«معركة تحت القبة».. ترامب يخشى عرقلة الديمقراطيين

إسراء عبدالمطلب
ترامب

مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يواجه تحديات جديدة قد تعيد إلى الأذهان العقبات التي واجهها خلال ولايته الأولى، خاصة فيما يتعلق بمصادقة مجلس الشيوخ على تعييناته الرئيسة.

ومع سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ بغالبية ضئيلة، تبدو المعركة المقبلة حول تأكيد هذه التعيينات محفوفة بالمخاطر، في ظل احتمالات عرقلة الديمقراطيين.

ترامب يدعو لتجاوز تصويت مجلس الشيوخ

طالب الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، يوم الأحد 10 نوفمبر 2024، المشرعين الجمهوريين بالسماح له باستخدام سلطته الدستورية لتعيين المسؤولين الرئيسيين دون الحاجة إلى تصويت مجلس الشيوخ. هذا الطلب جاء كخطوة لمنع الديمقراطيين من استغلال سلطتهم المحدودة لتعطيل تعييناته.

وقال ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي: “في بعض الأحيان قد يستغرق التصويت عامين أو أكثر. هذا ما فعلوه الديمقراطيون قبل أربع سنوات، ولا يمكننا أن نسمح بحدوث ذلك مرة أخرى”. وأشار إلى ضرورة أن يقبل أي زعيم جمهوري في مجلس الشيوخ فكرة التعيينات خارج الجلسات البرلمانية لضمان سرعة تنفيذ سياساته.

النظام الدستوري وصراع الصلاحيات

بموجب الدستور الأمريكي، يتطلب تعيين المناصب التنفيذية العليا موافقة مجلس الشيوخ من خلال التصويت. ومع ذلك، يمنح الدستور الرئيس سلطة تجاوز المجلس إذا كان في عطلة طويلة. لكن مجلس الشيوخ يلجأ عادة إلى مناورات برلمانية لتجنب هذا السيناريو، ما قد يجعل عملية المصادقة على التعيينات بطيئة ومعقدة.

ورغم استعادة الجمهوريين للأغلبية في مجلس الشيوخ بعد حصولهم على 51 مقعدًا من أصل 100، إلا أن الديمقراطيين لا يزالون قادرين على إبطاء هذه العملية، أعلن أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون الذين يتنافسون على قيادة المجلس، دعمهم لمقترحات ترامب، مؤكدين أهمية تسريع إجراءات الموافقة على التعيينات.

تسريع تعيينات الإدارة الجديدة

قال عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا، ريك سكوت، المدعوم من شخصيات بارزة مثل فيفيك راماسوامي وإيلون ماسك: “أنا موافق 100%. سأفعل أي شيء لكي تحصل ترشيحاتكم على الموافقة في أسرع وقت”.

فيما شدد النائب عن ولاية داكوتا الجنوبية، جون ثون، على أهمية التحرك بسرعة وحسم، قائلاً: “يجب أن نتصرف بحسم لضمان الموافقة على تعيين الأشخاص الذين سماهم الرئيس، وكل الخيارات مطروحة على الطاولة، بما في ذلك تعيينهم خلال العطلات البرلمانية”.

المرشحون لتولي مناصب عليا بإدارة ترامب الثانية 1

ومن جانب آخر، أشار جون كورنين، من ولاية تكساس، إلى أن الديمقراطيين لا يجب أن يُسمح لهم بعرقلة الترشيحات، مضيفًا: “إذا حاولوا ذلك، سنبقى في حالة انعقاد حتى عطلات نهاية الأسبوع إلى أن يستسلموا. والدستور يمنح الرئيس سلطة إجراء التعيينات خلال العطلات”.

المعركة السياسية تحت القبة

يلعب مجلس الشيوخ دورًا حيويًا في المصادقة على التعيينات الرئاسية التي تشمل الوزراء ونوابهم، السفراء، القادة العسكريين، مديري الوكالات الفيدرالية، وقضاة المحكمة العليا. هذه العملية تخضع لتدقيق عبر لجان المجلس قبل التصويت عليها في جلسة عامة.

وقال ترامب: “ينبغي ألا تتم الموافقة على أي قاضٍ قبل أن يختار الجمهوريون زعيمهم ويتولوا مهماتهم في مجلس الشيوخ”.

وفي ظل سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ، تبدو فرص ترامب لتجاوز العراقيل الديمقراطية ممكنة، لكن بقاء الانقسامات السياسية واستمرار المناورات البرلمانية قد يجعل هذه المعركة محورًا رئيسيًا في بداية ولايته الجديدة. تحقيق التوازن بين الصلاحيات الدستورية والسياسة الواقعية سيكون التحدي الأكبر أمام الرئيس المنتخب في مواجهة شبح الماضي.

ربما يعجبك أيضا