينية المنشأ.

وأشارت تقارير في نوفمبر 2020، إلى أن الصين زودت إيران بأنظمة “مراقبة جماعية” التي ستغطي غالبية سكان إيران، وجرى وضع ما يقارب 15 مليون نقطة كاميرات مراقبة في أكبر مدن في البلاد. وحسب تقرير نشره موقع أويل برايس فإن أنظمة المراقبة في إيران ستربطها مع خوارزميات نظام المراقبة الصيني، ما يعني أن قاعدة البيانات الإيرانية ستصبح جزءًا من قاعدة البيانات الصينية.

دعوة إلى تجاوز الجمهورية الإسلامية

أعلن المرشح الرئاسي الأسبق، مير حسين موسوي، في بيان له من مقره الإجباري، أن شعار “تطبيق الدستور دون تنازل” الذي رفعه قبل 13 عامًا، لم يعد فعالًا، وطالب بإعداد دستور جديد “لإنقاذ إيران”. وحسب تقرير لموقع فرارو، دعا موسوي إلى صياغة ميثاق جديد “يصوغه ممثلون منتخبون عن الشعب من أي مجموعة عرقية وبأي توجه سياسي وأيديولوجي، ويصادق عليه الشعب في استفتاء حر”.

وحسب البيان، شدد موسوي، على أن الإيرانيين يحتاجون ومستعدون لتحول جذري ترسم خطوطه الأساسية الحركة النظيفة “المرأة، الحياة، الحرية”، وهذه الكلمات الـ3 هي “بذور المستقبل المشرق”.

وكتب موسوي: “لإنقاذ إيران، تلك الأم التي فقدت منها طفلة اسمها (الفرح)، بعيون براقة، وضفائر طويلة بطول الأمنيات. فأي شخص لديه معلومات عنها فليخبرنا. هذه هي معلوماتنا: من جهة الخليج، وعلى الجانب الآخر بحر قزوين”.

مهاجمة المرشح الرئاسي الأسبق

هاجم المحافظون دعوة موسوي وطالبوا الإصلاحيين بالبراءة منه، لأنه يطالب بتجاوز مرحلة الجمهورية الإسلامية التي أتت بها ثورة 1979. فقد شنت صحيفة إيران الرسمية الصادرة عن الحكومة هجومًا حادًا على زعيم الحركة الخضراء، لأنه لم يشجب العنف والجرائم التي ارتكبها مثيرو الشغب (المتظاهرون)، والتي “أودت بحياة عشرات الأفراد من قوات الأمن”، حسب الصحيفة.

وأضافت صحيفة الحكومة الرسمية أن مير حسين موسوي يملك سجلًا أسود في “التمرد على الجمهورية” خلال انتخابات 2009، التي اتهم فيها النظام بتزوير الانتخابات لصالح منافسه المقرب من المرشد خامنئي آنذاك، محمود أحمدي نجاد، مما أدى إلى تظاهر الملايين من أنصاره في العاصمة طهران وعدد من المدن الإيرانية الأخرى. وهو ما شكل الحركة الخضراء للمعارضة الإيرانية.

استمرار الاحتجاجات

شهدت أحياء مختلفة من العاصمة الإيرانية طهران ومدن أخرى في أنحاء البلاد هتافات ليلية، أمس السبت 4 فبراير 2023، رفضًا للنظام والمرشد علي خامنئي، حسب تقرير إيران إنترناشيونال. وفي عدة مناطق من مدينة شيراز، ردد المحتجون شعارات من داخل المنازل والمجمعات السكنية. بالإضافة إلى ترديد هتافات مثل “الموت للدكتاتور”، و”الموت لخامنئي”.

وحسب تقرير موقع روز نو، اعترف عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، محمد رضا باهنر، بأن احتجاجات عام 2022 كانت “أوسع وأعمق” مقارنة بالاحتجاجات السابقة. وأضاف باهنر أن الاحتجاجات قد تبدو أنها انتهت، لكن الحقيقة غير ذلك، والمشكلة لم تحل بعد، مطالبًا بالنظر في مسألة تعديل الدستور والالتفات إلى ضرورة التعددية الحزبية في البرلمان.

تظاهرات مستمرة

تظاهرات في مدينة زاهدان ترفع شعار الموت لخامنئي.

تظاهرات أهالي سنندج اعتراضًا على اعتقال علماء السُنة.

تظاهرات ليلية منزلية في مدينة طهران ترفع شعار الموت للديكتاتور.

ربما يعجبك أيضا