كتب – حسام عيد
عبر سياسة الهروب إلى الأمام، لتجنب أية صدامات داخلية بسبب الفشل في إدارة الأزمات، تصدر تركيا معاناتها إلى دول الجوار، كاشفة بذلك عن مطامعها، والمتمثلة في استغلال موارد الشعوب، ولعل اليوم العراق يدفع ثمن تخطيط تركيا لبناء سدود على ضفاف مجاريه المائية، حيث تطفو على السطح مخاطر جدية قد تضر بحصص العراق من المياه، ومن ثم تدفعه إلى مرحلة العطش.
وأخطر ما تقوم به تركيا اليوم هو أنها تحاول أن تعتبر الماء سلعة تجارية وهذا ما يخالف القانون الدولي.
مخاطر جفاف نهر دجلة
ويواجه العراق خطر جفاف نهريه التاريخيين دجلة والفرات، بسبب بناء تركيا وإيران سدود جديدة، مما تعرضت الأراضي الزراعية للبوار بسبب انخفاض منسوب المياه.
وقد أصيبت الأراضي الزراعية في العراق بالجفاف وذلك بسبب أن كميات المياه الواردة من تركيا وإيران انخفضت بنسبة 50%، نتيجة بناء العديد من السدود والمشاريع على منابع نهري دجلة والفرات.
يذكر أن بناء السدود التركية سيلحق اضراراً اقتصادية وبيئية جمّة بالمدن العراقية الواقعة على حوض نهر دجلة عند تشغيله.
مشروع سد أليسو التركي
وتتزايد الاتهامات لتركيا باستخدام المياه ورقة لابتزاز جيرانها، فقد ساهمت الممارسات التركية في تراجع مستوى نهر دجلة بشكل كبير عبر سد إليسو الضخم الذي بنته تركيا على النهر.
وتسبب سد إليسو في انخفاض حصة العراق من مياه النهر، وقد يصل التراجع إلى نسبة 60 في المئة بسبب تشغيل مولدات الكهرباء على هذا السد.
وتتعارض ممارسات تركيا بشأن مياه نهري دجلة والفرات مع القوانين الدولية، خاصة الاتفاقيتين الدوليتين لعام 66 و97 من القرن الماضي، وأيضا مع الاتفاقيات الثنائية التي وقعتها مع سوريا والعراق.
فيما أبدت وزارة الموارد المائية العراقية قلقها إزاء المشاريع المائية التركية التي تخطط لها أنقرة أو أقامتها بالفعل على ضفاف نهر دجلة، وما ستعكسه من مخاطر على حصص العراق من المياه.
ويشهد العراق انخفاضا شديدا لموارده المائية، مما جعله عرضة للجفاف، من جراء المشروعات المائية التي تجريها تركيا وإيران على الأنهار العابرة للحدود.
وأشار المتحدث الرسمي باسم وزارة الموارد المائية العراقية عون ذياب، إلى أن بغداد تأمل في الوصول إلى تفاهمات مع أنقرة في هذا الصدد.
وتحدث ذياب مع شبكة “سكاي نيوز عربية”، عن لقاء تم عقده في أغسطس الماضي بين وفدين عراقي وتركي، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، لمناقشة مشروع تشييد سد أليسو الذي تقيمه تركيا حاليا على نهر دجلة.
وقال ذياب إن “الخوف يأتي من المشاريع التي ستقيمها تركيا على النهر بعد اكتمال مجموعة من المشاريع، منها سد أليسو وسد سيليفان في شمال ديار بكر وسد الجزرة جنوبي سد إليسو”.
وأضاف أنه “في حال اكتمال كل هذه المشاريع وتنفيذ تركيا لكافة خططها على ضفاف نهر دجلة، سيكون هناك تأثير واضح على واردات العراق المائية من النهر”.
تحرك عراقي
وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الموارد المائية العراقية أن بغداد تسعى حاليا للتوصل إلى اتفاق مع أنقرة للحفاظ على حصتها من مياه نهر دجلة بعد اكتمال المشاريع التركية على ضفافه.
وفي ما يتعلق بإيران، ذكر ذياب أن المفاوضات بين بغداد وطهران بشأن الأنهار الحدودية بين البلدين ما زالت غير محسومة، موضحا أن المفاوضات ينقصها العديد من التفاهمات بشأن الجوانب السياسية.
وقال إن العراق يأمل في التوصل إلى اتفاق مع إيران بخصوص كافة الأنهر الحدودية التي تعبر من جانب إيران إلى العراق، مشيرا إلى اتفاق تم توقيعه بين البلدين في هذا الشأن عام 1975 في الجزائر.
لكنه استدرك قائلًا: “ما تزال الأمور غير محلولة بشكل نهائي، وتحتاج إلى مفاوضات سياسية وفنية. في الجانب الفني كل شيء مهيأ، ويبقى الحل مرهونا بالاتفاق سياسيا لمعاجلة المخاوف العراقية”.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=545521