قال وزير التسامح والتعايش الإماراتي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، الأربعاء 19 فبراير 2025، إن رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يؤكد دائمًا أن الشباب هم أهم الموارد الوطنية، الأمر الذي يجعل تمكينهم أساسًا للنهضة الوطنية.
وأضاف الشيخ نهيان بن مبارك، أن الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا يشكلون أكثر من نصف عدد السكان في دولة الإمارات، وأن خطط الدولة تعتمد على التعاون بين الجهات المعنية كافة، من الأسر والمدارس والقطاعين الحكومي والخاص، لضمان إعداد الشباب للمستقبل بنجاح، وفقًا لوكالة أنباء الإمارات (وام).
تمكين الشباب
أكد وزير التسامح والتعايش الإماراتي، في كلمته، في افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي الثاني لحوارالحضارات والتسامح، الذي ينظمه مركز باحثي الإمارات للبحوث والدراسات بالتعاون مع وزارة التسامح والتعايش، تحت شعار ” تمكين الشباب من أجل مستقبل متسامح”، أن البحث العلمي في مجال التسامح يشكل حجر الأساس في وضع مبادرات فعالة تعزز القيم الإنسانية وتؤثر إيجابيًا في الأفراد والمجتمعات، مشددًا على دور المشاركين في المؤتمر في إثراء الوعي المحلي والإقليمي والعالمي حول التسامح والأخوةالإنسانية ودورهما في تشكيل مستقبل المجتمعات البشرية.
وعن شعار المؤتمر لهذا العام وهو “تمكين الشباب لمستقبل متسامح” ذكر الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يؤكد دائمًا أن الشباب هم المستقبل وهم أهم مواردنا الوطنية، لافتا إلى أهمية إعداد الشباب ليكونوا عناصر فاعلة في المجتمع العالمي، من خلال تنمية مهاراتهم الفكرية والإبداعية، وتعزيز قدرتهم على التعامل مع التحديات واستثمار الفرص، إذ أن تمكينهم اقتصاديًا وتعليميًا يشكل عاملًا رئيسًا في تجنيبهم الوقوع فريسة للأفكار الهدامة.
بناء مجتمع متسامح
دعا الشيخ نهيان بن مبارك إلى التواصل المستمر مع الشباب والإنصات إليهم، واحترام آرائهم، وإشراكهم في بناء المستقبل، موضحًا أن “عام المجتمع” يعكس التزام الدولة بمواصلة الجهود الرامية إلى تمكين الشباب عبر التعليم والمهارات اللازمة ليكونوا مواطنين نشطين ومسؤولين، وتعزيز الهوية الوطنية من خلال ترسيخ الفخر بالثقافة والتراث العربي والإسلامي، وتمكين الشباب اقتصاديًا عبر توفير الفرص والبرامج التي تضمن مشاركتهم الفعالة في سوق العمل، وتعزيز الاستخدام الإيجابي للتكنولوجيا لتمكين الشباب من الإسهام في نشر قيم السلام والتعاون العالمي، وضمان رفاهيتهم عبر توفير بيئة آمنة ومستقرة لهم، إضافة إلى إشراكهم في عمليات صنع القرار.
وتطرق إلى الدور الذي يلعبه الشباب في بناء مجتمع عالمي متسامح، مشيرًا إلى أن التنوع الثقافي الذي يميز دولة الإمارات يشكل فرصة كبيرة لهم لفهم القيم الإنسانية المشتركة والانفتاح على الآخرين، مؤكدَا في الوقت ذاته على دور المرأة الإماراتية في التنمية الوطنية، وأن تمكينها بات حقيقة واقعة.
القيم الأخلاقية
أكد وزير التسامح والتعايش الإماراتي، في ختام كلمته، على أهمية القيم الأخلاقية والمسؤولية الفردية، موضحا أن الاختيار بين الخير والمسؤولية هو قرار فردي لكل شخص، ما يحتم مساعدة الشباب على اتخاذ القرارات الصائبة وتقدير هويتهم الإسلامية والعربية بفخر واعتزاز، مشددًا على أن نجاح الإمارات في تحقيق التنمية والتقدم قائم على القيم الأخلاقية الراسخة والمسؤولية الفردية، وأن العمل على ترسيخ التسامح والتعايش بين الثقافات سيظل التزامًا إماراتيًا تؤكده قيادتنا الرشيدة، حتى يكون العالم مكانًا أكثر تسامحًا.
من جانبه قال رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيس منتدى أبوظبي للسلم، العلامة عبدالله بن بيّه، إن الحوار يكتسب أهمية كبرى ويصبح ضرورة قصوى في عصرنا الحاضر الذي تواجه فيه البشرية تحديات وجودية من قبيل الحروب والنزاعات والأوبئة والمجاعات، الأمر الذي يجعلها في أمس الحاجة إلى تبنيه نهجًا وتطبيقًه سبيلًا لإنقاذ سفينتها وحماية كوكب الأرض.
نهج سلمي
أوضح عبدالله بن بيّه، أن الحوار وسيلة مطلوبة في كل الظروف وعلى المستويات المختلفة، لإيجاد أرضية مشتركة يجد فيها كل طرف مصلحته ويدرأ مفاسد الصراع والنزاع، فهو يقدم بدائل للحرب والعنف، ليحل الكلام بدل الحسام واللسان بدل السنان، والإقناع بدل الصراع.
بدوره قال رئيس مجلس أمناء مركز باحثي الإمارات، الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي، إن مشاركة نخبة من الشخصيات الدولية لمناقشة القضايا العالمية ذات العلاقة بالتسامح والتعايش يعطي ثقلًا كبيرًا لهذا المؤتمر، مؤكدًا أن عنوانه وشعاره لهذا العام يمثل تأكيدًا على قيمة الإمارات ونهجها المتسامح والسلمي على المستوى العالمي.
منصة التعايش
أضاف النعيمي أن تركيز المؤتمر على الشباب يعد تأكيدًا لدورهم ومكانتهم، لأنهم صناع الحاضر وبناة المستقبل، وأن تعزيز قيم التسامح والحوار لديهم يعد إسهامًا في بناء السلام بين الأمم.
حضر افتتاح المؤتمر، مدير عام وزارة التسامح والتعايش عفراء الصابري، وأكثر من 100 من المتحدثين الدوليين و 5000 مشارك من ممثلي المنظمات الدولية والإقليمية، والهيئات الحكومية، والأكاديميين، من أكثر من 70 دولة حول العالم، يناقشون نحو 200 ورقة بحثية عن بحوث التسامح والتعايش.
وأطلق مركز باحثي الإمارات “منصة التعايش”، وهي أول منصة رقمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي تهدف لنشر رؤية قيادة دولة الإمارات في قضية الحوار والتسامح، وتتيح للمستخدم طرح أسئلة عن التسامح والتعايش والسلام، وتقدم إجابات دقيقة وموثقة بمصادر رسمية.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2140911