أوضح مفتي مصر، الدكتور شوقي علام، أن العالم يواجه تحدياتٍ مشتركةً تُحتِّمُ علينا فتح قنوات الحوار المباشر مع بعضنا البعض لإيجاد حلولٍ للمشكلات التي نواجهها.
وأضاف أن ثبات القيم الأخلاقية كفيل بحفظ الأمن والأمان في المجتمع مهما اختلفت العقائد والأديان، وأي عبث بالمنظومة الأخلاقية التي تعارف الناس عليها سوف يؤدي إلى عواقب كارثية وخيمة.
عرف أخلاقي واحد
أكد مفتي الديار المصرية، في كلمته الرئيسة في المنتدى العالمي السادس للحوار بين الثقافات في باكو بجمهورية أذربيجان، أن الناس قد يختلفون حول العقائد والأديان، ولكنهم يتفقون على الأخلاق، ويتعايشون فيما بينهم في أمن وسلام، ما دام بينهم عقد اجتماعي وعُرف أخلاقي واحد يسمو بهم نحو المعاني الراقية من الصدق والأمانة والتعاون والاحترام المتبادل.
وأوضح، في كلمته التي ألقاها اليوم الأربعاء 1 مايو 2024، أن أهم ما يعزز من قيمة التعايش السلمي والأمن هو السعي إلى التعارف بمعنى الاطلاع على الثقافات والأديان المختلفة من مصادرها الأصيلة المعتمدة، لا مما يشاع ويقال عنها من شائعات مغرضة هنا أو هناك، وفقًا لبيان دار الإفتاء المصرية.
تفعيل القيم والأخلاق
قال علام إننا بحاجةٍ إلى جهد كبير لترسيخ القيم والأخلاق وقواعد الذوق العام في المجتمع من خلال المؤسسات الدينية والإعلامية والتعليمية والفنية، وما أحوجنا لتفعيل تلك القيم وتحويلها إلى واقع ملموس في عصرنا الحاضر، بعدما تفاقمت مخاطر قوى شريرة تزكي نيران الكراهية والطائفية والتطرف والإرهاب وتعتدي على الكرامة الإنسانية.
وأشار إلى أن العالم بحاجة إلى إجراءات عملية تُفعِّل هذه القيم الراقية حتى نئِدَ الكراهية ونُحيي المحبة والسلام، وما أحوج إعلامنا المعاصر إلى أن يتعاون على الحب والإخاء وألا يتعاون على نشر الكراهية وإذكاء نار الفرقة، مشددًا على ضرورة اهتمام التعليم المعاصر بتدريب الطلاب صغارًا وكبارًا على أن يتكاملوا في اتفاقهم واختلافهم.
خطى حثيثة
أوضح مفتي مصر أن الحوار لا ينقلب أبدًا إلى حديث أحادي لإلحاق الهزيمة بالمخالف؛ لكنه يجسد المحاولة لفهمه وبناء جسور التفاهم والتعاون معه تنفيذًا لمراد الله عز وجل؛ فقد خلقنا سبحانه وتعالى شعوبًا وقبائل ليتعرف بعضنا إلى بعض.
ولفت إلى سعي دار الإفتاء المصرية في الفترات السابقة بخُطى حثيثة لجمع الشمل وتوطيد الأخوة ونبذ الكراهية في مجال الإفتاء، فأنشأت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم للتحاور والتعاون على البر والتقوى وجمع شمل المفتين على المحبة والسلام ونبذ الكراهية محليًّا وعالميًّا.
وفي ختام كلمته أعرب المفتي عن أمنياته في نشر ثقافة التعايش والأمن والسلام بين أبناء الإنسانية جميعًا، واقتلاع جذور التعصب والتشدد والعنف من عقول أبناء الإنسانية جميعًا، مشددًا على أن الإنسانية بحاجة إلى العيش في أمن وسلام وتعاون لكي يعم الخير على الجميع من الجميع.
الحوار بين الثقافات
يذكر أن المنتدى العالمي السادس للحوار بين الثقافات في باكو بجمهورية أذربيجان، والذي يعقد في الفترة من 1 إلى 3 مايو تحت شعار “الحوار من أجل السلام والأمن العالمي”، يشارك فيه قادة الديانات الإبراهيمية والتقليدية، ورجال الدين من جميع أنحاء العالم، وممثلون عن المنظمات الدينية والاجتماعية.
وتمثِّل مشاركة مفتي مصر في هذا الاجتماع تأكيدًا على الْتزام مصر بدعم الحوار بين الأديان ونشر ثقافة السلام والتسامح على مستوى العالم، كما يُعَدُّ هذا الاجتماع حدثًا هامًّا يجمع كبار الشخصيات الدينية من مختلف أنحاء العالم لمناقشة سبل تعزيز التفاهم والتعاون بين الأديان ونشر ثقافة السلام والتسامح.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1834908