كادت “شعرة معاوية” التي تربط العلاقة بين طهران والقوى الغربية أن تنقطع بعد قرار مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي وضع البرنامج النووي الإيراني تحت المراقبة والتقييم حتى مارس المقبل.
ثم جاء اجتماع جنيف المقرر الجمعة 29 نوفمبر، ليعيد قطار المفاوضات النووية لاستئناف رحلته إلى محطة جديدة بعد أن توقف منذ انشغال إيران وأوروبا والولايات المتحدة بالحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
لقاء الجمعة
حسب تقرير وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (ارنا) أمس الاثنين 25 نوفمبر 2024، فإن نائب مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا، سيلتقي مع نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، مجيد تخت روانجي، لبحث القضايا الخلافية في جنيف، الخميس القادم.
وأضافت ارنا، أنه حسب الجدول المعلن، فإن المسؤول الإيراني سيلتقي مع نظرائه من الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا)، في جنيف السويسرية، الجمعة القادمة. وأنه سيتم في هذه الجولة من المحادثات المقررة منذ اجتماع نيويورك، مناقشة مجموعة من القضايا الإقليمية والدولية، بما في ذلك قضية فلسطين ولبنان، فضلًا عن القضية النووية.
تجنبًا لآلية الزناد
تقلق إيران من التقارير السلبية لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد برنامجها النووي، وهو ما يساعد الترويكا الأوروبية التي هي ضمن مجموعة 5+1 الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران عام 2015م، في إطلاق آلية الزناد على ذلك الاتفاق. ما يعني نهايته وعودة ملف إيران إلى مجلس الأمن تمهيدًا لإعادة فرض العقوبات الدولية عليها.
وتمثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ذراع لمجلس المحافظين الذي يتابع تقاريرها، ومجلس الأمن الدولي، وهو ما يثير قلق إيران من اتخاذ موقف دولي ضد برنامجها النووي، خاصة أن حلفاءها روسيا والصين لم يستطيعوا منع التصويت على القرار الذي اقترحته الترويكا الأوروبية ضد نشاطها النووي.
غياب واشنطن
غادرت الولايات المتحدة الأمريكية الاتفاق النووي في عهد ولاية الرئيس ترامب عام 2018م، ولذلك أعلنت الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة لن تشارك في مفاوضات الترويكا الأوروبية وإيران.
وأوضح المتحدث الرسمي، ماثيو ميلر خلال مؤتمره الصحفي، أمس الاثنين: “ننسق جهودنا بشكل وثيق مع الشركاء من الترويكا، فيما يخص تنفيذ إيران لالتزاماتها بشكل كامل في مجال الطاقة الذرية ومحاسبتها على عدم تنفيذها.
تلويح بالتصعيد
يطالب المتشددون في إيران باتخاذ سياسة تصعيدية في مواجهة السلوك الغربي ضد إيران، فحسب وكالة مهر، أمس الاثنين، صرح المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان، إبراهيم رضائي، انه يجب التعامل مع قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من موقف القوة. موضحًا أن الخروج من معاهدة حظر الانتشار النووي أحد طرق التعامل الغرب.
وأضاف رضائي: “إن تطوير الأنشطة النووية، وتغيير العقيدة الدفاعية للبلاد، والحد من عمليات التفتيش التي تجريها الوكالة للبلاد، وزيادة قدرة التخصيب، ومراجعة سياساتنا فيما يتعلق بقضايا مثل الحرب في أوكرانيا، يمكن أن تكون على جدول الأعمال”.
وهو ما يشير إلى أن طهران قد تلجأ إلى التصعيد النووي بالخروج من معاهدة حظر الانتشار النووي الذي ما أعاد فرض العقوبات الدولية عليها، وهي مرحلة أخيرة من سياسة خفض الالتزام النووي التي تمارسها إيران في مواجهة عدم التزام الغرب بالاتفاق النووي المبرم معها.
تحذر من التصعيد
حذرت صحيفة جوان الإيرانية، اليوم الثلاثاء 26 نوفمبر2024، من اتخاذ خطوات تصعيدية ضد الغرب خلال هذه الأيام. معتبرة أن المواجهة التي خاضتها طهران ضد القوى الغربية على مدار أربعة عقود لم تأت إلا بالعقوبات وسوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
وحذرت الصحيفة الأصوات المتطرفة من المطالبة بالتصعيد إلى درجة امتلاك السلاح النووي، قائلة: “أن أمريكا وإسرائيل أبلغتا إنجلترا وفرنسا مرات عديدة في الآونة الأخيرة أنهما لن تسمحا لإيران بالحصول على الأسلحة النووية”.
وأضافت الصحيفة: “إن أي عمل يزيد من مستوى التوتر ويؤدي إلى حرب محتملة سيكون مكلفًا وخطيرًا ويجب تجنبه. وإذا كانت إيران على خلاف مع أوروبا وأمريكا وإسرائيل، فلابد من اختيار الدبلوماسية والتسوية، وهي الأسلحة الأكثر نجاعةً. فإن الأشخاص الذين يعانون من الفقر وأولويتهم هي توفير سبل العيش، فإن المسألة النووية والتواجد في غزة ولبنان والصراع ليس مهما بالنسبة لهم”.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2057816