وسط مشهد سياسي متشابك وأزمة إنسانية متفاقمة، تتسارع خطى المفاوضات بين حماس وإسرائيل، حيث تتشابك الحسابات السياسية مع المصائر البشرية في معادلة معقدة.
وبينما تتجه الأنظار نحو تفاصيل الاتفاق، يبقى مصير غزة وسكانها معلقًا بين تعقيدات المرحلة الثانية ومتطلبات نزع السلاح، في لحظة قد تعيد رسم مستقبل الصراع بأبعاده السياسية والعسكرية.
إطلاق سراح الرهائن
أعلنت حركة حماس أنها ستطلق سراح ثلاثة رهائن أحياء السبت 22 فبراير 2025، متقدمة في ذلك على الجدول الزمني المحدد في اتفاقية التفاوض، في خطوة تُعد جزءاً من سلسلة من الإجراءات التي تساهم في التقدم نحو إنهاء الحرب المستمرة في غزة.
وقال القيادي في حماس، خالد الحيّة، إن الحركة ستفرج عن ستة رهائن أحياء بدلاً من ثلاثة كما كان منصوصاً عليه في الاتفاق، وذلك بعد مفاوضات ناجحة بين الجانبين.
تبادل الجثث
وفق ما نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، الثلاثاء 18 نوفمبر 2025، من المتوقع أن تبدأ حماس، الخميس 20 نوفمبر، تسليم جثث رهائن لقوا حتفهم خلال الصراع، بما في ذلك أعضاء من عائلة بيباس التي تم أسرتها حماس يوم 7 أكتوبر 2023.
في المقابل، ستفرج إسرائيل عن جميع النساء الفلسطينيات والأطفال القاصرين الذين تم اعتقالهم في غزة بعد 8 أكتوبر 2023، بشرط عدم تورطهم في الأعمال القتالية.
نزع السلاح من القطاع
أكدت الوساطات العربية أن حماس وافقت على تسريع إطلاق سراح الرهائن الأحياء بعد أن تم السماح بدخول المنازل المتنقلة إلى غزة، وهو ما كان قد تأخر بسبب رفض إسرائيل السماح بدخول هذه الإمدادات الإنسانية. وفي المقابل، وافقت إسرائيل على بدء المفاوضات للمرحلة الثانية من الاتفاق بعد فترة من الترقب والتأجيل.
وفقاً لما أكده وزير الخارجية الإسرائيلي، جيدعون ساعر، قرر المجلس الأمني الإسرائيلي بدء المفاوضات حول المرحلة الثانية من الاتفاق هذا الأسبوع، رغم أن المناقشات حول هذه المرحلة كانت قد تأجلت لأكثر من أسبوعين. القضية الرئيسية التي تثير جدلاً داخلياً في إسرائيل هي قضية نزع السلاح من قطاع غزة، إذ تصر إسرائيل على أن تكون هذه خطوة ضرورية للقبول بأي اتفاق مستقبلي.
الخطة الأمريكية
أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن رغبته في إخلاء قطاع غزة من سكانه البالغ عددهم نحو مليوني نسمة، مقترحًا أن تتولى الولايات المتحدة الإشراف على المنطقة. في المقابل، تعمل الدول العربية على إيجاد حل يضمن بقاء الفلسطينيين في غزة تحت إدارة هيئة فلسطينية مستقلة.
من المتوقع أن يُكشف عن أسماء الرهائن الذين قتلوا يوم 7 أكتوبر 2023 الأربعاء 19 نوفمبر، ويتم نقل جثثهم إلى مركز الطب الشرعي في إسرائيل لفحص هوياتهم. وتشير التقارير إلى أن بعض الجثث قد تكون تعرضت للتعفن لفترات طويلة، مما قد يطيل من عملية التعرف عليها.
الاستعدادات الإسرائيلية للمرحلة الثانية
أثارت خطوة إسرائيل للسعي وراء تمديد الهدنة الأولى من خلال الإفراج عن المزيد من الرهائن بدلاً من الانتقال مباشرة إلى المرحلة الثانية من الاتفاق اعتراضات داخلية.
يبدو أن صفقة تبادل الأسرى هذه تمثل نقطة تحول في مسار الحرب المستمرة بين حماس وإسرائيل، ومعها قد تتغير ديناميكيات العلاقات الدولية في المنطقة. وفيما يتابع العالم عن كثب تفاصيل المفاوضات والتطورات، سيظل مصير غزة وسكانها محوراً أساسياً في المناقشات السياسية والاستراتيجية المقبلة.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2140204