كشفت تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن خطة طهران للتعامل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرد على رسالته، هي المضي في مفاوضات غير مباشرة.
وإن كان المسؤولون في إيران يعتقدون أن هذا حل تكتيكي إلى حين بناء الثقة بين الطرفين، خاصة أن طهران ترفض الجلوس على طاولة المفاوضات تحت وطأة العقوبات والتهديد العسكري، لكن الداخل الإيراني ينتظر من هذه المفاوضات حل سريع لأزماتها الاقتصادية في ظل ارتفاع مستوى التضخم وغلاء الأسعار.

حسين موسويان
تكرار الفشل
الدبلوماسي الإيراني الشهير، حسين موسويان، انتقد السياسة التي أعلن عنها الوزير عراقجي، وكتب على منصة إكس، تحت عنوان “استراتيجية الصفقة دون تفاوض”، أن المفاوضات غير المباشرة هي تكرار للفشل الذي حدث في مرات سابقة، لأنها تعتمد على وسطاء وبالتالي لن يتم الوصول إلى نتيجة ثابتة.
وأوضح موسويان أن المفاوضات المباشرة في عهد الرئيس الإيراني السابق، حسن روحاني خلال ولاية إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، هي التي تم التوصل خلالها إلى إتفاق ملموس في 2015، أما المفاوضات التي جرت بعد ذلك في عهد ترامب أو بايدن، لم تصل إلى أية نتائج مستقرة، وحذر من أن التجربة التي فشلت في السابق لا ينبغي تكرارها، واختتم حديثه بتأكيد أن الولايات المتحدة إذا كانت تنوي تقديم تنازلات كبيرة فإنها لن تقدمها للوسطاء.

روحاني
التعامل مع ترامب صعب
حسب تقرير صحيفة “شرق” الإيرانية، قال الرئيس الإيراني الأسبق، حسن روحاني، إن “التعامل مع ترامب معقد وصعب”، مؤكدًا في الوقت نفسه أن حل المشاكل الاقتصادية والعقوبات يتطلب التفاهم مع العالم.
وأشار الرئيس عهد إقرار الاتفاق النووي، إلى أنه حتى يتم رفع العقوبات، لن يتم حل المشاكل الاقتصادية وستظل حياة الناس صعبة، مشيرًا إلى أن طهران تواجه مشاكل حتى في التعاملات مع الدول المجاورة مثل العراق، واشتكى من تجاهل القضايا الأساسية مثل مجموعة العمل المالي (فاتف) لإخراج إيران من القائمة السوداء لمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.
وفيما يتعلق بالوساطة الروسية بين إيران والولايات المتحدة، أقر روحاني بأن هذه القضية أثيرت مع فلاديمير بوتين عدة مرات في الماضي، لكن لم يتم التوصل إلى نتائج، وأكد الرئيس الأسبق، أن الحفاظ على البلاد والشعب والممتلكات الوطنية أمر مهم للغاية بالنسبة لإيران، ويجب رسم مستقبل مشرق للشعب لإزالة الغموض وعدم اليقين.

دونالد ترامب يغادر الاتفاق النووي في 2018
وضع مختلف
أشار تقرير صحيفة “شرق”، إلى أن إيران تواجه الآن وضعًا جديدًا يحدُ من خياراتها، حيث سوء الأوضاع الداخلية والأزمات الاقتصادية، خاصة بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي والعقوبات واسعة النطاق في عهد بايدن وإحياء حملة الضغط الأقصى خلال الأسابيع الماضية في عهد ترامب، فضلًا عن التطورات الإقليمية بعد طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2024، والضغوط الأوروبية عليها بعد حرب أوكرانيا.
وتابعت الصحيفة الإصلاحية، إن السياسات الإقليمية الإيرانية تتأثر الآن بالتغيّرات الجيوسياسية العالمية، ويجب على إيران أن تقيّم بعناية كيف يمكنها متابعة مصالحها الوطنية في هذا الوضع الجديد، وتشير الظروف الداخلية والضغوط الاقتصادية التي تواجهها إيران أيضًا إلى أن الوقت ينفد أمام حل الأزمات من خلال الدبلوماسية البطيئة والمستهلكة للوقت.

حسن بهشتي بور
لا حرب واسعة
استبعد الخبير الإيراني، حسن بهشتي بور، في صحيفة “اعتماد”، أن يصل مستوى التوتر بين واشنطن وطهران إلى حرب عسكرية بين البلدين، وقال: “احتمال ضئيل، ترامب دائمًا ينتقد سلوك وسياسات الإدارات السابقة في الولايات المتحدة مع أزمات الشرق الأوسط، مدعيًا أن أيًا منها لم يكن لديه ولا يزال عذر مقبول لإنفاق أكثر من 2 تريليون دولار على الحرب في العراق وأفغانستان وغيرهما من الصراعات في المنطقة”.
وأشار بهشتي بور أيضًا إلى نوع المواجهة والاستراتيجية التي ينوي ترامب اتباعها في مواجهة إيران، قائلًا: “بعد فترة من عودته إلى البيت الأبيض، أصدر ترامب مذكرة رئاسية تأمر بإحياء سياسة الضغط الأقصى ضد إيران، وما زال يحاول تنفيذ الشروط التي أراد تحقيقها في ولايته الأولى من خلال ممارسة الضغط الاقتصادي وشن حرب إعلامية وتأجيج الحرب النفسية ضد إيران”.
وأشار إلى أن ترامب اتبع نفس نهج الحرب النفسية وتأجيج الأجواء الإعلامية خلال حرب غزة، وقال: “لقد شهدنا كيف حاول ترامب تهديد حماس وهددهم بأنه إذا لم يستجيبوا لمطالبه سيحول غزة إلى جحيم. وهي ممارسة اعتمدها الآن تجاه إيران أيضًا، ويريد فرض إرادته عليها من خلال خلق حرب نفسية”.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2174946