مع تقدم كييف في هجومها المضاد.. ماذا ينتظر القوات الأوكرانية؟

محمد النحاس

تكافح أوكرانيا للمضي قدمًا في هجومها المضاد ضد القوات الروسية.. هل تنجح؟


لأشهر ظل الهجوم الأوكراني المضاد يعاني صعوبات لافتة، لكن الأسبوع الماضي بدا أن المعادلة بدأت في التغير.

وأقامت القوات الروسية على مدار أشهر عدة مستويات من خطوط الدفاع الحصينة بغرض عرقلة الهجوم المضاد الأوكراني قبل أن يبدأ، ومع بدء هجوم القوات الأوكرانية اتضح مدى متانة الدفاعات الروسية، مع بطء تقدم الأوكرانيين، فهل يؤتي الهجوم المضاد ثماره؟

تقدم طفيف للهجوم “البطيء”

بعد أشهر من الحديث عن بطء وتيرة الهجوم المضاد الأوكراني، تحدثت الولايات المتحدة عن تقدم أوكراني خاصةً جنوبًا، في منطقة  زابوريجيا، وذلك وفق ما نقل تقرير لوول ستريت جورنال السبت 2 سبتمبر 2023، وبحسب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، فقد بات هذا التقدم ملحوظًا.

وفي تصريحات أدلى بها كيربي يوم الجمعة للصحفيين، فإن “الولايات المتحدة تلاحظ تقدم القوات الأوكرانية على مدار الأيام الـ3 الماضية”، مشيرًا إلى أن هذا التقدم “تمكنت القوات الأوكرانية من إحرازه جنوب الجبهة”.

مكاسب أسرع

يرى المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أن “أي مراقب موضوعي للهجوم المضاد، لا يمكنه إنكار أنهم (الأوكرانيين) أحرزوا تقدمًا”، مستدركًا بأن القوات ما زال أمامها معارك ضارية للتقدم جنوبًا، فيما تركز واشنطن على التأكد من استعدادهم للمضي قدمًا.

من جانبه، قال الجنرال أولكسندر تارنافسكي الذي يقود الهجوم المضاد الجنوبي، إن القوات الأوكرانية اخترقت الخط الدفاعي الأول لروسيا بالقرب من زابوريجيا. وذلك بعد أسابيع من عمليات إزالة الألغام، متوقعًا تحقيق مكاسب أسرع مع ضغطها على الخط الثاني الأضعف ووفق المسؤول العسكري الأوكراني فإن قوات بلاده الآن بين خطي الدفاع الأول والثاني”، حسب ما نقلت صحيفة الجارديان عن وسائل إعلام أوكرانية محلية.

مصاعب كبيرة تنتظر القوات الأوكرانية

مع ذلك فإن ساحة المعركة جنوبًا ليست ممهدة بتاتًا، فقد أوضح تحليل الخرائط مفتوحة المصدر عبر الشبكة العنكبوتية والتي جمعها محللي البيانات الاستخبارية، سبب بطء الهجوم المضاد، والعقبات التي تكمن للقوات الأوكرانية العازمة على المضي قدمًا.

بالإضافة إلى ذلك فقد خط دفاعي آخر سميك ويعمل على الروس على إضافة مزيد من التحصينات إليه، حسب تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.

ما هدف الهجوم المضاد؟

على مدار الأشهر الـ3  الماضية منذ بدء الهجوم في يونيو، كان محور العمليات الأوكرانية الرئيس في كييف هو المنطقة الواقعة جنوب أوريكيف، والتي توفر بدورها الطريق الأقصر تجاه بحر آزوف، الذي يوفر الهدف النهائي لهجوم كييف المضاد، وفق وول ستريت جورنال.

في المقابل، عززت روسيا المنطقة بالخنادق المضادة للدبابات والحواجز الخرسانية التي تسمى أسنان التنين (وهي عبارة عن كتل خرسانية هرمية مصممة لتوجيه الدبابات والمدرعات الأوكرانية إلى مناطق يمكن استهدافها فيها) والخنادق لحماية مواقعها وإبطاء تقدم أوكرانيا، عبر عدة طبقات من الدفاعات في 3 خطوط دفاع، يصل طول بعضها إلى 16 كيلومترًا.

تغير في تكتيك الهجوم

أمضت القوات الأوكرانية أسابيع في محاولة تطهير المواقع الروسية في المنطقة الأمنية الأمامية في هجمات متتالية كبيرة عبر مركبات مدرعة، وتكبدت خسائر فادحة فيما أحرزت تقدم محدود، في نهاية المطاف تحولت إلى الهجوم عن طريق المشاة عبر وحدات صغير.

وفي يوليو، ومع اندفاع القوات الأوكرانية، تمكنت القوات الأوكرانية من خلال تكثيف الهجمات في نطاق أضيق من تحقيق دفعة مكنتها من السيطرة. بحلول شهر أغسطس اندفعت القوات الأوكرانية نحو خطوط الدفاع الأكثر تحصينًا، والتي تتكون من عدة مستويات، لكنها كانت عرضة لنيران القوات الروسية المتمركزة على المرتفعات المقابلة.

خطوط دفاع حصينة

يتكون خط الدفاع الروسي الرئيس من مجموعة من العوائق متعددة المستويات، بما في ذلك خنادق مضادة للدبات، ودفاعات “أسنان التنين”، وحقول ألغام كبيرة. وخلف الخط الرئيسي يوجد خط دفاعي روسي ثانوي يتكون من مجموعة من الخنادق الداعمة والخنادق المضادة للدبابات ومناطق فاصلة يواصل الروس توسيع مداها.

وفي المقابل تسعى أوكرانيا لاختراق كل ذلك حتى يسمح لها بالمضي قدمًا السيطرة على الأراضي في ما وراء ذلك، ويتضح مما سلف مدى صعوبة المهمة، التي وإن كانت أوكرانيا قد أمضت أشهرًا في الإعداد لها، فإن الروس في المقابل استغلوا هذا الوقت لتحصين دفاعاتهم.

اقرأ أيضًا| رغم الاعتراف الأمريكي بتقدمها.. أوكرانيا تخشى تراجع الدعم الغربي

اقرأ أيضًا|بعد أشهر من التعثر.. أوكرانيا تخترق خط دفاع روسيًّا رئيسًا

ربما يعجبك أيضا