معركة رفع سقف الديون.. هل تتخلف أمريكا عن السداد؟

محمد النحاس
مفاوض جمهوري: متطلبات العمل نقطة شائكة في محادثات سقف الديون الأمريكية

هل ينجح الرئيس الأمريكي في رفع سقف الديون أم سيظل مكارثي متعنتًا؟ وما تداعيات القضية على الاقتصاد الأمريكي؟


من المقرر أن يعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، وكبار المشرعين الجمهوريين، مواقفهم أمس الثلاثاء 9 مايو 2023، بشأن رفع سقف الدين الأمريكي.

وتسعى إدارة بايدن والمشرعين الديمقراطيين لرفع سقف الديون البالغة 31.4 تريليون دولار، غير أن المشرعين الجمهوريين يرفضون ذلك، في ظل عجز غير مسبوق يلوح في الأفق إذا لم يتحرك الكونجرس في غضون الأسابيع الـ3 المقبلة.

تخلف عن السداد؟

إذا لم ترفع الولايات المتحدة سقف الديون، سيعني ذلك حتمًا التخلف عن موعد سداد ديونها، وهو الأمر الذي لم يحدث على الإطلاق في تاريخ الولايات المتحدة، حتى عند أسوأ أزمات الركود التي واجهتها، وفقًا لوكالة أنباء رويترز.

وقد يقود التخلف عن السداد إلى ركود اقتصادي عميق، ينعكس بدوره على الاقتصاد العالمي، لأن السندات الأمريكية أحد الركائز الأساسية للنظام المالي العالمي، في وقت لا ينقص دول العالم فيه المزيد من الأزمات التي تتراكم منذ تفشي جائحة كورونا عام 2019، ومن بعده أزمة سلاسل الإمداد، واندلاع الحرب الروسية الأوكرانية التي دخلت عامها الثاني.

اقرأ أيضًا: «بلاك روك»: احتمالات تعرض الاقتصاد الأمريكي للركود مرتفعة

واجب دستوري

يدعو الرئيس الأمريكي المشرعين إلى رفع سقف الديون الوطني، لكن رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي، قال إنّ مجلسه لن يوافق على أي اتفاق لا يخفض الإنفاق على الميزانية العامة، التي قادت إلى تفاقم عجز الميزانية.

وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير، للصحفيين يوم الاثنين، إن بايدن يعتزم أن يقول في الاجتماع: “من واجب الكونجرس الدستوري أن يتصرف لمنع التخلف عن السداد”، مشددةً على أن “الرئيس سيكون واضحًا جدًّا بشأن ذلك”.

اقرأ أيضًا: بايدن سيجري محادثات مع رئيس مجلس النواب بشأن «سقف الدين»

اتهامات متبادلة

يتهم الجمهورين الذين يسيطرون على مجلس النوب بأغلبية بسيطة، إدارة بايدن بـ”التوسع في الإنفاق الحكومي” من أجل مآرب انتخابية، غير أنّ الديمقراطيون في المقابل ينفون عن أنفسهم ذلك، متهمين الحزب الجمهوري بـ”الضغط على الرئيس الأمريكي من أجل تخفيض الإنفاق الحكومي لكي يثير حفيظة الناخب الأمريكي”.

لذلك يمكن القول إن المعركة التي تظهر بشقها السياسي الاقتصادي، لها وجه آخر وهو الشق الانتخابي والحزبي. وعادةً ما كانت معارك سقف الديون تنتهي باتفاق الحزبين في الساعات الأخيرة قبل بلوغ سقف الديون، وبالتالي تجنّب التخلف عن السداد.

وحثت غرفة التجارة الأمريكية، اليوم الثلاثاء، على التوصل إلى اتفاق “سريع” بين الحزبين، حتى “لا تهتز سمعة الولايات المتحدة الأمريكية”.

اقرأ أيضًا: الدولار يقلص مكاسبه مع ترقب اجتماع الاحتياط الفيدرالي

ما تداعيات التخلف عن السداد؟

في عام 2011، قاد الخلاف حول رفع سقف الديون إلى خفض التصنيف الائتماني للبلاد. وحسب رويترز، يحذر بعض المشرعين السابقين من أن القضية هذه المرة أكثر خطورة، بسبب حدة الانقسام واتساع فجوة الرأي بين الجانبين.

وقالت وزيرة الخزانة جانيت يلين، أمس الاثنين، إن الفشل في رفع سقف الدين سيمثل ضربة كبيرة للاقتصاد الأمريكي، وسيضعف الدولار كعملة عالمية، لافتةً إلى فجوة كبيرة بين موقف بايدن وموقف الجمهوريين في ما يتعلق برفع سقف الديون، غير أنها شددت في مقابلة مع قناة “سي إن بي سي” على ضرورة “إجراء نقاش والتوصل إلى تسوية”.

اقرأ أيضًا: وول ستريت تفتح منخفضة وسط قلق بشأن سقف الديون

اقرأ أيضًا: مسؤول بالاحتياط الفيدرالي يكشف تأثير الضغوط المصرفية على الركود

ربما يعجبك أيضا