في ظل الأوضاع الأمنية والسياسية المعقدة في غزة، وتوتر الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة حماس، تزايدت النقاشات بشأن مستقبل القطاع بعد انتهاء العمليات العسكرية الحالية.
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، في تقرير لها، الأربعاء 13 نوفمبر 2024 عن مبادرة أمريكية جديدة طرحتها واشنطن على السلطة الفلسطينية تتناول إمكانية إدارة غزة بعد الحرب، وتأتي هذه المبادرة ضمن جهود أمريكية تهدف إلى تعزيز الاستقرار في المنطقة عبر ترتيبات مرحلية تمنح السلطة الفلسطينية دورًا في إدارة القطاع، ولكن دون السيطرة الكاملة عليه.
خلفية المبادرة
تأتي هذه المقترحات في إطار الضغوط الدولية الرامية لتهدئة الأوضاع في غزة ومنع تكرار التصعيد المتواصل بين حماس وإسرائيل، إذ يشهد القطاع تدهورًا إنسانيًا واقتصاديًا منذ سنوات، في ظل الحصار الإسرائيلي والانقسام السياسي الفلسطيني الداخلي.
وتواجه السلطة الفلسطينية تحديات جمة على صعيد استعادة سيطرتها في غزة، بعد أن فقدتها لصالح حركة حماس في 2007.
ويرى بعض المحللين أن المبادرة الأمريكية قد تكون محاولة لإيجاد صيغة توافقية تساعد على استعادة السلطة الفلسطينية نفوذها جزئيًا، وتمهد لإعادة بناء القطاع بجهود إقليمية ودولية.
تفاصيل المبادرة الأمريكية
تشمل المبادرة عدة محاور رئيسة لتحديد كيفية إدارة قطاع غزة من قبل السلطة الفلسطينية بالتعاون مع شركاء دوليين.
ويتلخص المقترح في تشكيل “بعثة دولية مؤقتة” تتولى الإشراف على شؤون الحكم وإعادة الإعمار في القطاع، إلى جانب انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي لضمان استقرار الأوضاع.
مجلس تنفيذي وإدارة مدنية
ينص المقترح الأمريكي على تشكيل مجلس تنفيذي مؤقت بالتعاون بين السلطة الفلسطينية والدول الشريكة لمباشرة المهام الإدارية والمدنية في غزة، على أن يضم المجلس ممثلين فلسطينيين، بما يشمل ممثلين من القطاع.
ويتضمن هذا المحور كذلك إنشاء إدارة مدنية تعنى بإعادة تشغيل الخدمات الحيوية مثل المياه، الكهرباء، الصحة، والبنوك، ويشمل ذلك عودة بعض الوزارات التابعة للسلطة إلى غزة لإعادة تأهيل القطاعات الخدمية الأساسية.
أمني فلسطيني وقوات متعددة الجنسيات
يشمل المقترح تدريب وتجهيز قوات أمنية فلسطينية جديدة تحت إشراف الدول الشريكة، بحيث تتولى مسؤولية الأمن الداخلي في غزة بعيداً عن تأثير حركة حماس.
وترافق ذلك قوة مؤقتة متعددة الجنسيات لضمان حماية الحدود وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، ما يعكس نية المجتمع الدولي في توفير بيئة آمنة لإدارة القطاع بعيدًا عن الهيمنة العسكرية.
الدعم المالي للسلطة الفلسطينية
من المتوقع أن تقدم الدول الشريكة مساعدات مالية كبيرة لدعم إعادة إعمار غزة وتعزيز دور السلطة الفلسطينية، حيث سيتم تخصيص صندوق لدعم هذه الجهود وتوجيه التمويل إلى برامج الإعمار والبنية التحتية.
كما ستلتزم إسرائيل بتحويل عائدات الضرائب والجمارك للسلطة، وسيتضمن الدعم المالي أيضًا مساعدات شهرية من بعض الدول العربية.
انسحاب تدريجي لجيش الاحتلال
يشمل المقترح الأمريكي انسحابًا تدريجيًا للجيش الإسرائيلي من غزة، مع التزام إسرائيلي بعدم اتخاذ إجراءات في الضفة الغربية تعرقل جهود تحقيق السلام.
ويركز المقترح أيضًا على التزام إسرائيل باتفاقيات سابقة، مثل اتفاقيتي شرم الشيخ والعقبة، واحترام الوضع القائم في الأماكن المقدسة.
توحيد الضفة الغربية وغزة
تؤكد المبادرة ضرورة توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة تحت سلطة واحدة كخطوة نحو إقامة دولة فلسطينية، وتدعو الدول الشريكة مجلس الأمن الدولي لدعم هذه الترتيبات من خلال قرار رسمي، كما تتعاون البعثة الدولية المؤقتة مع الأمم المتحدة لضمان تقديم الدعم الإنساني وتعزيز دور الوكالات الأممية في غزة.
بشكل عام، تمثل المبادرة الأمريكية مقترحًا مؤقتًا لمعالجة الوضع الإنساني والأمني في غزة وتخفيف الضغط على السكان، بينما يبقى الهدف بعيد المدى دعم قيام دولة فلسطينية موحدة.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2045070