«نظام غامض».. ماذا تعني التغييرات في الدائرة الداخلية للرئيس الروسي؟

التغيير الوزاري في موسكو يسلط الضوء على هيمنة الحرب الروسية على اقتصادها

بسام عباس
الرئيس الروسي - فلاديمير بوتين

أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تغييرات في فريق الأمن القومي للمرة الأولى منذ غزو أوكرانيا، ليحل الخبير الاقتصادي أندريه بيلوسوف، محل سيرجي شويجو وزيرًا للدفاع، فيما سيتولى شويجو رئاسة مجلس الأمن الروسي بديلًا لـ”نيكولاي باتروشيف”.

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن التغييرات الوزارية تمثل إصلاحًا نادرًا لـ”بوتين”، الذي يميل إلى تجنب التغييرات المتهورة، ما يمكن أن يمثل نقطة تحول في حرب روسيا المستمرة منذ أكثر من عامين في أوكرانيا.

عرضة للتكهنات

أوضحت مجلة وورلد بوليتكس ريفيو، أمس الثلاثاء 14 مايو 2024، أن أي تغيير في الدائرة الداخلية في نظام بوتين الشخصاني الغامض، يكون عرضة للتكهنات، وسيكون من السابق لأوانه قراءة الكثير عن بديل شويجو والتوصل إلى استنتاجات حول حالة السياسة الروسية بناءً على التعديل الوزاري.

وأضافت أن هذه التغييرات يمكن أن تكون مرتبطة بأي شيء، بدءًا من الفساد في وزارة الدفاع، المعروفة بأنها مليئة بعمليات الفساد المستشرية في عهد شويجو، إلى بدء بوتين فترة ولاية جديدة في منصبه، ما يجعل هذا وقتًا مناسبًا لإجراء تغييرات كان يفكر فيها منذ فترة طويلة.

وقالت إن توقيت هذه الخطوة يكون جديرًا بالملاحظة بشكل خاص، فروسيا تتمتع حاليًا ببعض الزخم في ساحة المعركة في أوكرانيا، مشيرةً إلى أن روسيا استغلت تأخير المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا لتحقيق مكاسب على طول الخطوط الأمامية في منطقة دونيتسك الشرقية.

A man in military dress uniform stands in a convertible car, saluting, as he passes rows of other officers in uniform.

شويجو في عرض عسكري بموسكو احتفالا بيوم النصر

هيمنة على الاقتصاد

ذكرت المجلة الأمريكية أن القوات الروسية، في نهاية هذا الأسبوع، بدأت هجومًا جديدًا في منطقة شمال شرق خاركيف، ما دفع موسكو إلى السيطرة على عدة أميال مربعة يوميًا أكثر من أي نقطة أخرى في الحرب، باستثناء بداية اندلاع الحرب.

وأشارت إلى أن استبدال وزير الدفاع في وقت يبدو فيه أن روسيا استعادت زمام المبادرة في الحرب يشير إلى أن بوتين واثق من الحفاظ على الزخم، وأن المؤسسة العسكرية قادرة على الصمود في وجه تغيير القيادة في هذا الوقت.

ولفتت إلى أن تعيين مستشار اقتصادي موثوق به في هذا الدور يسلط الضوء على الدرجة التي أصبحت بها الجهود الحربية الروسية في أوكرانيا تهيمن على اقتصادها، ما يتطلب وجود مسؤول قدير على رأس الوزارة التي تديرها.

تحول بنيوي

ولفتت المجلة إلى أن شويجو هو الناجي الأخير من سياسات بوتين، لأنه معروف بولائه أكثر من كفاءته، وهو ما يفسر سبب تعيينه لقيادة مجلس الأمن، فهو بذلك سيحافظ على قربه من بوتين، ولكن في الوقت نفسه يحد من صلاحياته ومسؤولياته.

وأضافت أن باتروشيف يُعد أحد أقوى الشخصيات في روسيا، مشيرةً إلى أن الكرملين أعلن أنه سيكشف عن وظيفته الجديدة الأيام المقبلة، ولكن طبيعة هذه الوظيفة، ومدى سلطتها، ستكون بمثابة فكرة مهمة حول ما إذا كانت هذه التحركات تمثل تحولًا بنيويًّا في تركيبة نظام بوتين.

ربما يعجبك أيضا