«نيويورك تايمز»: القيادة العسكرية الروسية ناقشت استخدام أسلحة نووية بأوكرانيا

آية سيد
روسيا بحثت استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا

أجرى القادة العسكريون الروس محادثات لبحث كيف ومتى يمكن أن تستخدم موسكو الأسلحة النووية التكتيكية في أوكرانيا، ما أثار قلق إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن.


كشف مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى أن القادة العسكريين الروس بحثوا، مؤخرًا، استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا.

ووفق ما جاء في تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز“، اليوم الأربعاء 2 نوفمبر 2022، أجرى القادة العسكريون الروس محادثات بشأن كيفية وتوقيت استخدام الأسلحة النووية التكتيكية، لكن الرئيس فلاديمير بوتين لم يشارك بها.

إحباط روسي                                     

أثارت هذه المحادثات قلق إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بحسب ما جاء في تقرير “نيويورك تايمز”، لأنها أظهرت مدى إحباط الجنرالات الروس من الإخفاقات، التي تكبدتها قواتهم على الأرض، وتشير كذلك إلى أن تهديدات بوتين المبطنة باستخدام الأسلحة النووية قد لا تكون مجرد كلمات.

إلا أن المسؤولين الأمريكيين قالوا إنهم لم يروا أدلة على أن الروس يجهزون الأسلحة النووية، أو يتخذون إجراءات تكتيكية للاستعداد لشن ضربة نووية، حسب ما أفاد به التقرير.

تفاصيل المحادثات

جرى تداول المعلومات الاستخباراتية عن المحادثات داخل الحكومة الأمريكية، منتصف أكتوبر الماضي. ووفق التقرير، لم يصف المسؤولون الأمريكيون السيناريوهات، التي بحثها القادة الروس لاستخدام السلاح النووي. في حين رفض المسؤول في مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، التعليق على “تفاصيل التقرير”.

وقال كيربي: “كنا واضحين منذ البداية، أن تصريحات روسيا عن الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية مقلقة للغاية، ونحن نتخذها على محمل الجد”، موضحًا أن الولايات المتحدة تراقب المسألة عن كثب، ولم تر “أي مؤشرات على أن روسيا تستعد لاستخدام تلك الأسلحة”.

مزاعم القنبلة القذرة

بحسب التقرير، ظهرت المعلومات الاستخباراتية الجديدة، عندما كانت موسكو تروج لفكرة أن أوكرانيا تخطط لاستخدام القنبلة القذرة، وهي قنبلة تقليدية مزودة بمواد مشعة، بهدف الإيهام بأن موسكو تستخدم أسلحة دمار شامل.

وظهرت تلك الفكرة، التي وصفها التقرير بأنها لا أساس لها من الصحة، وسط سلسلة من الاتصالات جمعت مسؤولين أمريكيين وغربيين من جهة، بنظرائهم الروس من جهة أخرى، ومن ضمنها مكالمتان بين وزيري الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، والروسي، سيرجي شويجو.

نفي روسي

في حين أن خطر التصعيد يظل مرتفعًا على نحو مثير للقلق، تقول إدارة بايدن وحلفاء واشنطن إن الاتصالات بين المسؤولين الغربيين والروس، أواخر الشهر الماضي، ساعدت في تهدئة بعض التوترات النووية. ووفق بعض المسؤولين، فإن خطاب بوتين، الخميس الماضي، الذي نفى فيه نية استخدام الأسلحة النووية، ساعد في خفض التوتر.

وقال بوتين في خطابه: “نحن لا نرى حاجة إلى فعل ذلك. لا يوجد مغزى من هذا، لا على الصعيد السياسي أو العسكري”، حسب ما أورد تقرير “نيويورك تايمز”. وأشار التقرير إلى أن بوتين يمتلك السلطة الحصرية لاتخاذ قرار استخدام الأسلحة التكتيكية، وأنه سيتخذ القرار بغض النظر عن آراء جنرالاته.

تدريبات نووية

أجرت روسيا تدريبات عسكرية سنوية، الأسبوع الماضي، لاختبار الصواريخ ذات القدرة النووية، وفق تقرير “نيويورك تايمز”. وقال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، إن المسؤولين لا يعتقدون أن المناورات “ستار” لاستخدام سلاح نووي تكتيكي ضد أوكرانيا.

وأخبر أوستن المراسلين في البنتاجون، يوم الخميس: “لم نر أي شيء يشير إلى أن بوتين قرر استخدام القنبلة القذرة”. وقال إن مجرد الحديث عن الأسلحة النووية “أمر خطير”، وإن الإدارة “قلقة بالتأكيد بشأن التصعيد”، مشددًا على أن استخدام الأسلحة النووية سيشهد “ردًا قويًّا من المجتمع الدولي”، دون توضيح ماهية ذلك الرد.

المخزون الروسي

تشير تقديرات البنتاجون إلى أن روسيا تمتلك مخزونًا يصل إلى ألفي سلاح نووي تكتيكي، مصممًا للاستخدام في ميادين المعركة لسحق القوات التقليدية. ووفق التقرير، لم تُستخدم الأسلحة النووية التكتيكية من قبل في القتال، لكن يمكن نشرها بعدة طرق، بما في ذلك عبر القذائف الصاروخية أو المدفعية.

ويقول الخبراء العسكريون إن استخدام الأسلحة النووية التكتيكية سيغير اتجاه الحرب جذريًا. وعلى الرغم من أن الدمار الناتج سيعتمد على الكثير من العوامل، مثل حجم السلاح واتجاه الرياح، فإن الانفجار النووي الصغير قد يُسبب آلاف الوفيات، ويجعل مناطق من أوكرانيا غير صالحة للسكن.

صعوبة استخدام الأسلحة النووية التكتيكية

بالنسبة إلى بوتين، يحمل استخدام الأسلحة النووية التكتيكية في أوكرانيا تعقيدات أكثر من أمر بإطلاق سلاح استراتيجي، مثل الصاروخ الباليستي العابر للقارات، وفق التقرير، لأن تجهيز السلاح النووي التكتيكي يتطلب خطوات عملية يحتاج القادة الروس إلى الاستعداد لتنفيذها، مثل كيفية تخفيف الخطر على الجنود الروس المتواجدين في منطقة الانفجار.

ومنذ بداية الحرب، كانت أجهزة الاستخبارات الأمريكية تبحث عن علامات تشير إلى أن بوتين يتخذ خطوات تحضيرية لاستخدام سلاح نووي، مثل تدريبات نووية غير معلنة، أو وضع قوات استراتيجية في حالة تأهب. لكن، بحسب التقرير، قال المسؤولون الأمريكيون إن أنظمة الإنذار، التي ترصد هذه الخطوات، معيوبة وقد لا تتمكن من تقديم تحذير مسبق.

خطوات تصعيدية

لفت التقرير إلى أن المباحثات النووية الروسية رفيعة المستوى تشير إلى أن الجيش يدرس ما قد يدفع موسكو لاستخدام السلاح النووي، وهو شيء يثير قلق المسؤولين الأمريكيين، خاصة إذا انهار الجيش الروسي في جنوب أوكرانيا. وكانت التوترات بشأن استخدام النووي آخذة في الارتفاع، منذ الهجوم الأوكراني المضاد الناجح، سبتمبر الماضي.

ومنذ ذلك الحين، اتخذ الرئيس الروسي خطوات لتصعيد الصراع، مثل التعبئة الجزئية، وضم أراضٍ أوكرانية، والمشاركة مباشرة في التخطيط للحرب، والموافقة على شن ضربات على شبكة الكهرباء الأوكرانية. وعلى الرغم من أن تلك الخطوات لم تغير حظوظ موسكو، قد يكون لها تأثير أكبر في ميدان المعركة، بداية العام المقبل، وفق التقرير.

ربما يعجبك أيضا