وسط ما تواجهه روسيا من صعوبة في حربها ضد أوكرانيا، تعود للاهتمام بمنطقة جنوب القوقاز، من أجل التحكم في ممرات نقل التجارة بين الشرق والغرب، وكذلك الضغط على إيران وأرمينيا للحفاظ على عدم ابتعادهما عنها.
تزامنًا مع إشارات إيجابية بين إيران وأوروبا حول العودة للاتفاق النووي، توترت العلاقة بين طهران وموسكو على خلفية تصريحات المسؤولين الروس حول الحدود بين أذربيجان وأرمينيا.
وأشارت تقارير إلى أن التصريحات الروسية هدفها الضغط على أرمينيا التي بدأت تتقارب مع دول أوروبية، وكذلك الضغط على إيران خشيةً من توصلها لاتفاق مع القوى الغربية بعيدًا عن روسيا، خاصة أن الحكومة الإيرانية الجديدة برئاسة مسعود بزشكيان عازمة على إدارة علاقات بلادها مع الغرب من أجل رفع العقوبات.
قلق روسي
لدى موسكو مخاوف من سلوك طهران مع وصول حكومة إصلاحية في إيران برئاسة مسعود بزشكيان، بالإضافة إلى عمل مهندسي الاتفاق النووي، محمد جواد ظريف وعباس عراقجي ضمن هذه الحكومة.
وكانت روسيا عبرت عن مخاوفها تلك بتعليق العمل بالاتفاقية الاستراتيجية مع إيران قبل وصول تلك الحكومة الجديدة.
فقد شعرت روسيا أن طهران بقيادة وزير الخارجية، عباس عراقجي، وتولى محمد جواد ظريف منصب مستشار الرئيس الإيراني، فإنها ترغب في خلق نوع من التوازن في العلاقات بين الشرق والغرب، خاصة أن إيران قد قدمت وجوهًا تجيد فن التفاوض مع الأطراف الغربية.
ولذلك فإن روسيا وسط صعوبة ما تواجهه في حربها ضد أوكرانيا، تعود للاهتمام بمنطقة جنوب القوقاز، من أجل التحكم في ممرات الطريق الأوسط الذي ينقل التجارة بين الشرق والغرب. وكذلك الضغط على إيران وأرمينيا للحفاظ على عدم ابتعادهما عن موسكو.
علاقة غير استراتيجية
خبير الشؤون الدولية، عبد الرضا فرجي راد في صحيفة آرمان ملي، اليوم الاثنين 9 سبتمبر 2024، قال إن الحديث عن علاقة إيران بروسيا قد انتقل إلى المستوى الشعبي، وبات هناك حديث بين المواطنين عن جدوى تلك العلاقة وتقييمها.
وأوضح فرجي راد، أن “روسيا جارة إيران وينبغي أن تكون لدينا علاقة جيدة ومعها، والتعاون الاقتصادي معها أيضًا ليس سيئا، لكن توقع الكثير منها ليس بالأمر الإيجابي”.
وأضاف الخبير الإيراني: “المواقف الروسية مع إيران، تثبت أن من يقول إن العلاقة بين إيران وروسيا استراتيجية مخطئ، وأن إيران ليس لديها علاقة استراتيجية مع روسيا”. في إشارة منه إلى إدارة موسكو لمصالحها الخارجية على حساب المصالح الإيرانية مثل تصريحاتها حول ممر زنكزور.
ضغط على إيران
اعتبر الكاتب في صحيفة آرمان ملي الإصلاحية، أن روسيا تضغط على أرمينيا بسبب تقاربها مع الأوروبيين بعد حربها مع أذربيجان، وإعلانها تعليق عضويتها في معاهدة الأمن الجماعي التي تقودها روسيا التي لم تساندها في تلك الحرب.
وبالنسبة لإيران، فإن “الروس منزعجون من تشكيل الحكومة الجديدة في إيران التي خطتها رفع العقوبات الغربية عنها”. وهذا يعني الحوار مع القوى الغربية والاتفاق معها وترك روسيا وحدها أمام عقوبات الغرب.
علاقة غير متكافئة
في صحيفة عالم الاقتصاد، اليوم الاثنين، كتب الخبير الاقتصادي، بویا جبل عاملی، أن تفوق الصينين والروس، جعلهم يضعون إيران لاعبًا في خطتهم لصالح أهدافهم ومصالحهم، ما أوجد علاقة غير متكافئة.
وأشار الكاتب الإيراني إلى أن “هناك عودة للحرب الباردة بين الشرق والغرب، والحروب التجارية دليل على ذلك، فقد هبطت تجارة الصين مع الولايات المتحدة الأمريكية خلال ولاية الرئيس الأمريكي، جو بايدن”.
وأضاف جبل عامي، أن العقوبات الغربية على إيران هي نتيجة هذه الحرب، وإن بلد مثل روسيا لا تريد أن تنافسها إيران في أسواق الطاقة.
اتفاق بدون روسيا والصين
نشرت مجلة أوراسيا ريفيو، 2 سبتمبر الجاري، أن الحكومة الإيرانية الجديدة تعمل على التفاوض مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية والأوروبيين من أجل إنهاء العقوبات على إيران. لأن ذلك أمر ضروري لتسريع عجلة الاقتصاد وحل أزماتها الداخلية والخارجية.
وأوضح تقرير الصحيفة أن الاتفاق النووي مثقل بمطالب روسيا والصين، وأن القوى الغربية تريد الاتفاق مع إيران بعيدًا عن كلا البلدين، خاصة أن الحرب في أوكرانيا، حقيقة جيوسياسية تسببت في انهيار العلاقة بين الغرب وروسيا.
يذكر أن روسيا والصين عضوان في الاتفاق النووي بموجب مجموعة التفاوض الدولية مع إيران 5+1 (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا، الصين + ألمانيا) الدول الأعضاء في مجلس الأمن.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1974313