مفتي مصر: انتشار العنف والإرهاب قديمًا وحديثًا بسبب الانحراف عن تعاليم الأديان

شوقي علام: الإسلام بنى حضارة إنسانية شاركت فيها كل الملل والفلسفات والأمم والثقافات

بسام عباس
مفتي مصر في مؤتمر كايسيد

قال مفتي مصر، الدكتور شوقي علام، إن انتشار العنف والإرهاب قديمًا وحديثًا لم يقع بسبب الأديان إنما وقع بسبب الانحراف عن تعاليم الأديان الصحيحة التي تدعو إلى التعايش والتسامح واحترام الآخر واحترام التنوع.

وشدد على أن مسؤولية القيادات الدينية في تعزيز الحوار بين الأديان لا تنحصر في مجرد التزام أخلاقي فحسب، بل هي ضرورة ملحة لضمان وحدة نسيج المجتمع الإنساني واستنقاذ الأجيال القادمة من الوقوع في براثن التطرف والكراهية والعنف والتعصب.

حائط صد منيع

أوضح مفتي مصر، خلال كلمته، اليوم الأربعاء 15 مايو 2024، في فعاليات منتدى كايسيد للحوار العالمي، المنعقد في العاصمة البرتغالية “لشبونة” من 14 إلى 16 مايو، أن هذا المنتدى يمثل استجابة صحيحة لنداءات ومتطلبات الواقع المعقد والمتشابك الذي يحياه العالم الآن بسبب انتشار النزاعات والفتن والاحتراب الداخلي والخارجي.

وأضاف أن الواجب على عقلاء الأمم بخبراتهم وأفكارهم أن يكونوا حائط صد منيع لحماية الأمم والشعوب من الفوضى التي تدمر الواقع وتهدد المستقبل، مشددًا على أن اتحاد القادة الدينيين تحت مظلة “كايسيد” لتصحيح المفاهيم وعلاج الأسباب الحقيقية للعنف والإرهاب سيسهم في الحد من هذه الظواهر البغيضة.

مفتي مصر في كلمتع في مؤتمر كايسيد

مفتي مصر في كلمته في مؤتمر كايسيد

مسؤوليات جسيمة ومهام شاقة

قال مفتي الديار المصرية إن من معالم دعوة الإسلام أنها دعوة منفتحة على العالمين، تنشد الخير والأمن والسلام للإنسانية كلها، فالإسلام دين يعظم المشتركات بين الأديان، وأن الإسلام يعزز قيمة التفاهم والتعايش السلمي بين الناس جميعًا بلا تفرقة على أي أساس ديني أو عرقي.

وأضاف أن الإسلام عبر تاريخه الطويل أقام حضارة إنسانية أخلاقية وسعت كل الملل والفلسفات والحضارات وشاركت في بنائها كل الأمم والثقافات، وأننا كمسلمين استوعبتا تعددية الحضارات ونحن كمسلمين فخورون بحضارتنا لكننا لا نتنكر للحضارات الأخرى، فكل من يعمل على التنمية البناءة في العالم شريك لنا.

وأوضح أن المسؤوليات التي تقع على كاهل القيادات الدينية مسؤوليات جسيمة، ومهام شاقة، فهناك قوى شر كثيرة ذات إمكانات هائلة تريد أن تجر العالم إلى منعطف صراعات لا تنتهي، وهناك قوى خير تعمل على مقاومة هذا التوجه.

 توطيد الأخوة ونبذ الكراهية

أشار شوقي علام إلى سعي دار الإفتاء المصرية في الفترات السابقة بخُطى حثيثة لجمع الشمل وتوطيد الأخوة ونبذ الكراهية في مجال الإفتاء، فأنشأت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم لنتحاور ونتعاون على البر والتقوى ونجمع شمل المفتين على المحبة والسلام ونبذ الكراهية محليًّا وعالميًّا.

وأوضح أن دار الإفتاء والأمانة العامة لدور الإفتاء في العالم حرصت على ترجمة هذه القيم في فاعلياتها وفتاويها وبياناتها ومبادراتها ومؤتمراتها العالمية المختلفة وسوف ستكثف من جهودنا بعون خلال الفترة القادمة لمزيد من التنسيق مع شركائنا في الشرق والغرب لبناء الجسور والتعاون على ما فيه صالح البلاد والعباد.

وفي نهاية كلمته توجه بالشكر إلى القائمين على المنتدى، داعيًا الله عز وجل أن يعين الجميع على أن نشر ثقافة التعايش والأمن والسلام بين أبناء الإنسانية جميعًا، وأن يقوي العزم في اقتلاع جذور التعصب والتشدد والعنف من عقول أبناء الإنسانية جميعًا لكي يعم الخير على الجميع.

ربما يعجبك أيضا