مساعٍ أمريكية لاحتواء تهديدات إيران.. من الدمج الصاروخي إلى شبكة المُسيرات البحرية

يوسف بنده

مع اقتراب التوصل لاتفاق نووي تتخذ الإدارة الأمريكية خطوات عملية نحو ضمان السيطرة على التهديدات الإيرانية للمنطقة.. ما أبرز تلك التحركات؟


تقترب الولايات المتحدة وإيران من التوصل لاتفاق نووي جديد، يضمن للقوى الدولية توقف طهران عن مساعي امتلاك السلاح النووي، ويضمن للأخيرة رفع القيود والعقوبات الاقتصادية عنها.

وتصر إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على أن المحادثات السلمية والعودة للاتفاق النووي أفضل وسيلة لضمان أمن المنطقة، في ظل التهديدات المتبادلة بين إيران والقوى الإقليمية. ويسارع البيت الأبيض إلى التوصل لهذا الاتفاق قبل موعد انتخابات التجديد النصفي للكونجرس.

قلق إسرائيلي

أبدت إسرائيل قلقها من إحياء الاتفاق النووي الإيراني دون تشديد القيود على طهران بما يضمن أيضًا حل برنامجها الصاروخي وتهديداتها الإقليمية عبر مليشياتها في المنطقة. ولكن واشنطن أبلغت الجانب الاسرائيلي بأن “الاتفاق مع طهران حتمي”، وأنها لا تنوي الدخول في توتر معها في الوضع الحالي.

ومن المقرر أن يغادر رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، ديفيد بارنياع، إلى واشنطن خلال أيام لمناقشة المخاوف لدى تل أبيب. وقال باريناع إن الاتفاق “سيء جدًا لإسرائيل” و”يستند إلى أكاذيب”. وأظهر برنياع ورئيس الوزراء، يائير لابيد، ووزير الدفاع، بيني غانتس جبهة موحدة في رسالتهم بأن الاتفاق “سيء” وأن إسرائيل لن تكون ملزمة به، مع الاحتفاظ بحقها في اتخاذ أي إجراء ضد البرنامج النووي الإيراني.

WhatsApp Image 2022 08 07 at 11.16.23 AM

اطمئنان تجاه النووي

تصر طهران على غلق ملف المواقع المشبوهة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل العودة للاتفاق النووي، في حين تطالب الوكالة الذرية بإجابات مقنعة من طهران بشأن هذه الأماكن. وتصر إيران على أن هذه الأماكن من تخطيط إسرائيل بالتعاون مع منظمة “مجاهدي خلق” المعارضة.

وقال رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، يوم الأربعاء، إنه “لن يكون اتفاق، ما لم يغلق تحقيق الضمانات”. وذكر مسؤول إيراني، لوكالة رويترز، إن إغلاق التحقيق “خط أحمر للمرشد على خامنئي”. وقال وزير الخارجية، حسين عبداللهيان، بعد مشاورات مع نظيره الروسي، سيرجي لافروف، إنه “يجب أن تغلق هذه القضية، ومثل هذه المطالب ذات الدوافع السياسية غير مقبولة لإيران”، حسب تقرير “الشرق الأوسط“.

استعراض إيراني

تحافظ طهران على سياسة الضغط والتصعيد، وفي يوم الاثنين الماضي، أحبطت البحرية الأمريكية محاولة لبحرية الحرس الثوري للاستيلاء على سفينة سطحية غير مأهولة يديرها الأسطول الخامس الأمريكي في الخليج. ونقل موقع “نور نيوز” عن مصادر إيرانية أن قوات الحرس سحبت سفينة مُسيرة من طراز “سايلدرون اكسبلورير”، كانت تعطل الملاحة بعد انقطاع اتصالها.

وفي إطار الضغط والتصعيد أيضًا، كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران بدأت تخصيب اليورانيوم باستخدام ثاني مجموعة من 3 مجموعات لأجهزة الطرد المركزي المتطورة (آي آر – 6) التي ركّبتها في محطة التخصيب تحت الأرض في “نطنز”. وتستخدم إيران منذ أكثر من عام أجهزة (آي آر – 6) لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60% القريبة من درجة النقاء اللازمة لصنع أسلحة.

22081101001243 org 1

شبكة دفاعية من المُسيرات

في إطار طمأنة الحلفاء بأن مراقبة إيران تحت السيطرة، أعلن الأسطول الخامس الأمريكي المتمركز قبالة البحرين أنه سيطلق أسطولًا جديدًا مشتركًا من المركبات البحرية المسيّرة مع إسرائيل والمملكة العربية السعودية ودول أخرى في الشرق الأوسط، لتنفيذ دوريات بحرية ومواجهة التهديدات العسكرية الإيرانية، وتوفير قوة مراقبة أكبر في مياه المنطقة، حسب تقرير صحيفة “وول ستريت جورنال“.

وحسب التقرير، تتوقع البحرية الأمريكية نشر شبكة من 100 طائرة استطلاع صغيرة مسيرة في دول المنطقة بحلول صيف 2023، التي ستنتشر من قناة السويس في مصر إلى الساحل الإيراني. وسترسل هذه الطائرات المسيرة معلوماتها إلى الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية في البحرين. وسيراقب مركز قيادة الروبوتات التابع للبنتاجون في المنامة تشغيل هذه الطائرات المسيرة.

دمج الدفاعات الجوية

وتأتي خطة شبكة مُسيرات المراقبة، بعد إعلان خطة سابقة لدمج الدفاعات الجوية لحلفاء واشنطن في الخليج والمنطقة، وأعلنت الحكومة الأمريكية تزامنًا مع جولة جو بايدن إلى الشرق الأوسط، يوليو الماضي، أن المسؤولين الأمريكيين وفي دول الشرق الأوسط يراجعون خطة دمج أنظمة الدفاع الجوي لدول المنطقة، للتعامل مع تهديد إيران.

وفي منتصف يونيو، اقترح الأعضاء الديمقراطيون والجمهوريون في مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين دمج أنظمة الدفاع الجوي لدول الشرق الأوسط وإسرائيل للتعامل مع تهديدات إيران النووية والصاروخية والطائرات المسيرة. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية في وقت سابق أن إدارة بايدن تتابع توقيع اتفاقية تعاون دفاعي أمني بين إسرائيل و6 دول عربية، بما في ذلك مصر والأردن والعراق.

ربما يعجبك أيضا