انقسمت الآراء داخل وخارج سوريا حول مستقبل المرحلة المقبلة بعد رحيل الرئيس السوري، بشار الأسد، فجر الأحد 8 ديسمبر 2024.
ورأي البعض أن سوريا تتجه نحو حالة من الاقتتال الداخلي والصراع على السلطة، خاصة أن الجماعات المعارضة ذات أيديولوجيات وتحالفات خارجية مختلفة، ورأى آخرون أن طبيعة المجتمع السوري ستفرض في النهاية صورة حديثة مخالفة لسوريا الأسد وكذلك لتوجهات الجماعات الأصولية.
ديموقراطية علمانية
خبير القضايا الدولية، فريدون مجلسي، أشار إلى أنه ليس من المستبعد أن تحكم حكومة ديمقراطية، لكن هذا ليس بالأمر السهل وإقامة هيكل ديمقراطي سيستغرق وقتا طويلًا.
لكن الخبير الإيراني في صحيفة آرمان ملي، أشار أيضًا إلى أنه من المحتمل جداً أن يكون هناك صراع ومواجهة بين الجماعات التي أطاحت بحكومة الأسد، لأن هذه الجماعات لديها تناقضات لا يمكن إنكارها مع بعضها البعض.
السياسي الإيراني، غلام علي دهقان، في صحيفة آرمان ملي، اليوم الثلاثاء 10 ديسمبر، أوضح أنه من الناحية الاجتماعية، فإن سوريا مستقبلها حكومة علمانية، وخاصة أن موقعها الجغرافي والتاريخي قد خلق هذه الطبيعة، فإن الدول التي تحيطها مثل لبنان والأردن وحتى مصر علمانية. لكن أيضًا وجود مجموعات قريبة من فكر القاعدة بين فاتحي دمشق يخلق الشكوك في أن مرحلة ما بعد الأسد لن تشبه حكم طالبان.
مصالح القوى الخارجية
الخبير السياسي، حسن بهشتي بور، قال إن معارضي بشار الأسد اتفقوا فقط على قضية واحدة، وهي سقوط الأسد، بينما احتمال حدوث صراعات داخلية بين الجماعات المعارضة والمسلحة كبير، فإن هناك ثلاث مجموعات مهمة في سوريا اليوم، هي: هيئة تحرير الشام والجيش الحر والأكراد السوريين. وكانت دوافع هذه المجموعات الثلاث واحدة حتى سقوط حكومة الأسد.
وفي حواره مع صحيفة ستاره صبح، اليوم الثلاثاء، أكد بهشتي بور: أنه إذا تمكنت هذه المجموعات الثلاث من التوصل إلى تفاهم حول حلول التداول السلمي للسلطة وتجربة سوريا تشكيل حكومة شعبية، فيمكننا أن نأمل بمستقبل جيد لسوريا والمنطقة، فإن تشكيل حكومة ديمقراطية هناك سيساعد على تعزيز الأمن في الشرق الأوسط.
وتابع محلل السياسة الخارجية هذا: حتى لو تمكنت هذه المجموعات الثلاث من التوصل إلى اتفاق، فإن مصالح القوى الإقليمية وغير الإقليمية في سوريا لن تسمح باستمرار نجاحها طويلاً لأن العديد من القوى تتطلع إلى سوريا، ومصالحها تتعارض مع بعضها البعض. وروسيا لديها خلاف مع أمريكا، وتركيا لديها مصالحها وإسرائيل كذلك.
نموذج ليبيا
المحلل السياسي، علی رضا تقوی نیا، قال: لقد تفاجئ الجميع بسرعة التطورات في سوريا، وهو ما أكد أنه تم التوصل إلى اتفاق كبير بين روسيا والغرب وتركيا فيما يتعلق بسوريا.
وفي نهاية حديث الخبير الإيراني، أشار إلى أن السيناريو الأكثر ترجيحًا بالنسبة لمستقبل سوريا هو نموذج ليبيا، أو تفككها. بينما السيناريو الأضعف هو الانتقال السلس للسلطة إلى حكومة مركزية وديمقراطية، وهو أمر يبدو مستبعدا إلى حد كبير في ظل ما رأيناه من الجماعات المتمركزة في سوريا.
تقسيم سوريا
قال زهير أصفهاني، محلل الشؤون الإقليمية: إن السيناريو الأكثر تفاؤلاً، سيكون لسوريا مستقبل مماثل لليبيا بعد سقوط القذافي. وأوضح السياسي الإيراني: بعد سقوط القذافي، كان هناك اعتقاد بأن حكومة شعبية ستحكم في ليبيا، لكن ليبيا لم تتمكن من تجربة الديمقراطية في السنوات الـ 13 الماضية.
وأضاف الأكاديمي الإيراني: سوريا الآن مقسمة إلى عدة أجزاء، وجزء منها بيد الأكراد بدعم من أمريكا. وجزء آخر بيد جماعات مثل الجيش السوري الحر وهيئة تحرير الشام. ولا يحمل الصراع والتشرذم والتفكك في سوريا أية تنبؤات إيجابية للغاية حول مستقبل هذا البلد.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2072214