مفتي مصر: المقاصد الشرعية والوطنية متشابكة ومترابطة وليست متناقضة

د. شوقي علام: هناك توأمة بين العلم والدين.. والنصوص الشرعية تحثنا على إعمال العقل والتدبر

بسام عباس
اسأل المفتي - مفتي مصر

قال مفتي مصر، الدكتور شوقي علام، إن المقاصد الشرعية والوطنية متشابكة ومترابطة، فالفرد عندما يكون ملتزمًا بالقيم الإسلامية والأخلاق الحميدة، سيكون مواطنًا حسنًا ومسؤولًا في المجتمع.

وأضاف أن هذا يؤدي بدوره إلى تعزيز استقرار الوطن وتقدمه، فالمقاصد الشرعية والوطنية ليست متناقضة، بل هي متجانسة وتتعاضد لتحقيق الخير والازدهار في المجتمع.

توأمة العلم والدين

أوضح مفتي الديار المصرية أن الإسلام أتى لبناء الإنسان وتطويره في كل جوانب حياته، ليصبح قائمًا بواجبه التكليفي في الدنيا، بأن يؤمن بالله ويعبده ويزكي نفسه ويتحلى بالفضائل والأخلاق الحميدة، وهذه المقاصد الشرعية عندما تتحقق في الفرد، فإنها تعود بالنفع والمصلحة على المجتمع والوطن بأكمله.

وأضاف، خلال برنامج “اسأل المفتي“، على فضائية صدى البلد، اليوم الجمعة 17 مايو 2024، أن هناك توأمة بين العلم والدين، فالنصوص الشرعية من الكتاب والسنة تحدثنا وتحثنا على إعمال العقل والتدبر والتفكر والبحث، فطلب العلم بكافة تخصصاته من ضمن التكليفات الشرعية بل يُعد من فروض الكفاية في الشرع الشريف.

وشدد على أنَّه عندما نعمِّق النظر في مكونات الفتوى نجدها تتكون من جملة من العناصر المتكاملة والتساؤلات التي جاءت الفتوى لتجيب عنها، وهذا لا يأتي بشكل رشيد إلا إذا كان هناك وعي وإلمام واطلاع وتشابك مع العلوم الأخرى المختلفة، فالعلم يحتلُّ مكانةً عظيمةً وقيمةً كبيرة في منظومةِ القيمِ الإسلامية، ففهم الدين لا يكون إلَّا بالعلم.

حب الوطن

أشار الدكتور شوقي علام إلى ضرورة المحافظة على المقاصد الشرعية، التي تبحث في المقصود من أوامر الشرع الشريف ونواهيه، وكذلك المقاصد الوطنية التي تهدف لحب الوطن، والذي هو غريزة فطرية عند الإنسان السوي، وهو أمر مفتقد عند أهل التطرف والإرهاب الذين يسعون إلى نزع هذه الغريزة الفطريَّة عن الإنسان.

وأضاف أنَّ حبَّ الوطن متأصل عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهو أمر ثابت وراسخ في النفس بالفطرة، والإسلام لا يتعارض مع الفطرة، فالرسول صلى الله عليه وسلم أحب مكة باعتبارها وطنه الذي نشأ فيه، على الرغم من إيذاء أهلها له، حتى إنه رغم كل هذا الإيذاء خرج منها وقلبه متعلق بها تعلقًا تامًّا.

وتابع أن الرسول قال قولته الشهيرة: “والله إنك لأحب البلاد إلى الله وأحب البلاد إلى نفسي ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت”، لافتًا إلى أن التشريع ربط كثيرًا من الأحكام بالوطن، كقصر للصلاة، ورخصة للفطر، وذلك لأن مفارقة الأوطان عسيرة مما يدل على عِظم الوطن وفضله.

ربما يعجبك أيضا