قال مفتي مصر، الدكتور شوقي علام، إن تنمية الوازع الديني لدي الفرد لا يتعارض مطلقًا مع الدور الكبير الذي تقوم به الأجهزة الرقابية في مصر في هذا الوقت العصيب بسبب الأزمات العالمية.
وأضاف علام، في لقائه الأسبوعي في برنامج نظرة مع الإعلامي حمدي رزق على فضائية صدى البلد، الجمعة 24 نوفمبر 2023، أن مقاصد الشريعة التي يتوجب الحفاظ عليها لا تتم إلا من خلال الدولة والوطن؛ فالواجبات الوطنية والدينية بينها تكامل وتوافق ولا يوجد بينها أي تعارض
عوامل بناء الإنسان
قال مفتي الديار المصرية إن العلامة الطاهر ابن عاشور أشار إلى وجود عدة عوامل تساعد على الالتزام بتنفيذ القانون، منها الباعث والدافع أو الاستعداد الفطري الناتج عن التنشئة السليمة أو ما يعرف بالوازع الطبعي، وكذلك غرس القيم والمبادئ والرقابة الذاتية وهو الوازع الإيماني.
وأضاف أن ثالث هذه العوامل هو العلاج والتهذيب والتأهيل أو تصحيح المسار، وذلك فائدة العقوبات التي تطبق بمعرفة ولي الأمر وهو ما يعرف بالوازع السلطاني أو وازع الدولة، ولا بد من التكامل بين هذه العوامل لتؤدي دورها.
تربية الوازع الديني والضمير
قال مفتي مصر، إن الدول التي تركز على الجانب الأخلاقي وتنمية الضمير والإيمان والرقابة الذاتية، تحقق أكبر إنجاز إنساني ممكن في التاريخ لأن كل ذلك بواعث على الإنجاز المادي والتنموي والعمراني.
وأوضح أن الشرع الشريف وضع جملة من الإجراءات لكي يقي بها الإنسان نفسه من الوقوع في الزلل منها تربية الوازع الديني والضمير والرقابة الذاتية لدى الإنسان حتى لا يكون في حاجة إلى مراقبة أحد له، فالمؤمن يكون متناغمًا مع نفسه داخليًّا وظاهريًّا.
تجاوز المخاطر
أشار فضيلته إلى أن الشريعة الإسلاميَّة قد راعت فطرة الإنسان وأصل خلقته بلا نفور أو إعراض بأسلوب متزن يحافظ على حياة الإنسان بجوانبها المتنوعة، وجعلت من هذا الوازع الفطري ممهدًا إلى الوازع الديني الذي يقوم على الإيمان بالله تعالى ومراقبته في جميع أمور العبد في السر والعلن.
وأضاف: لقدْ مرَّتْ بلادنا بأحداثٍ جسامٍ تراوحت بين الخطورة والأهمية، واستطاعت الأمَّةُ المصريةُ بفضل الله -عزَّ وجلَّ- ثُمَّ بفضلِ تماسك شعبها وتكاتفه بكلِّ طوائفِه مع قيادته الحكيمة؛ أنْ تجتاز هذه المخاطر الجمَّةً والأحداث الجسام.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1682351