نحو الحوار.. تصريحات إيجابية بين واشنطن وطهران

جروسي إلى طهران.. هل أوروبا قلقة من اتفاق جانبي مع واشنطن؟

يوسف بنده
واشنطن وطهران

خلال زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى أرمينيا، كشف أن طهران لا تزال تعمل على إنجاز الرد على رسالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأنه سيتم تقديمه قريبًا عبر القنوات المناسبة.

وأكد عباس عراقجي أن بلاده لن تتفاوض بشكل مباشر مع الولايات المتحدة في ظل استمرار التهديدات العسكرية والضغوط الاقتصادية، لكنها قد تلجأ للمفاوضات غير المباشرة، ما يعني أن طهران قد تشرع في محادثات استكشافية في ضيافة دولة وسيطة، تمهيدًا لإمكانية بناء الثقة المتبادلة مع الطرف الأمريكي.

ترامب يوقع على مرسوم1

دونالد ترامب

تصريحات أمريكية

في خطوات إيجابية من جانب الولايات المتحدة، أكد ترامب انتهاج مسار الدبلوماسية مع إيران، وقال: “لقد أبلغنا إيران أنه يتعيّن عليها التفاوض معنا بأي شكل من الأشكال”، ما يعني أن واشنطن قد توافق على خطة طهران للتفاوض بشكل غير مباشر في المرحلة الأولى مع الجانب الأمريكي إلى حين بناء الثقة بين الطرفين.

وكرر ترامب اتهامه لإيران قائلًا: “الحوثيون يتلقون الدعم من إيران وكانوا يأملون ألا تستهدفهم هجماتنا، الهجوم على الحوثيين كان ناجحًا”، في إشارة إلى قدرة الضربات الأمريكية على إسكات هجمات جماعة الحوثي وتعطيلها للملاحة عند باب المندب في البحر الأحمر، لكن خفض المليشيات الموالية لإيران ربما يأتي كخطوة مؤقتة للتهدئة مع الولايات المتحدة.

كذلك صرحت مديرة المخابرات الوطنية الأمريكية (DNI)، تولسي جابارد، الثلاثاء 25 مارس، في جلسة استماع للجنة المخابرات بمجلس الشيوخ بناء على تقرير التقييم لمجتمع الاستخبارات الأمريكي، أن احتياطيات اليورانيوم المخصب لدى إيران قد وصلت إلى أعلى مستوى، إلا أن هذا البلد لا يبحث عن أسلحة نووية.

كمالوندي

بهروز كمالوندي

تصريحات إيرانية

من جانب إيران، حذر المتحدث باسم منظمة الطاقة النووية الإيرانية، بهروز كمالوندي، من تفعيل آلية الزناد التي بموجبها سيتم إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران، مؤكدًا أن الاستخدام غير العادل لآلية الزناد سيؤدي إلى رد فعل مناسب وشديد من قبل إيران، إذ تهدد إيران بالانسحاب من معاهدة حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل إذا ما تم إعادة فرض العقوبات الدولية عليها.

وفي استعداد للحوار، أكد كمالوندي، أن “إيران مستعدة دائمًا للحوار، ولكن الحوار لا يعني قبول الضغوط إطلاقًا”، أيضًا قال مستشار المرشد الأعلى، علي لاريجاني: “النهج الأمريكي حاسم وعلى إيران أن تسعى إلى تحقيق مصالحها في الشرق والغرب، إذا تمسك ترامب بالسلام بدلًا من الأدبيات الحالية وغير سلوكه مع إيران، فيمكن أن يكون له مسار جديد معها”.

المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي

المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي

جروسي إلى طهران

تصر طهران على أن آلية إثبات عدم إمتلاكها للسلاح النووي يجب أن تتم من خلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتزامنًا مع التصريحات المتبادلة بين واشنطن وطهران، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، أنه قد يعود إلى طهران قريبًا لمواصلة المحادثات مع المسؤولين الإيرانيين.

وفي مقابلة مع “بلومبرج”، الثلاثاء 25 مارس، قال جروسي: “نحن عند منعطف مهم للغاية، نعلم أن رسالة قد تم إرسالها من الرئيس ترامب إلى المرشد الأعلى في إيران، لكن لا يمكن التوصل لاتفاق جديد مع طهران دون حل القضايا الخلافية كافة مع المسؤولين الإيرانيين، بما فيها الأسئلة العالقة بشأن آثار اليورانيوم التي عُثر عليها في مواقع غير مُعلنة”.

وتكشف تصريحات جروسي عن قلق أوروبي من إبرام إيران والولايات المتحدة اتفاق جانبي بعيدًا عن مجموعة 5+1 المسؤولة عن المحادثات النووية، والتي توصلت إلى الاتفاق الأول في 2015، وغادرته واشنطن في عهد ولاية ترامب الأولى عام 2018.

ربما يعجبك أيضا