مع احتدام الحرب.. لماذا يرفض نتنياهو الانتخابات المُبكرة؟

إسراء عبدالمطلب

مع تصاعد الضغوط، يدرس نتنياهو ومساعدوه القريبون الآن ما إذا كانت الانتخابات المبكرة قد تكون أفضل تكتيك بالنسبة له في سعيه لإحكام قبضته على السلطة.


مع دخول العمليات العسكرية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة يومها الـ165، تزايدت الضغوط الداخلية والخارجية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لإجباره على إجراء انتخابات مبكرة.

ورغم رفض نتنياهو لهذه الفكرة منذ السابع من أكتوبر، وفشل جهود الإفراج عن كل الأسرى لدى حماس وتعثر مفاوضات الهدنة حتى الآن، كشفت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ودائرته المقربة بحثوا بالفعل إمكانية الدعوة إلى انتخابات مبكرة.

الحكومة الإسرائيلية تقرر تأجيل الانتخابات المحلية إلى فبراير المقبل | القاهرة الاخبارية

ضربة قوية لنتنياهو

حسب بوليتيكو، فإنه “مع تصاعد الضغوط، يدرس نتنياهو ومساعدوه القريبون الآن ما إذا كانت الانتخابات المبكرة قد تكون أفضل تكتيك له لإحكام قبضته على السلطة”. ومع ذلك، يعتقد سياسيون ومراقبون أن نتنياهو ليس بوسعه الآن الدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة، التي حال حدوثها ستكون “ضربة قوية” للائتلاف الحكومي الحالي، بعد تراجع مؤشرات تأييده لدى المجتمع الإسرائيلي منذ هجوم 7 أكتوبر.

ونقلت بوليتيكو عن أحد مساعدي نتنياهو، الذي لم تكشف هويته، أن الحديث كان عن خيار الانتخابات المبكرة لأول مرة في جلسات استراتيجية منتظمة خلال ديسمبر الماضي، حتى قبل دعوة الوزير في حكومة الحرب الحالية رئيس الأركان الأسبق، جادي أيزنكوت، إلى إجراء انتخابات قريبة “من أجل استعادة ثقة المواطنين في الحكومة بعد هجمات السابع من أكتوبر”.

انتخابات مبكرة

أشار زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي، تشاك شومر، إلى ضرورة إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل، معتبرًا إياها الطريقة الوحيدة لإفساح المجال أمام عملية اتخاذ قرار سليمة ومفتوحة بشأن مستقبل البلاد، في وقت فقد به الكثير من الإسرائيليين ثقتهم برؤية حكومتهم وإدارتها.

وبعث رئيس الوزراء الأسبق، إيهود أولمرت، رسالة إلى شومر، أشاد فيها بخطابه الذي دعا فيه إسرائيل إلى إجراء انتخابات مبكرة، معتبرًا أن نتنياهو “لا يستحق المسؤوليات الملقاة على عاتقه”. وسرعان ما انتقد نتنياهو تلك التصريحات، قائلًا في تصريحات لـ”شبكة سي إن إن”، إن تصريحات شومر غير ملائمة على الإطلاق.

بديل نتنياهو

أشار نتنياهو إلى أن “إجراء الانتخابات من عدمه في إسرائيل قرار للحكومة تقوم به من تلقاء نفسها”، معتبرًا أنه “من غير المناسب محاولة استبدال القيادة المنتخبة.. فإذا أجرينا انتخابات الآن قبل تحقيق النصر في الحرب، سيكون لدينا 6 أشهر على الأقل من الشلل الوطني”.

واعتبرت الصحيفة الأمريكية تصريحات زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي مؤشرًا آخر على إحباط الديمقراطيين الأمريكيين، لأنهم يخشون أن تؤدي الحرب في غزة وما يترتب عليها من ارتفاع في عدد القتلى المدنيين، إلى خسارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أصوات الناخبين الشباب في نوفمبر المقبل.

وكشف استطلاع رأي أجرته القناة 12 الإسرائيلية، في فبراير الماضي، عن أن 51% من الإسرائيليين يؤيدون الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل، كما أشار إلى أن 43% يعتبرون زعيم حزب الوحدة الوطنية عضو حكومة الحرب بيني جانتس الأنسب لرئاسة الحكومة، مقابل 27% لنتنياهو.

أسباب رفض نتنياهو للانتخابات المبكرة

من جهته، قال المحلل المختص بالشأن الإسرائيلي، غسان محمد، في تصريحات لـ شبكة سكاي نيوز، إن رفض نتنياهو لاجراء انتخابات مبكرة، يرجع إلى 3 أسباب رئيسية وهي:

  1. استطلاعات الرأي في إسرائيل تشير إلى تراجع شعبية نتنياهو مقابل خصمه جانتس.
  2. سيظهر نتنياهو وكأنه رضخ للضغوط الأمريكية على ضوء تصريحات شومر، الذي دعا إلى إجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل، واصفًا نتنياهو بأنه عقبة في طريق السلام.
  3. نتنياهو يعرف مسبقًا أن نتائج الانتخابات في الظروف الحالية لن تكون في صالحه ولا في صالح حزبه الليكود، وبالتالي ستكون بمثابة “خطوة انتحارية” ستكلفه ثمنًا سياسيًا باهظًا في ظل فشل الحرب على غزة، من دون تحقيق نتائج مباشرة.

ربما يعجبك أيضا