نصف الكرة الجنوبي يجف.. ما تأثيره على الكوكب بأكمله؟

تجفيف الغابات المطيرة سيؤدي إلى تقليل الغطاء النباتي وزيادة خطر نشوب الحرائق

بسام عباس

أظهرت دراسة جديدة أن نصف الكرة الجنوبي تعرض للجفاف أكثر من النصف الشمالي خلال العقدين الماضيين (2001-2020).

ويشير مؤلفو الدراسة إلى أن السبب الرئيس هو ظاهرة الطقس المعروفة باسم “النينيو”، التي تحدث كل بضع سنوات عندما تكون المياه في شرق المحيط الهادئ أكثر دفئًا من المعتاد.

مليارات الأطنان من الكربون

كشفت الدراسة الجديدة عن انخفاض شديد في توافر المياه في أمريكا الجنوبية ومعظم إفريقيا ووسط وشمال غرب أستراليا، ومع ذلك، فبعض المناطق مثل الجزء الجنوبي من أمريكا الجنوبية سيكون لديها المزيد من المياه المتاحة، وفق ما أورده موقع Study Finds.

وأضاف، في تقرير نشره أمس الجمعة 3 نوفمبر 2023، أن تجفيف الغابات المطيرة سيؤدي إلى تقليل الغطاء النباتي وزيادة خطر نشوب الحرائق، القادرة على إطلاق مليارات الأطنان من الكربون المحتجز حاليًّا في نباتات الغابات والتربة.

الاتجاهات في توافر المياه 2001-2020. يتميز نصف الكرة الجنوبي باللون البرتقالي أكثر من اللون الأزرق

الاتجاهات في توافر المياه 2001-2020. يتميز نصف الكرة الجنوبي باللون البرتقالي أكثر من اللون الأزرق

فقدان سبل العيش

أوضح الموقع أن أمريكا الجنوبية تعد مصدرًا زراعيًّا رئيسًا لفول الصويا والسكر واللحوم والقهوة والفواكه للسوق العالمية، وأن تغيرات توافر المياه ستؤدي إلى زيادة الضغط على النظم الغذائية على مستوى العالم.

وأضاف أن إنتاج نبات الكسافا الأساسي انخفض بسبب الجفاف، ما يؤثر أيضًا في خفض الصادرات مثل البن والكاكاو، ويؤدي بدوره إلى دوامة فقدان سبل العيش والفقر والجوع.

الجفاف يؤثر في الجنوب والشمال

ذكر الموقع أن الجفاف يتسبب في تغيير أنماط الغطاء النباتي وزيادة درجات الحرارة، التي يمكن أن تزيد عن 35 درجة مئوية في أجزاء كبيرة من العام بحلول عام 2100، إذا استمرت معدلات الانبعاثات في الارتفاع، ما سيكون له آثار خطيرة على صحة البشر والموائل.

حرائق الغابات أسفل ستاكس بلاف، تسمانيا، أستراليا

حرائق الغابات أسفل ستاكس بلاف، تسمانيا، أستراليا

وأضاف أن الجفاف في وسط أستراليا له آثار غير مباشرة على الطقس والمناخ في المناطق الساحلية، حيث تقع معظم المدن الأسترالية الرئيسة والسكان، لافتًا إلى أن مناطق الجنوب الغربي والجنوب الشرقي من البلاد تشهد اتجاهات الجفاف، ما يتسبب في اشعال حرائق الغابات، واستنزاف الأنهار.

وسيؤدي الجفاف إلى ضغوط إضافية على الموائل والأنواع، وسيؤثر على السكان بقدرات متفاوتة على التكيف، وعلى أنظمتنا الغذائية العالمية، وعلى الرغم من أن نصف الكرة الجنوبي يتكون في الغالب من الماء، إلا أن ما يحدث هناك يهم حقًا الكوكب بأكمله.

ربما يعجبك أيضا