مع عودة ترامب.. جنرالات البنتاجون يخشون «قانون الغاب»

عبدالمقصود علي
ترامب

أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، تعيين المذيع السابق في “فوكس نيوز” والمحارب القديم بيت هيجسيث وزيرًا للدفاع، ما أثار موجة من ردود الفعل الغاضبة والمخاوف العميقة بين صفوف كبار القادة العسكريين الحاليين والسابقين، الذين خدموا تحت إدارتي ترامب وبايدن على حد سواء.

وفقًا لما ذكرته شبكة “سي إن إن” الأمريكية، ، اليوم الخميس 14 نوفمبر 2024، فإن هناك مخاوف بين القادة العسكريين تجاوزت شخص “هيجسيث” نفسه، لتصل إلى قلق عميق من رؤية ترامب الشاملة للسياسة الخارجية الأمريكية، فخلال دقائق من إعلان التعيين، بدأ كبار القادة العسكريين في التواصل مع معدي التقرير، معبرين عن مخاوفهم العميقة.

تداعيات محتملة

الشبكة نقلت تصريحًا لجنرال متقاعد قال فيه، تعليقًا على تعيين “هيجسيث”: “لا توجد خبرة جدية في إدارة البنتاجون أو عمليات الأمن القومي، لكنني أحاول الاحتفاظ بعقل متفتح وآمل أن تحسن الأفكار الجديدة الأمور التي تصبح راكدة في بعض الأحيان”.

وحللت “سي إن إن” التداعيات المحتملة لسياسات ترامب على الأمن العالمي، فوفقًا لجون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق لترامب، قد تكون أوكرانيا أول المتضررين.

ونقلت الشبكة الإخبارية عن بولتون قوله: “لو كنت أوكرانيا، لكنت قلقًا للغاية، لأنه إذا كان كل شيء قابلًا للتفاوض، فما المانع من التنازل عن 10% إضافية من الأراضي الأوكرانية إذا كان ذلك سيجلب السلام؟”.

الانسحاب من الناتو

القلق يمتد إلى حلف الناتو، إذ كشفت “سي إن إن” عن أن العديد من مستشاري ترامب يعتقدون أنه قد يحاول الانسحاب من الحلف، أو على الأقل التلويح بعدم الالتزام بالمادة الخامسة التي تلزم الأعضاء بالدفاع عن بعضهم البعض عسكريًا، وربطوا هذا التوجه بتصريح لترامب في فبراير الماضي بأن روسيا يمكنها أن “تفعل ما تشاء” بالدول الأعضاء في الناتو التي لا تدفع نصيبها.

كما لفتت إلى مخاوف عميقة لدى القادة العسكريين والدبلوماسيين في أوروبا وآسيا من نتيجة غير مقصودة لسياسات ترامب المحتملة، فمع تراجع الضمانات الأمنية الأمريكية، قد تقرر دول في آسيا وأوروبا تطوير أسلحة نووية خاصة بها، لتعويض فقدان المظلة النووية الأمريكية.

سباق التسلح النووي

وهذا بدوره قد يدفع روسيا والصين إلى توسيع ترسانتهما النووية للحفاظ على قدرات الردع، كما قد تنضم دول أخرى في كل منطقة إلى سباق التسلح النووي.

وتنقل الشبكة الإخبارية عن الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق، تحذيره من أن انهيار النظام الدولي الحالي سيؤدي إلى مضاعفة ميزانيات الدفاع “لأن العالم سيعود إلى قانون الغاب حيث لن يبقى سوى الأقوى، وسيصبح عالمًا يأكل فيه القوي الضعيف”.

ربما يعجبك أيضا