قال مفتي مصر، الدكتور شوقي علام، إنَّ ما صدر عن المجمع الفقهي الإسلامي من قرارات وتوصيات وبحوث ودراسات لدليل قاطع على أن المجمع الفقهي الإسلامي قد سار قُدمًا في طريق التجديد بخُطًى واسعة.
وأضاف علام، في كلمته باجتماع مجلس المجمع الفقهي الإسلامي، في دورته الـ23 في الرياض، اليوم السبت 20 أبريل 2024، أن المجمع قدَّم الكثير من الجهود من أجل تفعيل دَور الفقه في حياتنا المعاصرة في كافة جوانبها الاقتصادية والطبية والاجتماعية.
لا يمكن الاستغناء عنه
وقال مفتي الديار المصرية إن المجمع أنتج من البحوث المؤصلة والأبحاث المعمقة والدراسات الدقيقة التي تجمع بين التأصيل الفقهي بمقاصده العليا وقواعده الكلية وضوابطه المحكمة، وبين مراعاة الواقع بكافة علومه وتفاصيله في شتى هذه المجالات، حتى أصبحت هذه الدراسات العلمية نموذجًا يُقتدى به وأسلوبًا متَّبعًا في كافة المؤسسات العلمية.
وأضاف أن الاجتهاد الجماعي من الناحية الواقعية أصبح مبدأً لا يمكن الاستغناء عنه، ولا يسعنا والأمة تمر بظروف عصيبة أن تتنكَّب الطريق إليه، فهو من الرحمة العامة لمسلمي العالم، بل وللعالم كله الذي اتَّسعت رقعته وتكاثرت نوازله وتعقدت مشاكله وتشابكت قضاياه.
مد جسور الثقة والتعاون
أوضح مفتي مصر أن الاكتفاء بالاجتهاد الفردي والاعتماد عليه وحده أصبح أمرًا عسيرًا، مهما اتسع علم علمائنا الأجلاء، بيد أن هذا الواقع بهذه التعقيدات يوجب تضافر جهود العلماء والباحثين في شتى التخصصات للوصول إلى ما يغلب على الظن أنه حكم الله تعالى بعدما استفرغ أهل العلم وُسعهم في توصيف الواقع وتنزيل الأحكام الشرعية على هذا الواقع.
وقال: “إنني من واقع تخصصي وتجربتي وخبرتي في مجال الفقه والإفتاء وتولِّي سدَّة دار الإفتاء المصرية العريقة، ومن منطلق مسؤوليتي عن مؤسسة الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم أرى أن من الأهمية بمكان أن نعمل على التعاون والتواصل من أجل جمع كلمة المسلمين وتوحيد الرؤى”.
وتابع: “إن توحيد الأفكار الكلية المحققة لمقاصد الشريعة الإسلامية والعمل على مد جسور الثقة والتعاون بين كافة المؤسسات العاملة في مجال الفقه والإفتاء أصبح ضرورة يمليها علينا جميعًا هذا الواقعُ المتسارع، مع التسليم بمشروعية الاختلاف والتنوع الفقهي الاجتهادي الذي يُثري مسيرة الفقه الإسلامي وينمِّيها”.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1824244