حاولت الإدارة الأمريكية التخفيف من التصعيد قبل الانتخابات، ويهدف بلينكن إلى التوصل إلى حلول مؤقتة مثل وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن، إلا أن هذه الجهود تبدو غير فعالة وغير جادة كما أنها تواجه معوقات كبيرة في ظل تعنت إسرائيلي واضح
في خطوة غير مسبوقة، صوّت الكنيست الإسرائيلي الأسبوع الماضي على حظر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وهي المؤسسة الإنسانية الرئيسية التي تقدم المساعدات في الأراضي الفلسطينية.
الخطوة تأتي ضمن تصعيد مستمر منذ عام في النزاع على غزة، وتزيد من الضغوط على المدنيين المحاصرين هناك. يأتي هذا القرار ليؤكد تصاعدًا ملحوظًا في السياسة الإسرائيلية تجاه غزة، مدعومًا بثقة الحكومة الإسرائيلية بتمتعها بدعم أمريكي شبه مطلق من إدارة الرئيس جو بايدن.
دعم متواصل
ما يعزز هذه الثقة هو الموقف الأمريكي الذي لا يزال حتى الآن غير حاسم؛ حيث اكتفت وزارة الخارجية الأميركية بتحذيرات نظرية من أن الحظر الإسرائيلي قد تكون له “عواقب قانونية”، وفق مقال لمجلة “ريسبنسبول ستيت كرافت” الأمريكية.
ولكن، كما يبدو فإن الدعم الأمريكي العسكري والسياسي المستمر لإسرائيل لا يُظهر أي مؤشرات على التراجع بل ظلت الولايات المتحدة على مدار عام كامل تمثل غطاء سياسي وعسكري لإسرائيل، لتواصل عدوانها على غزة، وحتى لو أرادت أمريكا الضغط على إسرائيل للتخفيف من حدة الانتهاكات فلن يكون ذلك يسيرًا حسب المقال المنشور 31 أكتوبر 2024.
أمريكا لن تتحرك
نتنياهو يدرك تمامًا أن إدارة الرئيس جو بايدن لن تخاطر بتأجيج خلاف مع إسرائيل، خصوصًا في هذه المرحلة الحرجة من الانتخابات.
الرهان الإسرائيلي هنا يكمن في توازن دقيق: إسرائيل تضغط لتوسيع نطاق عملياتها، مطمئنة إلى أن الإدارة الأميركية الحالية لن تُقدم على أي خطوات جادة للحد من هذه التحركات.
مزيد من الوقت
مع انتهاء الانتخابات الأميركية في نوفمبر وإعلان الفائز الجديد في البيت الأبيض، سيصبح بايدن في فترة “البطة العرجاء”، وهو مصطلح يستخدم لوصف الرئيس الذي تنحسر سلطاته بعد انتهاء الانتخابات وقبيل تولي الرئيس الجديد مهامه رسميًا في يناير.
وفي هذه الفترة، يقتصر دور الرئيس على اتخاذ قرارات محدودة مثل العفو الرئاسي، ولا يملك صلاحية توقيع قوانين جديدة، حيث يكون الكونغرس أيضًا في حالة ركود تشريعي. هذا التوقيت قد يمنح إسرائيل هامشًا أوسع لتنفيذ أجندتها دون خوف من ردود فعل أمريكية قوية.
تراجع الديمقراطيين
بينما تتجه الأنظار إلى نتائج الانتخابات الأميركية المقبلة، خاصة في ولايات ذات تأثير مثل ميشيغان وويسكونسن التي تضم مجتمعات مسلمة وعربية كبيرة، يخشى الديمقراطيون من أن يؤدي دعم بايدن المستمر لإسرائيل إلى تراجع شعبيته بين هذه الفئات، مما قد يؤثر سلبًا على فرص الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الجمهوريين قد يستفيدون من هذا التراجع، حيث سجل دونالد ترامب تقدمًا في أوساط الناخبين من أصول عربية قبل الانتخابات.
محاولات غير كافية
من جانبها، حاولت الإدارة الأمريكية التخفيف من التصعيد قبل الانتخابات، ويهدف بلينكن إلى التوصل إلى حلول مؤقتة مثل وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن، إلا أن هذه الجهود تبدو غير فعالة وغير جادة كما أنها تواجه معوقات كبيرة في ظل تعنت إسرائيلي واضح، مدعومًا بضوء أخضر أميركي ضمني لمضي تل أبيب قدمًا في عملياتها العسكرية.
وفي السياق ذاته، صعدت إسرائيل أيضًا من مواجهتها مع إيران، إذ شنت هجمات على مواقع إيرانية بعد أن حصلت على دعم أميركي مسبق. لكن مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية، أصبحت الإدارة الأميركية حذرة من تصعيد يؤدي إلى عواقب اقتصادية كارثية على سوق النفط، خصوصًا إذا قررت إيران إغلاق مضيق هرمز، وهو شريان رئيسي للتجارة العالمية.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2032788