معارك حلب تشتعل من جديد.. ماذا وراء التصعيد المفاجئ؟

محمد النحاس

شهدت سوريا تطورات ميدانية كبيرة خلال الأيام الأخيرة مع احتدام المعارك بين فصائل المعارضة وقوات النظام السوري في مدينة حلب ومحيطها. 

وتمكنت جماعات معارضة مسلحة من التقدم إلى أطراف المدينة في أكبر اختراق ميداني لها منذ سنوات، فيما رد الجيش السوري وحلفاؤه بغارات جوية مكثفة، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا، واحتدمت الاشتباكات اليوم الجمعة 29 نوفمبر 2024، فما تفاصيل الوضع الميداني؟ وما دلالة التصعيد الحالي؟ 

تقدم المعارضة إلى مشارف حلب

حققت فصائل المعارضة المسلحة، بقيادة هيئة تحرير الشام وفصائل مدعومة من تركيا، تقدمًا هو الأكبر منذ سنوات، حيث أعلنت سيطرتها على ثلاث أحياء عند أطراف مدينة حلب. 

ووفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، جاء هذا التقدم بعد تفجير سيارتين مفخختين استهدفتا مواقع للنظام السوري، فيما تشير التقارير إلى سقوط 140 قتيلًا في صفوف المعارضة و87 في صفوف الجيش السوري والمجموعات الموالية له، والمدعومة من إيران.

وأشار المرصد السوري إلى أن المساحة التي سيطرت عليها المعارضة وصلت إلى 250 كيلومترًا.

غارات مكثفة 

رد الجيش السوري وحليفه الروسي بشن غارات جوية مكثفة استهدفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، أبرزها مدينة إدلب التي تعرضت لـ23 غارة يوم الجمعة وحده. 

وأسفرت هذه الضربات عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين، وفق منظمة الخوذ البيضاء، التي وصفت الوضع الإنساني في المنطقة بأنه “كارثي”. 

وأعلنت وسائل إعلام سورية رسمية أن القوات الحكومية تمكنت من صد تقدم المعارضة وكبدتها خسائر فادحة، في حين لم تؤكد المعارضة هذه المزاعم. ونشرت فصائل المعارضة خريطة عبر تطبيق “تليجرام” تحذر السكان في مدينة حلب من مغبة التواجد في مناطق المواجهات، داعية إياهم للانتقال إلى الأحياء الشرقية “لحمايتهم”.

تحذيرات أممية

من جهتها، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء التصعيد العسكري شمال غرب سوريا. 

وقال نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية، ديفيد كاردن: “المدنيون والبنية التحتية المدنية ليسوا أهدافًا ويجب حمايتهم بموجب القانون الإنساني الدولي”. وأضاف أن الهجمات الأخيرة أودت بحياة ما لا يقل عن 27 مدنيًا، بينهم أطفال.

موجات النزوح

أدت الاشتباكات والغارات إلى موجة نزوح ضخمة، حيث فر آلاف المدنيين من ريف حلب الغربي باتجاه مناطق “درع الفرات” التي تسيطر عليها فصائل مدعومة من تركيا.

 وتشير التقارير إلى أن مساحة الأراضي التي سيطرت عليها المعارضة بلغت 250 كيلومترًا مربعًا، مع اقترابها من طريق M5 الاستراتيجي الواصل بين دمشق وحلب.

روسيا وإيران

أكد الكرملين عبر المتحدث باسمه، دميتري بيسكوف، أن روسيا تدعم استعادة الحكومة السورية السيطرة الكاملة على حلب، ووصفت الهجوم بأنه “انتهاك لسيادة سوريا”. 

كما أعرب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، خلال اتصال هاتفي مع نظيره السوري، عن دعم إيران الكامل للنظام في مواجهة ما وصفه بـ”الجماعات الإرهابية”.

لماذا الآن؟

الهجوم الأخير يُعد الأضخم منذ اتفاق وقف إطلاق النار في مارس 2020 بين روسيا وتركيا، ما يثير تساؤلات حول مستقبل الوضع العسكري والسياسي في سوريا.

استغلت فصائل المعارضة السورية الوضع الإقليمي الراهن، فمع انشغال روسيا في حرب أوكرانيا وتقويض مجموعات موالية لإيران خلال التصعيد مع إسرائيل، جاءت الفرصة لشن هجوم مفاجئ.

ربما يعجبك أيضا